اطلقت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع في ساعة متأخرة من مساء أمس لتفريق احتجاجات عنيفة في بلدة سيدي بوزيد بجنوب تونس مهد الثورة التونسية ومسقط رأس محمد البراهمي السياسي المعارض الذي اغتيل يوم الخميس الماضي. وقال شركاء حزب النهضة الاسلامي في الحكومة الائتلافية التونسية انهم يجرون محادثات للتوصل لاتفاقية جديدة لاقتسام السلطة في محاولة لوقف الاضطرابات. وقال متحدث باسم المجلس التأسيسي المكلف باعداد دستور جديد للبلاد انه يتوقع التوصل لاتفاق خلال الساعات المقبلة. وقال سكان محليون في سيدي بوزيد إن محتجين غاضبين رشقوا الشرطة بالحجارة.. وأن مئات المحتجين اشعلوا النار في اطارات السيارات لقطع الطرق ورشقوا الشرطة بالحجارة. وتصاعدت التوترات في تونس منذ اغتيال المعارض العلماني محمد البراهمي يوم الخميس الماضي.. وبدات جماعات المعارضة العلمانية على الفور تنظيم احتجاجات والمطالبة بحل الحكومة التي يقودها الاسلاميون.. وواجهت الشرطة احتجاجات ضخمة طوال يوم أمس بقنابل الغاز المسيل للدموع. وتطالب احزاب المعارضة العلمانية باستقالة الحكومة والمجلس التأسيسي اللذين يقودهما الاسلاميون.. ورفع محتجو المعارضة لافتات كتب عليها "رحل" "لن نرحل قبل ان ترحلوا". وحث رئيس المجلس التأسيسي النواب الذين انسحبوا من المجلس العودة للعمل في هذا الوقت العصيب لاستكمال الدستور.. وبحلول يوم أمس كان ما لا يقل عن 52 قد انسحبوا من المجلس المؤلف من 217 عضوا. واتسمت المرحلة الانتقالية في تونس بعد الاطاحة ببن علي بالسلمية إلى حد بعيد وتشارك حركة النهضة الاسلامية المعتدلة مع احزاب علمانية صغيرة في السلطة.. لكن الحكومة تكافح لإنعاش الاقتصاد المتعثر وتعرضت لانتقادات من العلمانيين الذين يتهمونها بالتقاعس عن كبح أنشطة السلفيين.