دمشق- سبأ: أكد نائب وزير الخارجية السوري بشار الجعفري، أن بلاده وانطلاقاً من مواقفها المبدئية تدعم اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وأشار إلى أنها أبدت استعدادها قبل شهرين للعمل على بناء علاقات مع الجمهوريتين في سياق المصالح المشتركة. وقال الجعفري في مقابلة مع قناتي السورية والإخبارية الليلة الماضية: إن "الأحداث المرتبطة بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وإعلان روسيا الاعتراف باستقلالهما عن أوكرانيا له علاقة بالجغرافيا السياسية ولهذا فالجميع معني بهذا الأمر فالمسألة هي فيما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستنجح في فرض النظام القطبي الواحد على مجمل دول العالم بما في ذلك روسيا والصين أم لا، أي أن الموضوع له علاقة بالجغرافيا السياسية وليس بالسياسة بالمعنى البسيط للكلمة ولذلك فإن سورية جزء من المشهد والصين وفنزويلا وإيران جزء من هذا المشهد بالمعنى الجيوبولوتيكي". وأوضح أن الرئيس بشار الأسد استقبل قبل شهرين وفداً من مجلس الدوما الروسي برئاسة ديمتري سابلين وهو عضو في الدوما من جمهورية دونيتسك وطرح وقتها الرئيس الأسد استعداد سورية للاعتراف بجمهورية دونيتسك أي أنه قبل الأزمة بشهرين كانت هناك قراءة سوريا دقيقة بالمعنى الجيوبولوتيكي للكلمة. ولفت إلى أن المبدأ بالنسبة لسوريا هو مواجهة السياسات الغربية مع كل من لديه الاستعداد لذلك لمصلحة شعوبنا وأممنا واستقرارنا ولكل الشعوب ولهذا فالتصدي لسياسات الهيمنة مطلوب من الجميع بمعنى أن سياستنا حول هذا الموضوع مبدئية ونقف مع موسكو في إحساسها المبرر والمشروع بأن أمنها القومي معرض للخطر، وفي كل المحطات التاريخية المهمة في تاريخنا المعاصر كانت هناك قراءة دقيقة وأثبتت الأحداث أن موقفنا سليم. وأشار إلى أن الشرخ بين كييف ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك بدأ عقب أحداث عام 2014 حين كان يحكم أوكرانيا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المنحدر من منطقة دونيتسك حيث جرت ما تسمى "الثورة البرتقالية" بترتيب ودعم من الأمريكيين والأوروبيين وتم إرغام الرئيس يانوكوفيتش على الخروج من أوكرانيا ولجأ إلى روسيا الأمر الذي دفع سكان دونيتسك ولوغانتسك لرفض السلطة الجديدة التي نصبها الغرب والتي تعادي موسكو. وأكد الجعفري أنه أُجري استفتاء في دونيتسك ولوغانسك وصوت السكان لصالح الانفصال وحدثت مواجهات آنذاك ثم تم اللجوء إلى اتفاق "مينسك 1" لكن الاتفاق لم ينجح فتم استبداله لاحقاً ب "مينسك 2" الذي حظي بتوافق دولي من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي فأصبح هذا الاتفاق "مينسك 2" الأساس في التسوية السياسية في أوكرانيا. وتابع: "لكن رغم مضي 8 سنوات عليه لم يستطع حل الأزمة لعدة أسباب أبرزها أن الولاياتالمتحدة و"حلف الناتو" نكثا بوعدهما لروسيا قبل أكثر من 30 عاماً بعدم تمدد الناتو شرقاً بمعنى ألا تنضم الدول الأوروبية الشرقية إلى الناتو لكن ما حدث هو العكس تماماً حيث تم ضم بلغاريا ورومانيا وبولندا وهنغاريا وكان الاستثناء الوحيد هو أوكرانيا التي لم تسمح الظروف لواشنطن والأوروبيين بضمها إلى الناتو. ونوه بأن الأمن القومي الروسي كما قال الرئيس بوتين خط أحمر وأنه إذا نجحت واشنطن والأوربيون في ضم أوكرانيا إلى الناتو فستصبح موسكو على بعد دقيقتين فقط من الصواريخ النووية وسيهدد توسع "حلف الناتو" الكثير من الدول.. لافتاً إلى أن صلابة الموقف الروسي تأتي من إدراك موسكو أن المسائل كلها متداخلة وفي تشابك جيوبولوتيكي بكثير من الملفات ولهذا جاء الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. وشدد الجعفري على أن أوكرانيا تعد إحدى الدول الثلاث الأكثر أهمية لأمن روسيا وبالتالي من يتحمل مسؤولية الأزمة في شرق أوكرانيا هو من يقترب من الخطوط الحمر لدول مهمة مثل روسيا.. مؤكداً أن الغرب هو المتسبب بالأزمة عبر دفعه كييف لدخول "الناتو" بعد أن نكث بعهوده بعدم تمدد الحلف شرقاً وهو يؤجج هذه الأزمة لتهديد أمن روسيا لكن موسكو لن تسمح بذلك.