واصل الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي اليوم مشاوراته مع عدد من الاحزاب السياسية والمنظمات الرئيسية للتوصل الى حل توافقي يمكن من الخروج من الوضع الراهن المتأزم وتجاوز الظرف الدقيق الذي تمر به تونس. وذكر بيان للدائرة الاعلامية للرئاسة التونسية أن المرزوقي التقى اليوم رئيسي حزب المبادرة كمال مرجان وحزب الامان لزهر بالي.. مشيرا الى أن هذه المشاورات تهدف الى دفع الطبقة السياسية الى التوافق من أجل اختصار ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتغليب المصلحة الوطنية على مصالح الاحزاب. وأضاف البيان أنه تمت الدعوة خلال هذه اللقاءات الى عدم تجييش الشارع والتعقل وتهدئة الخواطر والكف عن التشدد باعتبار أن البلاد لا تتحمل مزيدا من الاحتقان. وكان المرزوقي قد التقى الى الان في اطار مشاوراته السياسية مع الاحزاب والاطراف الاجتماعية قيادات اتحاد الشغل العمالي النقابي ومنظمة الاعراف ورابطة حقوق الانسان وهي الاطراف الرئيسية الراعية للحوار الوطني التونسي الذي توقف منذ اندلاع الازمة السياسية الحادة عقب اغتيال النائب محمد البراهمي في ال25 يوليو الماضي والتي ازدادت حدة وتصعيدا بعد المجزرة الارهابية الشنيعة الاخيرة بجبل الشعانبي ضد عناصر من الجيش التونسي. كما التقى المرزوقي أمس كلا من رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشى الذي أكد تمسك الحركة بعلي العريض رئيسا للحكومة وبالمجلس التأسيسي مع استعداد الحركة لتوسيع الحكومة واستقطاب كفاءات جديدة والامين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية عماد الدايمي شريك النهضة الرئيسي في الائتلاف الحاكم الحالي. ويأتي موقف حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية الداعم لحكومة القيادي النهضاوي العريض وللمجلس التأسيسي مناقضا كليا لموقف الاتحاد العام التونسي للشغل والاطراف والمنظمات الاجتماعية الرئيسية الاخرى التي تطالب بحل المجلس وبإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لادارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية. على صعيد اخر أكد مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا بلجنة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي هوغيز مينغاريلي أهمية الحوار بين كافة الفرقاء السياسيين في تونس "الان أكثر من أي وقت مضى" لانجاح المسار الديمقراطي والعمل على المصادقة على الدستور وتهيئة الأجواء الملائمة خلال الأشهر القادمة. جاء ذلك خلال محادثات أجراها المسؤول الاوروبي مع المرزوقي هنا اليوم حول مدى تقدم انجاز المسار الانتقال الديمقراطي في تونس والظرف الدقيق الذي تمر به البلاد. وأوضح بيان للرئاسة التونسية أن هوغيز أكد خلال هذا اللقاء "متابعة الاتحاد الاوروبي باهتمام بالغ للاحداث الجارية في تونس"... معربا عن اعجاب الاتحاد وتقديره لما تحقق في تونس من انجازات خلال العامين الماضيين على مختلف الأصعدة والمستويات. كما جدد المبعوث الاوروبي استعداد الاتحاد التام لمساندة تونس في "هذا الظرف الدقيق الذي تمر به" وتقديم يد العون والمساعدة لها في الاعداد للانتخابات القادمة وفي مراقبة مدى نزاهتها وفي اتخاذ جميع الاجراءات والتدابير اللازمة لمساعدة الاقتصاد التونسي على استعادة نسقه الطبيعي ليسهم في ضمان حياة كريمة لكافة التونسيين. وكان مدير الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلجنة الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي هوغيز قد وصل الى تونس في وقت سابق في زيارة قصيرة يجري خلالها محادثات أيضا مع رئيس الحكومة المؤقتة علي العريض وعدد من المسؤولين على اثر موجة الاغتيالات والجرائم الارهابية الاخيرة. وفي سياق اخر اعتقلت قوات الأمن التونسية في مدينة منزل بورقيبة شمال البلاد القبض على عنصر متشدد كان يقوم بإعداد مواد متفجرة. وأوضحت وزارة الداخلية التونسية أن الشخص المعتقل تعرض أثناء إعداد المتفجرات إلى بتر يده. وأضافت أن السلطات تجري حالياً التحقيق مع المعتقل لمعرفة أسباب قيامه بإعداد تلك المواد المتفجرة. وانعكست الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة الداخلية التونسية على مختلف القطاعات الاقتصادية وابرزها القطاع السياحي ما تسببت في إحداث انشغال كبير بشأن فترة ما بعد الذروة. وقال المندوبون الجهويون خلال إجتماع خصص اليوم لبحث الظرف السياحي السائد إثر الأحداث الأخيرة في تونس إن إلغاء الحجوزات لم يشمل حتى الآن سوى بعض الحالات الفردية ونحو خمس مجموعات سياحية من بلدان أوروبا الوسطى. وعبر المندوبون عن انشغالهم للأشهر المقبلة و خشيتهم من تباطؤ أو توقف تام لعمليات الحجز التي يمكن أن توجه ضربة موجعة للقطاع باعتبار أن 65 بالمئة من رقم معاملاته يتحقق عادة خلال الثلث الأخير من العام. وحث وزير السياحة جمال قمرة من جهته بعد إقراره بالصعوبات الحالية المندوبين الجهويين بالتنسيق مع المهنيين في القطاع وممثلي السياحة التونسية بالخارج وشركات الطيران ووكلاء الأسفار والشركاء الأجانب بهدف جمع المعلومات الأكثر مصداقية حول سلوكيات مختلف الأسواق التي يفد منها السياح .