خيم الهدوء الحذر أرجاء العاصمة المصرية في الساعات الأولى من صباح الخميس بعد يوم شهد أعمال عنف دامية أوقعت حوالي 278 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح، بحسب مصادر حكومية. وشوهدت مدرعات تابعة للقوات المسلحة ترابط عند المنشآت الحيوية وأقسام الشرطة في القاهرة. وخلت الشوارع تقريبا من المارة والسيارات بعد دقائق من انقضاء فترة حظر التجول التي فرضتها السلطات فور شروعها في فض اعتصامين لأنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. أقام شباب يرتدون أزياء مدنية نقاط تفتيش غير رسمية عند المحاور والطرق الرسمية، وطفقوا يفحصون الهويات ويفتشون السيارات والمارة. وبدا ميدان رابعة العدوية صباح اليوم نظيفا وكأنه لم يشهد بالأمس أعمال عنف أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وقال شهود عيان إن عمالا تابعين لمحافظة القاهرة عكفوا على إزالة آثار الاشتباكات وإصلاح الأرصفة التي كان المعتصمون قد استخدموا بلاطاتها في بناء أسوار. كما تم تركيب فوانيس جديدة لأعمدة الإنارة التي تضررت جراء الاشتباكات. وأدت عملية فض اعتصامي انصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة إلى مقتل 278 شخصاً بينهم 43 من قوات الأمن واصابة 2001 وذلك بحسب ما اعلنت وزارة الصحة المصرية. ولكن مصدرا قريبا من جماعة الإخوان المسلمين قال لبي بي سي إن هذه الحصيلة غير مكتملة حيث نقل متطوعون مئات الجثث إلى مسجد قريب من مسرح الاشتباكات حتى يتسنى لأهالي القتلى التعرف على ذويهم ومن ثم استخراج تصاريح الدفن. وقال عمرو سلامة الصحفي في شبكة رصد المعروفة بموالاتها للرئيس المعزول محمد مرسي "أقف الآن أمام نحو ستمائة جثة ممددة على أرض مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد الذي يبعد عن ميدان رابعة العدوية بنحو أربعة كيلومترات". كان الدكتور محمد فتح الله، المتحدث باسم وزارة الصحة قد قال في تصريحات صحفية إن واحدا وستين شخصا قتلوا في منطقة رابعة العدوية التي شكلت المركز الرئيسي للمعتصمين الموالين لمرسي فيما قتل 21 في ميدان النهضة.طريق لمستقبل مصر". وقال خالد الخطيب رئيس وحدة الادارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة المصرية أن الإصابات تتراوح بين جروح وكدمات وكسور وإصابات بطلقات خرطوش مضيفا أن المنيا تتصدر محافظات الجمهورية من حيث عدد القتلى إذ سقط فيها 41 قتيلا و 198 مصابا تليها القاهرة ب24 قتيلا و 242 مصابا و الجيزة ب 9 قتلى و50 مصابا. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن عدد القتلى يزيد على ألفي مواطن واصابة أكثر من عشرة آلاف من المواطنين. يأتي هذا بينما أفادت وكالة الانباء الفرنسية بأن 124 متظاهرا على الاقل من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية احد موقعين فضت فيهما قوات الامن اعتصامين بالقوة, كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس تمكن من تعداد الجثث في ثلاث مشارح. .وفرضت السلطات المصرية حالة الطوارئ إثر اندلاع موجة من أعمال العنف والاشتباكات الدامية في أنحاء البلاد، على خلفية تحرك قوات الأمن لفض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلن في ما بعد عن حظر للتجوال في عدد من المحافظات بين السابعة مساء والسادسة صباحا طوال فترة حالة الطوارئ التي تستمر شهرا. وأفاد التلفزيون الرسمي بأن القرار يشمل: القاهرةوالجيزة والاسكندرية والسويس والمنيا وبني سويف والبحيرة واسيوط وسوهاج وشمال سينا وجنوب سيناء والاسماعيلية. من جانبه قال عبدالموجود الدرديري، عضو لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن قانون الطوارئ الذي فرضته السلطات لا يمكن أن ينجح في مصر. وأضاف الدرديري، في مقابلة مع CNN: "سنستمر بسلميتنا وباعتصاماتنا ونحن ندين كل مظاهر العنف ضد كل المصريين.. هذه ليست طريقة المصريين بالتعامل بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، نريد الديمقراطية.. هذا كل ما نريده.. والطريقة الوحيدة للوصول إلى هذا هي من خلال صناديق الاقتراع، وسواء صوت الناخبون لحزب الحرية والعدالة أو أي حزب آخر فنحن نرحب بنتيجة هذه الصناديق." وانسحب المئات من معتصمى رابعة العدوية من مقر الاعتصام استجابة لنداء وزارة الداخلية، بحسب التليفزيون الرسمى المصرى. وتفيد الأنباء الواردة من العاصمة المصرية بأن اعتصام النهضة تم فضه بالكامل ماعدا بعض التجمعات في مناطق محددة بينما لم يتم فض اعتصام رابعة العدوية بالكامل. وأعربت الحكومة المصرية في بيان عن "الأسى" لوقوع ضحايا "من أي طرف"، ودعت المعتصمين إلى "الكف الفوري عن استخدام العنف ومقاومة السلطات". كما طالبت الحكومة القيادات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بوقف "عمليات التحريض التي تضر بالأمن القومي"، مضيفة أنها تحمّل تلك القيادات المسؤولية الكاملة عن أي دماء تراق.