دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق متعمق ومحايد وفوري فيما تردد بشأن وقوع هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا فيما تتواصل الغارات والقصف والاشتباكات في أنحاء متفرقة من سوريا . جاء ذلك في بيان أصدره المجلس اليوم عقب جلسة مشاورات رسمية استغرقت عدة ساعات حول اتهامات المعارضة السورية أمس القوات السوريه بالتسبب في قتل ما لا يقل عن 1300 شخص في هجمات بالغاز السام إثر قصفها لمناطق شرقي العاصمة دمشق. وقال البيان إن هناك اتفاقًا في المجلس على ضرورة إجراء تحقيق في هذه الاتهامات. فى غضون ذلك شن الطيران الحربي السورى صباح اليوم عدة غارات جوية على مناطق في بلدة خان الشيح ومدينة زملكا في محافظة ريف دمشق مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وتهدم في بعض المنازل. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له اليوم، أن تلك الغارات ترافقت مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكوميه ومقاتلي الجيش الحر في محيط بلدة خان الشيخ. وقال المرصد إن مناطق في بلدة معضمية الشام ومدينة زملكا تعرضتا لقصف من قبل القوات النظامية. وأضاف أن عدد القتلى الذين وثقت أسمائهم حتى اللحظة نتيجة القصف العنيف على مناطق في الغوطة الشرقية بلغ 109 بينهم 30 امرأة و14 طفلا. وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش الحر في محيط حاجز العوارض في حي الشيخ مقصود وفي حي الراشدين، موضحًا أن بلدة الطيبة الغربية في منطقة الحولة في ريف حمص وسط سوريا تعرضت صباح اليوم لقصف من قبل القوات النظامية. وكانت الدول الأعضاء في المجلس قد أجرت تصويتًا مغلقًا قبل أن تقرأ رئيسة المجلس سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا البيان الذي أعربت فيه عن شعور الأعضاء وقلقهم إزاء تلك الاتهامات وإحساس عام بضرورة الوضوح فيما حدث وأنه يجب متابعة الوضع عن كثب. وأوضحت أن أعضاء مجلس الأمن رحبوا أيضاً بتصميم الأمين العام على العمل لضمان تحقيق شامل محايد وفوري. من جهته، دعا البيت الأبيض، الأممالمتحدة إلى إجراء تحقيق على وجه السرعة في استخدام النظام السورى لأسلحة كيماوية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست للصحفيين إن المسؤولين الأمريكيين لم يتمكنوا بعد من التأكد بصورة مستقلة من التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة في سوريا وأنهم يسعون للحصول على معلومات إضافية. وطالب البيت الأبيض الحكومة السورية بالسماح لفريق الأممالمتحدة الموجود في سوريا حاليًا بالوصول وبلا قيد إلى موقع الهجوم. وشدد المتحدث على شعور الولاياتالمتحدةالأمريكية بالقلق العميق من التقارير عن مقتل مئات السوريين في الهجوم، وقال: "إذا لم يكن لدى الحكومة السورية شيء تخفيه فإنها ستسهل عمل مفتشي الأممالمتحدة". وفى سياق متصل طالبت ألمانيا وتركيا النظام السوري بكشف فوري عن ملابسات تقارير حول استخدام غازات سامة في سورية. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله عقب لقائه نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في برلين اليوم، إنه يتعين السماح الفوري لدخول مفتشي الأسلحة الكيمائية التابعين للأمم المتحدة إلى سورية للتحقيق في تلك الاتهامات. وأضاف فيسترفيله أنه إذا صحت التقارير فإن ذلك سيكون "جريمة نكراء ضد الإنسانية". وطالب وزير الخارجية التركي داوود أوغلو من جانبه بفرض عقوبات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال "هناك العديد من الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها، وإذا لم تفعل العقوبات سنفقد نفوذ الردع".