أمن المنشآت النووية حول العالم ودعم الدول الفقيرة في مواجهة أزمات الطاقة ومراجعة مواقف الدول النووية.. هذه الملفات وغيرها ستكون محور أعمال الاجتماع العام ال57 للوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي يستمر على مدار 5 أيام في الفترة من 16 الى 21 سبتمبر الجاري بمقر الوكالة بمدينة فيينا. ويحظي اجتماع هذا العام بأهمية بالغة خاصة في ظل التحولات التي طرأت على الملفين النووين الايراني والسوري أما عن بقية الملفات المدرجة على جدول الأعمال فمن المقرر أن يناقش المؤتمر السنوي تقريرا من المدير العام بشأن تعزيز التعاون الدولي في المجالات النووية والاشعاعية والنقل والسلامة والنفايات ..وسيشهد الاجتماع انتخاب أعضاء جدد لمجلس محافظي الوكالة لدورة جديدة، والنظر في طلب الانضمام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقدم من سلطنة بروناي. كما سيناقش المؤتمر تقريرين على درجة عالية من الأهمية لمدير عام الوكالة، الأول بعنوان " التزام كوريا الشمالية بتطبيق ضمانات الوكالة" والثاني عنوانه " القدرات النووية الإسرائيلية " .. ودائماً ما يثار في أروقة المنظمة الدولية مع كل انعقاد للمؤتمر العام جدل حول موقف الدولتين من اشتراطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاصة بالاستخدام السلمي للطاقة. ويظل شبح مفاعل فوكوشيما الياباني حاضراً بقوة رغم مرور عامين على حادث التسرب الذي سببته موجات تسونامي ،ويخصص داخل المؤتمر جلسة لمناقشة تقرير حول الدروس المستفادة من حادث فوكوشيما في مجال تطوير تكنولوجيا توليد الطاقة النووية. والمدير الحالي للوكالة هو الدبلوماسي الياباني يوكيا امانو الذي شغل هذا المنصب عام 2009 لمدة أربع سنوات ثم تم التجديد له فى شهر مارس الماضي من قبل مجلس المحافظين ليقضي مدة جديدة تبدأ مع انعقاد المؤتمر العام . وسيعقد الاجتماع العام للوكالة في أعقاب اجتماع مجلس المحافظين المنعقد حالياً ويضم مندوبي 35 دولة من مختلف قارات العالم، وقد تصدرت قضايا منطقة الشرق الأوسط جل اهتمامهم خاصة الملفين الإيراني والسوري، إلا أن المؤشرات تؤكد وجود اتجاه عام داخل المجلس بتخفيف اللهجة العدائية ضد إيران وسط تفاؤل بإمكانية إحراز تقدم في ظل النظام الجديد للجمهورية الإسلامية. ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي كلف بترؤس المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة، الصين، روسيا، بريطانيا، فرنسا، والمانيا) وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وسيطة المجموعة في أواخر سبتمبر الجاري في نيويورك ،كما تستأنف الوكالة المفاوضات مع إيران في نهاية الشهر الحالي في فيينا، في اجتماع سيكون الحادي عشر من نوعه منذ مطلع 2012 م . وبالتزامن مع انعقاد المؤتمر السنوي العام .. ستشهد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدداً من الفعاليات داخل أروقتها حيث سيعقد الملتقى العلمي في الفترة من 17-18 سبتمبر ويناقش التطبيقات النووية للبيئة البحرية المستدامة.. ويهدف المنتدى لجمع العلماء والخبراء و صانعي السياسات من مختلف المجالات لبدء الحوار وبناء الشراكات والتعاون لحماية والحفاظ على التوازن البيئي ،وسيقوم الفريق الدولي للأمان النووي ( INSAG ) بعقد منتداه السنوي يوم الاثنين 16 سبتمبر في اليوم الافتتاحي للمؤتمر العام . يذكر أن مجلس محافظي الوكالة يجتمع خمس مرات في السنة - مارس ويوليو ، ومرتين في شهر سبتمبر (قبل وبعد المؤتمر العام)، وفي شهر ديسمبر ويقدم توصيات إلى المؤتمر العام حول حسابات الوكالة، البرنامج، والميزانية، و طلبات العضوية. كما أنه يقر اتفاقيات الضمانات وينشر معايير السلامة ويتحمل المسؤولية عن تعيين المدير العام للوكالة بموافقة المؤتمر العام. ويتألف مجلس محافظي الوكالة الحالي من 35 عضواً هم الجزائر، الأرجنتين، أستراليا، بلجيكا، البرازيل، بلغاريا، كندا، الصين، كوستاريكا، كوبا، مصر، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، كوريا، ليبيا، المكسيك، نيجيريا، النرويج، باكستان، بولندا، روسيا ، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، السويد، تايلاند، المملكة المتحدة، تنزانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروغواي.