تصاعدت وتيرة اقتحام المستوطنين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى المبارك خلال الفترة الأخيرة وخصوصا في شهر رمضان المبارك بهدف تهويده وبناء معبدهم المزعوم بعد خرابه، وذلك في انتهاك صارخ لاستفزاز مشاعر الملايين من المسلمين حول العالم. واقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة اليوم الأحد، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، بحراساتٍ معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وسط غضب وتوتر شديد لدى المصلين والعاملين بالأقصى. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن عددا من المصلين وطلبة حلقات العلم تصدوا للمستوطنين بهتافات التكبير، وحاولوا اعتراض جولاتهم لكن شرطة الاحتلال فرضت طوقا على المستوطنين لحمايتهم خلال جولاتهم في الاقصى المبارك. وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد حذرت من مغبة تنظيم جماعة "عائدون إلى جبل المعبد" فيما اسمته "احتجاجات الخيام"، المقررة اليوم الأحد، وعلى مدار ثلاثة أيام من أجل الدعوة لبناء المعبد بعد خرابه.. كما حذّرت من تمادي الاحتلال الاسرائيلي في اقتحامات وتدنيس المسجد الأقصى، داعية الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف عند مسؤولياتها تجاه القدس والأقصى. وقالت المؤسسة في بيان أصدره مكتبها في بيروت يوم الجمعة الماضي إن هذا التحرك يأتي ضمن جملة من الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها حركات المعبد المزعوم، وسيسبق هذه الفعالية مؤتمر ينظمه معهد المعبد، يكشف خلاله عن عرض لتحضيرات بناء المذبح الصاعد في المعبد. واقتحم عشرات اليهود المستوطنين المتطرفين، يوم الاربعاء الماضي أول شهر رمضان المبارك، ساحات المسجد الأقصى بحراسة قوات كبيرة ومشددة من الشرطة وحرس الحدود. وقال مدير عام الأوقاف الفلسطيني الشيخ عزام الخطيب، إن حوالي 100 متطرف إسرائيلي اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، عبر باب المغاربة في أول أيام شهر رمضان المبارك، مؤكدا أن دائرة الأوقاف طالبت الشرطة بإيقاف ما يسمى برنامج السياحة الخارجية، خلال أيام رمضان، إلا أن الشرطة رفضت الأمر، وأصرت على الفترة الصباحية. وأكد أن اقتحامات المستوطنين للأقصى تمت على شكل مجموعات رافقهم أربعة حاخامات، مشيرين إلى أن عددا من المستوطنين حاولوا تغيير مسار جولتهم في رحاب الأقصى بمحاولتهم الوصول إلى سطح مسجد قبة الصخرة، إلا أنه تم منعهم من ذلك، وخلال ذلك ردد المصلون وطلاب مصاطب العلم التكبيرات رفضا لاقتحامات المسجد. ويشهد المسجد الأقصى تواجدًا ملحوظاً خلال شهر رمضان المبارك ومن المتوقع أن يزداد هذا التواجد يوماً بعد يوم، خاصة أيام الجمع وليالي الشهر الفضيل، حيث وجهت دعوات الى شد الرحال إلى الأقصى وتأدية الصلوات كلها لإحياء الشهر كله فيه والاعتكاف كل ليلة جمعة، وكذلك العشر الأواخر من رمضان. وكان رئيس المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، الشيخ يوسف ادعيس، قد دعا الفلسطينيين خاصة أبناء القدس وأراضي 48 لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك بكثافة وتعزيز التواجد فيه خلال شهر رمضان المبارك لتعزيز مكانة المدينة المقدسة ومقدساتها، في ظل الدعوات اليهودية المتكررة لإقتحامه، للوقوف وجه الأطماع الإسرائيلية التي تستهدفه. وأوضح ادعيس في بيان صحفي صادر عن ديوان قاضي القضاة أن المسجد الأقصى يتعرض يوميا لاقتحامات من الجماعات اليهودية المتطرفة، إضافة إلى الحفريات التي لا تزال متواصلة أسفله، مشددا على أن المسجد الأقصى مسجد خالص للمسلمين ولا علاقة لليهود فيه. من جهة أخرى طالب وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش، بتكثيف التوافد إلى المسجد الأقصى وشد الرحال إليه رغم إجراءات الاحتلال، وقيوده التي تحول بينهم وبين أدائهم لعبادتهم. وكانت مجموعات متتالية من المستوطنين قد اقتحمت في الثامن من شهر يوليو الحالي قبيل شهر رمضان ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، من بينهم نساء بلباس فاضح وشبه عارٍ، وأقاموا طقوسا دينية مقابل قبة الصخرة المشرفة وحطموا أشجار زيتون.. ونظموا جولة لأطفالهم في باحات الأقصى وبحراسات معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال أحد العاملين في الأقصى أن هذه المشاهد والاقتحامات استفزت مشاعر المصلين الذين تصدوا بهتافات التكبير احتجاجا على ذلك. وتزامنت جولة أطفال المستوطنين مع مؤتمر نظمه "معهد الهيكل" الأسبوع الماضي في القدس بمشاركة وزير الأديان "الراب الياهو بن دهان" كشف خلاله عن عرض لتحضيرات بناء "المذبح الصاعد في الهيكل". وتضمنت جولة أطفال المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى شرحا عن الهيكل المزعوم، انسجاما مع ما أعلنته جماعة "الائتلاف من أجل الهيكل" من تنظيم فعاليات احتجاجية في القدسالمحتلة في ذكرى ما أسمته "خراب الهيكل"، تهدف من خلاله الدعوة إلى إعادة بنائه "الهيكل" على أنقاض المسجد الأقصى المبارك. وذكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في الأول من يوليو الحالي أن مجموعات صغيرة ومتتالية من المستوطنين ونحو 60 مجندة إسرائيلية بلباسهن العسكري اقتحمت المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة برفقة حراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال. وأوضحت المؤسسة في بيان لها "أن اقتحام المجندات هذا يأتي في إطار الجولات الاستكشافية والإرشادية لجنود ومجندات الاحتلال، ويأتي وسط حالة دفع من قبل أذرع الاحتلال الاسرائيلي لزيادة عدد وتنويع طرق اقتحامات المسجد، بهدف تكريس وجود شبه يومي في المسجد الأقصى المبارك". وبالتزامن مع ذلك، شددت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى اجراءاتها بحق الشبان وطلبة حلقات العلم ودققت ببطاقاتهم الشخصية التي تم احتجازها لحين الخروج من المسجد. وفي اليوم التالي استنكر الأزهر الشريف، اقتحامات المستوطنين المتكررة لساحات المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم.. محذراً في بيان له من خطورة مواصلة سلطات الاحتلال اعتداءاتها وتدنيسها لباحات المسجد الأقصى المبارك وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية بمدينة القدس، بهدف تهويد المدينة المقدسة وتضييق الخناق على المقدسيين لترحيلهم من أراضيهم، و"هذا ما لا يتفق مع روح الأديان السماوية السمحة والمواثيق الدولية التي تكفلت بحفظ حقوق الإنسان". كما حذرت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة مواصلة سلطات الاحتلال الاسرائيلية اعتداءاتها وتدنيسها لباحات المسجد الاقصى المبارك وكافة المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس في مخططاتها الرامية لتهويد المدينة المقدسة وتضيق الخناق على المقدسيين لترحيلهم من ارضهم. واستنكرت قيام ما يقارب من 60 مجندة من جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بلباسهنّ العسكري وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال، ضمن ما يطلق عليه "الجولات الإرشادية الاستكشافية" من جهة باب المغاربة. وأضافت أن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وتماديه في تدنيس باحات المسجد الاقصى والسماح للأجانب والسياح والمجندات بالتجول فيه بصورة بشعة ومستفزة لمشاعر المسلمين المصلين تستوجب الوقوف بكل جديه أمام هذه المخططات وقيام الامة العربية والإسلامية بواجباتها تجاه المسجد الاقصى المبارك. ودعت دائرة شؤون القدس، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنظمة المؤتمر الاسلامي التحرك العاجل لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من مثل هذه الانتهاكات، ووضع حد لهذه الاعتداءات المستمرة من قبل المستوطنين والمتطرفين.