عقد رئيس الحكومة التونسية المؤقتة علي العريض اليوم جلسة مشاورات مع عدد من رؤساء وممثلي الاحزاب السياسية والجمعيات المهنية الى جانب قيادات امنية وعسكرية وشخصيات اعلامية ووطنية وسط غياب معظم قوى المعارضة الرئيسية عن هذه المشاورات. وطبقا لمصادر اعلامية تونسية يهدف الاجتماع الى التباحث بشأن تطورات الوضع الامني في تونس على ضوء العمليات الارهابية التي استجدت في الفترة الاخيرة والتشاور حول أنجع السبل للتصدي لهذه الظاهرة. وشهد الاجتماع حضور رئيس حزب (حركة النهضة) الحاكم على رأس الائتلاف الثلاثي المؤقت راشد الغنوشي وأحزاب (الترويكا) والحزب الوطني الحر وحزب العمل التونسي والتيار الديمقراطي الى جانب الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري. وشاركت في المشاورات شخصيات وطنية مقابل غياب عدد من أحزاب المعارضة الرئيسية أبرزها الاتحاد العام التونسي للشغل (التنظيم النقابي الرئيسي) والحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي ونداء تونس والجبهة الشعبية. وكان رئيس الحكومة المؤقتة العريض قد أكد في تصريح أدلى به اليوم قبيل الاجتماع أن الحكومة تعمل بنسق حثيث على تسريع ادائها وتحسينه خدمة للاهداف الوطنية خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي فيما أوضحت الدائرة الاعلامية للحكومة في بيان أن هذا اللقاء تناول تطورات الوضع العام في تونس. وقال العريض أن "مواجهة التحديات تتطلب تضافر كل الجهود والتوافق على حلول عبر الحوار والبحث عن التوافقات التي لا تتناقض مع البناء الديمقراطي الذي يتشكل بالتدريج". ومقابل المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة لحشد الدعم لحكومته ودعوة أنصار حركته للتظاهر مساء اليوم تأييدا ل"الشرعية" فقد كثفت أحزاب المعارضة الرئيسية والاتحاد العام التونسي للشغل جهودها التنسيقية أيضا لحشد الشارع ومواصلة المسيرات والاعتصامات السلمية حتى اسقاط المجلس التأسيسي وحكومة النهضة. وعقدت قيادات كل من الاتحاد من أجل تونس الذي يضم خمسة أحزاب معارضة رئيسية من بينها حركة نداء تونس والجبهة الشعبية هنا اليوم أيضا اجتماعا تشاوريا تنسيقيا في ضوء تطور الاوضاع التي تشهدها تونس في المرحلة الراهنة. وأكد الامين العام لحركة نداء تونس الطيب البكوش في تصريح اذاعي عقب هذا الاجتماع التنسيقي للمعارضة أن المشاركين في جبهة الانقاذ أجمعوا على التمسك بحل المجلس التأسيسي وتكوين حكومة إنقاذ وطني محدودة العدد برئاسة شخصية وطنية مستقلة وعضوية كفاءات وطنية لا تترشح للانتخابات المقبلة وتشكيل هيئة سياسية لجبهة الانقاذ. وأضاف البكوش أن قوى المعارضة ستواصل دعم "اعتصام الرحيل" المتواصل منذ أكثر من أسبوع أمام المجلس التأسيسي ودعم كل التحركات الشعبية داعيا المواطنين للمشاركة بكثافة في المظاهرة الشعبية المركزية المقرر تنظيمها يوم 6 أغسطس الجاري بمناسبة مرور ستة أشهر على اغتيال السياسي المعارض شكري بالعيد.