احتشد أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر في العاصمة المصرية القاهرة وميدانِ نهضة مصر في الجيزة مساء اليوم الاثنين للمشاركة في مظاهرات أطلق عليها اسم "مليونية الصمود". وقد دعا لهذه المظاهرات المستمرة لليوم الثامن عشر على التوالي "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يطالب بعودة مرسي للحكم. وواصل المتظاهرون تنديدهم بوزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي الذي يتهمونه بتنفيذ "انقلاب مدبر" خطط له منذ فترة طويلة. وذكرت الانباء الواردة من القاهرة انه شوهد صفان من العربات المدرعة قرب ميدان رابعة العدوية، وتسد الأسلاك الشائكة الطرق المؤدية إلى دار الحرس الجمهوري الذي شهد أسوأ أعمال عنف قبل أسبوع عندما تم تصوير قناصة يرتدون زيا عسكريا وهم يطلقون النار من فوق أسطح المباني على حشود من الناس مما أدى إلى قتل عشرات منهم. واشتبك المئات من أنصار مرسي مع الشرطة بعد أن قطعوا جسر 6 أكتوبر قرب ميدان رمسيس ومنعوا مرور السيارات، حيث أطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. وفي الجانب الآخر شهد ميدان التحرير والشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية الرئاسي مظاهرات مناوئة لمرسي ومؤيدة لعزله، بدعوة من جبهة الإنقاذ الوطني وحركة تمرد وجبهة الثلاثين من يونيو، للمطالبة بمحاكمة الرئيس المعزول وعدد من قياديي جماعة الإخوان المسلمين. وفي هذا الإطار دعا مؤسس حركة تمرد محمود بدر الشعب المصري للاحتشاد الجمعة المقبل في ميدان التحرير وقصر الاتحادية "لإيصال رسالة بأن الشعب سيستكمل الثورة وبأن ما حدث في الثلاثين من يونيو كان مطلبا شعبيا، وأن الرئيس المعزول لن يعود ولا بد من محاكمته"، على حد تعبيره. وطالب محمد عبد العزيز مسؤول الاتصال السياسي بحركة تمرد بتعليق العمل بمعاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في حال رفضت إسرائيل انتشار الجيش المصري في سيناء ضمن العملية الأمنية الموسعة "لمواجهة المسلحين والقضاء على الإرهاب". من جهتها حذرت القوات المسلحة المصرية من أي محاولات للاقتراب، أو اقتحام أي من المنشآت العسكرية، أو المنشآت الحيوية.. مؤكدة أنها ستقابل مثل هذه المحاولات بمنتهى الشدة والحزم والقوة، في إطار القوانين التي تكفل أمن وسلامة الدولة ومنشآتها المختلفة. وذكرت القوات المسلحة، في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي /فيس بوك/ اليوم، أنه منذ انطلاق ثورة 25 يناير وحتى الثورة الثانية في 30 يونيو يعتبر التظاهر السلمي أحد أهم مكتسبات الثورتين، وهو ما أكدت عليه الجهات الرسمية المسؤولة طوال ثلاثة أعوام. وقالت القوات المسلحة "إننا مازلنا نؤكد أن التظاهر السلمي حق أصيل لهذا الشعب العظيم، ولكن أن تقوم بعض القوى المتظاهرة بإساءة استغلال هذا الحق، وتقوم بتكسير الطرقات والأرصفة والأعمدة واللافتات الخاصة بالدولة، واستخدامها في أعمال الاعتداء، أو عمل أسوار عازلة في المناطق التي تتظاهر بها، أو التي تتحرك إليها، إضافة إلى قطع المحاور والطرق الرئيسية والعرضية وتعطيل مصالح المواطنين بكافة أطيافهم السياسية فهو غير مقبول". وأضافت أن بعض هذه القوى تقوم بمحاولة استفزاز عناصر القوات المسلحة ووزارة الداخلية التي تتولى تأمين المنشآت العسكرية والمنشآت الحيوية".. مؤكدة أن القوات المسلحة ملتزمة بأقصى درجات ضبط النفس، "وأن هذا الاستفزاز لن يحقق هدفه مهما حاول المتآمرون" . من جهته دعا مجمع البحوث الإسلامية في الازهر الشريف إلى سرعة تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية ولم الشمل دون الإخلال بحق كل طيف أو فصيل في أن تكون له رؤيته في إطار الالتزام بمصالح الوطن العليا. وأكد المجمع في اجتماعه الطارئ الذي عقد الاثنين وغاب عنه شيخ الأزهر احمد الطيب أنه "لا محل لمساءلة أي شخص ينتمي لأي فصيل سياسي عن أفكاره وآرائه طالما التزم بالقنوات الشرعية، ودعا المجمع إلى ضرورة حماية حياة جميع المواطنين وحرياتهم".