قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مسيرة النبي صالح السلمية الأسبوعية المناهضة للاستيطان.. واعتدت على المُصلين في مسجد عمر بن الخطاب في بلدة كفر قدوم بمحافظة قلقيلية. وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المشاركون رددوا في المسيرة الهتافات المنددة بالاحتلال والاستيطان والمطالبة بالإفراج الفوري عن الأسرى، مستنكرين ما تتعرض له مدينة القدس من استيطان وسلب لأراضيها وتهويد لهويتها العربية والإسلامية، خاصة المسجد الأقصى، ودعوا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه الإجراءات العنصرية. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا باتجاه المشاركين الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق شديد. وأضافوا أن مواجهات اندلعت بين جنود الاحتلال وشبان القرية. وقال المنسق الإعلامي لمسيرات كفر قدوم مراد اشتيوي إن قوات الاحتلال هاجمت المُصلين في مسجد عمر بن الخطاب في كفر قدوم أثناء صلاة الجمعة، وأطلقت باتجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق. وأوضح أن جنود الاحتلال داهموا القرية صباح اليوم، بأعداد كبيرة، وأطلقوا المئات من قنابل الغاز بشكل مباشر باتجاه المواطنين والمنازل، ما أدى لإصابة مواطن بقنبلة غاز في يده، وشاب بقنبلة غاز في الظهر، إضافة لإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق. واستنكر وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش اعتداء قوات الاحتلال على المٌصلين الآمنين في المسجد، مشيرا إلى أن هذا الاعتداء يأتي ضمن سياسة الاحتلال تجاه مقدساتنا التي تتعرض يوميا لانتهاكات مماثلة، خاصة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي. وقال الهباش في بيان صحفي إن اعتداءات الاحتلال المتكررة على دور العبادة والمُصلين لا يمكن وصفها إلا بأنها تنطلق من رؤية عنصرية ترفض الآخر وتتجاوزه، في مرحلة أولى لإلغائه وإبعاده عن المشهد الحضاري والديني والثقافي والسياسي لفلسطين التي عاشت طيلة حياتها مكاناً للتنوع والاختلاف والتعايش بين الأديان والحضارات والشعوب. ودعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية، المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالوقوف أمام التزاماتها تجاه ما تتعرض له مقدساتنا وأماكن عبادتنا، ووضع حد لهذا الأمر.