واصل الآلاف من مؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اعتصامهم اليوم السبت في مكانين بالقاهرة دون أن يبدي الجيش أي تنازل يذكر، وذلك بعد يوم من الاحتجاجات الحاشدة التي نظموها وقتل خلالها سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 11 آخرون. ويعتصم مؤيدو مرسي في ميدان رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة وميدان بمدينة الجيزة المتاخمة للعاصمة منذ ما قبل عزله بقرار قيادة الجيش في الثالث من يوليو الحالي.. وخرج عشرات الآلاف من أنصار مرسي في مظاهرات في القاهرة وعدد من المدن يوم أمس لمطالبة الجيش بإعادته إلى منصبه. وتحركت مساء أمس الجمعة مسيرتان تضمان مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي من ميدان رابعة العدوية الذي يعتصمون به منذ 28 يونيو الماضي إلى قصر الاتحادية ومقر جهاز الأمن الوطني بمدينة نصر.. ويأتي ذلك بعد تحرك مسيرة أخرى إلى شارع صلاح سالم للانضمام إلى مؤيدين لمرسي قطعوا شارع صلاح سالم قبل مغرب يوم أمس. وكان مؤيدو مرسي قد غادروا محيط مدينة الإنتاج الإعلامى بمدينة السادس من أكتوبر وذلك بعد تجمعهم أمام البوابتين 2, 4 بالمدينة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن حركة المرور عادت بطريق الواحات أمام المدينة إلى طبيعته تدريجيا بعد قيام مؤيدي الرئيس المعزول بقطع حركة المرور عن الطريق لمدة ساعة تقريبا.. وغادرت الحافلات التي كانت تقل مؤيدي مرسي في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي وسط تواجد أمني مكثف. من جهة ثانية شهدت مدينة المنصورة أمس الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم ليلة دامية، أُريقت فيها دماء العشرات بعد اشتباكات عنيفة بين مؤيدي مرسي، ومعارضيه. وتأتي هذه المسيرات في إطار الفعاليات التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين أمس والتي تشمل مظاهرات ومسيرات للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه. ولكن الجيش لا يبدو عليه أنه مستعدا لتقديم أي تنازلات تذكر فقد قامت 5 مروحيات تابعة للقوات المسلحة المصرية بالتحليق مساء أمس فى سماء ميدان التحرير، وذلك فى إطار العرض العسكرى التى تنظمه بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر فى العاشر من رمضان. وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن المتظاهرين بالميدان استقبلوا المروحيات بالتلويح بالأعلام الوطنية وأقلام الليزر, مرددين العديد من الهتافات المؤيدة للقوات المسلحة, ومن بينها "الجيش والشعب إيد واحدة" وبعض الأناشيد الوطنية الخاصة بانتصار السادس من أكتوبر. وكثف ميدان التحرير استعداداته الأمنية حيث انتشرت اللجان الشعبية بجميع المداخل المؤدية للميدان، خاصة "عبد المنعم رياض" و"كوبرى قصر النيل". كما نظم أهالي مدينة العريش أمس مسيرة حاشدة لتأييد الجيش والشرطة واستنكار الاعتداءات على رجال الأمن.. وأعلن الأهالى تأييدهم للجيش والشرطة فى سيناء ولما يقومان به من عمليات تستهدف تحقيق الأمن والأمان والاستقرار. واحتشد آلاف من مؤيدي خارطة طريق القوات المسلحة في منطقة سيدي جابر للمشاركة في إحياء ذكري العاشر من رمضان "المتعلقة بانتصارات أكتوبر من عام 1973" وإقامة حفل إفطار جماهيري يعقبه عدة فعاليات يتخللها صلاة التراويح بالمنطقة. واتخذت القوات المسلحة تدابير أمنية لتأمين محيط قيادة المنطقة الشمالية العسكرية ونشر المجنزرات والمصفحات, فضلا عن الحواجز والمتاريس والأسلاك الشائكة, وانتشر أفراد القوات المسلحة ومديرية أمن الإسكندرية كإجراء احترازي للتأمين. وبدأت الفعاليات باحتشاد المواطنين في حفل الإفطار الجماهيري الذي أمتد بطول شارع المشير أحمد إسماعيل, وعلى امتداد حرم محطة قطار سيدي جابر بمشاركة العديد من النشطاء وممثلي التيارات والقوى السياسية بالإسكندرية. وصرح مدير عام مستشفيات محافظة الدقهلية هشام مسعود بإن ثلاث نساء قتلن في وقت متأخر من ليل الجمعة في اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لمرسي بمدينة المنصورة عاصمة المحافظة التي تقع إلى الشمال من القاهرة.. مضيفاً بان قتيلتين أصيبتا بالرصاص بينما لم تبد إصابة ظاهرة على القتيلة الثالثة. وتابع القول بإن امرأة رابعة أصيبت بطلق ناري في الرأس نقلت إلى المستشفى في حالة حرجة كما أن هناك تسعة مصابين آخرين بينهم ثلاثة بطلقات الخرطوش وستة بجروح قطعية نتيجة الرشق بالحجارة. وقال شهود عيان إن القتلى والمصابين يؤيدون مرسي وإنهم سقطوا حال تعرض مسيرة شارك فيها ألوف من مؤيديه لهجوم معارضين. وقالت مصادر أمنية في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء إن مدنيين قتلا مساء أمس في هجوم بقذاف الهاون على مواقع لقوات حرس الحدود بالمدينة. وأكد مصدر أمني بإن أربع قذائف أطلقت على المواقع الموجودة في محيط سكني وإن شخصا أصيب في القصف الذي يعتقد أنه من فعل متشددين يؤيدون الرئيس المعزول.. مضيفاً بأن القذائف أصابت مناطق سكنية قريبة من مواقع قوات حرس الحدود.. وإن هجمات آخرى بالرصاص وقذائف صاروخية استهدفت نقطة لشرطة النجدة بالمدينة ومعسكرا للجيش مجاور لمبانيها ونقطة تفتيش أصيب فيها ضابط شرطة. وقال الجيش إنه بعزل مرسي نزل على إرادة ملايين المصريين الذين تظاهروا للمطالبة بتنحيه. وطرح الجيش خارطة طريق تضمنت تعديل الدستور والدعوة إلى انتخابات مبكرة وعين حكومة جديدة ليس من بين وزرائها من ينتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين أو أي حزب إسلامي كان في السلطة من قبل. ولوح أعضاء جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي بالأعلام المصرية وصور الرئيس المعزول خلال مسيراتهم في القاهرةوالإسكندرية وعدد آخر من المدن في دلتا النيل يوم أمس الجمعة مستنكرين ما وصفوه بأنه انقلاب عسكري على الشرعية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على حشد من أنصار الرئيس المعزول عند القصر الرئاسي بشمال شرق القاهرة مساء أمس. يذكر أنه قتل في هذه الاحتجاجات 99 شخصا على الاقل وذلك في أعمال عنف منذ الاطاحة بمرسي، وقتل أكثر من نصفهم أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري بالقاهرة يوم الثامن من يوليو.. وقتل سبعة اشخاص في وقت سابق من الأسبوع الماضي في اشتباكات بين المؤيدين لمرسي ومعارضيه. ووسط قلق دولي من التطورات في مصر طلبت مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي من الحكومة المصرية تفسير الاساس القانوني لاحتجاز مرسي وعدد من يادات جماعة الاخوان المسلمين وتوضيح ما إذا كان من المقرر تقديمهم للمحاكمة. وقال المتحدث باسم بيلاي "روبرت كولفيل" للصحفيين في جنيف إنها طلبت قائمة كاملة بأسماء المطلوب القبض عليهم وأسماء المحتجزين حاليا.. وأضاف أن المصريين لم يقدموا أي رد.. وتابع "استفسرنا تحديدا عن "مرسي" وفريقه الرئاسي بالإضافة إلى آخرين ألقي القبض عليهم.. لا نعرف حتى عدد المعتقلين إلى الآن". ورفضت جماعة الإخوان الاعتراف بالحكومة الجديدة التي يرأسها الاقتصادي المخضرم حازم الببلاوي وقالت انها غير شرعية. وحرصت الولاياتالمتحدة أوثق حلفاء مصر الغربيين على التحرك بحذر خلال الازمة ولم تقرر حتى الآن ما اذا كانت ستعتبر إسقاط مرسي انقلابا عسكريا وهي خطوة ستستدعي تعليق برنامج مساعداتها الضخم للقاهرة.