تدرس مدريد إمكانية نقل النزاع مع بريطانيا حول منطقة "جبل طارق" إلى المحافل الدولية في ضوء الخلاف المستجد بين الطرفين خلال الأيام الماضية. ونقلت صحيفة "الباييس" الإسبانية اليوم الأحد عن مصادر دبلوماسية القول إن اسبانيا سترفع القضية إلى الأممالمتحدة بعد الاتفاق على تشكيل جبهة واحدة مع الأرجنتين التي تشغل حاليا مقعدا في مجلس الأمن وتتنازع مع بريطانيا بشأن السيادة على جزر "فوكلاند". وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل مارغايو سيتوجه إلى الأرجنتين في سبتمبر المقبل لحضور مراسم إعلان اسم المدينة التي ستستضيف الألعاب الاولمبية لعام 2020 لكنه سيستغل زيارته للاجتماع بنظيره الأرجنتيني والحصول على دعم بلاده بشان تلك القضية. كما أشارت إلى أن اسبانيا تقيم أيضا إمكانية رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.. لافتة في هذا السياق إلى أنه لم يتم تحديد ما إذا كانت اسبانيا ستطالب بريطانيا بالتنازل عن سيادتها على منطقة "جبل طارق" أو المطالبة بالتزامها باتفاقات معينة. وكان الخلاف بين الطرفين استجد بعد تشييد حكومة "جبل طارق" حيدا بحريا اصطناعيا في المياه المحيطة به بموجب قرار أحادي الجانب خلال يومي 24 و25 يوليو الماضي الأمر الذي استهجنته اسبانيا واعتبرته يعرقل عمل الصيادين الأسبان في المياه الإقليمية المحيطة بجبل طارق والتي تعتبرها اسبانيا ملكا لها. ويعود أصل الخلاف إلى اعتبار اسبانيا المياه المحيطة بمنطقة "جبل طارق" ملكا لها نظرا لعدم شمولها في معاهدة "اوتريخت" الموقعة بين الطرفين عام 1713 والتي تنازلت اسبانيا بموجبها عن جبل طارق لبريطانيا.