وجهت السلطات المصرية تحذيرا قويا من عواقب تنظيم مظاهرات احتجاج ضد الجيش اليوم الأحد ، وتوعدت "بالحزم" في مواجهة ما وصفتها بمحاولات إثارة الفتن والمؤامرات. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن أحمد المسلماني المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت قوله إن" المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر هم يؤدون مهام العملاء لا النشطاء ... وأنه لا يليق أبدا الانتقال من الصراع على السلطة الى الصراع مع الوطن." ويقول المعارضون إنهم يحترمون الجيش المصري لكنهم يعترضون على قيادته الحالية التي يتهمونها بالتدخل في السياسة. وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر قد دعاء امس للتظاهر والاحتشاد اليوم الأحد في كل ميادين مصر، في ذكرى السادس من اكتوبر والتي يحتفل بها المصريون بمناسبة النصر في حرب أكتوبر 1973م. وذكرت جماعة الاخوان المسلمين في خبر لها على موقعها في شبكة الانترنت، ان التحالف والذي يؤيد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، أكد بانه لن يقبل ان يمنعه احد من " الاحتفال بالنصر واستكمال ثورتنا في كل ميادين مصر " خاصة في ميدان التحرير بوسط القاهرة قائلاً " ان ميدان التحرير ونصر أكتوبر ملك لكل المصريين " . واعتبر التحالف ان مواجهة الجيش للمتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول "اتجاه خاطئ" قائلاً " نذكِّر ضباط وأفراد الجيش بأن فوهات بنادقكم ما زالت في الاتجاه الخاطئ، وأن جنازير مدرعاتكم لا زالت تسير على الأرض الخطأ " . من جهته أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم بأن كافة أجهزة الوزارة سوف تواجه أي محاولات لتعطيل المرافق والطرق العامة " من قبل أناس يستغلون المرحلة الراهنة بهدف تأجيج المشاعر والتحريض لمظاهر الإنفلات " . واوضح خلال اجتماعه مع عدد من مساعديه ومديري الأمن والإدارات، بأن وزارته " سوف ستتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع أياً من تلك الممارسات ومواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج عن القانون وتتبع المحرضين عليها " . وقال " أنه إزاء إصرار بعض الكيانات غير الشرعية والتي كشف الشعب المصري زيفها وتطرفها على ترويع الآمنين من خلال دعوات لفاعليات غير مسئولة تزامناً مع إحتفالات إنتصار أكتوبر، فإن رجال الشرطة ملتزمون بمواجهة محاولات إثارة الفتن والتآمر والتصدي الحاسم لأية محاولات تستهدف تعكير أجواء الإحتفالات، وفق ما يكفله القانون لهم من حماية أمن الوطن والمواطنين " . وقد شددت السلطات المصرية إجراءات الأمن في كل المدن وحول المنشآت الاستراتيجية بعد اشتباكات وقعت الجمعة، فيما أغلق الجيش الطرق المؤدية إلى ميداني التحرير ورابعة العدوية وقصر الاتحادية الرئاسي لمنع المظاهرات من الوصول إليها. وتأتي هذه التطورات بعدما شهدت مدن مصرية امس الاول مظاهرات لمؤيدي الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، سقط خلالها 4 قتلى و45 مصاباً، قالت جماعة الاخوان المسلمين انهم سقطوا برصاص الشرطة والجيش، فيما قالت الحكومة المصرية انهم سقطوا نتيجة اشتباكات وقعت بين المتظاهرين واهالي بعض المناطق التي شهدت المظاهرات . وقال شهود عيان إن معظم المتظاهرين تفرقوا للشوارع الجانبية في المنطقة بينما ما يزال العشرات مرابطين في ميدان رابعة العدوية بالرغم من المطاردات. كم اأعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أن شبابا من حركة "شباب ضد الانقلاب" تمكنوا امس السبت، من الدخول إلى ميدان رابعة العدوية، رغم الاعتداءات من قبل "الانقلابيين" على حد تعبيرها. ونشر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين صورا قال انها لحركة شباب ضد الانقلاب من قلب ميدان رابعة العدوية، وذلك لأول مرة منذ فض الاعتصام في ال14 من اغسطس الماضي. من جانبها نفت قوات الجيش والشرطة هذه الأنباء ، مشيرة إلى أن عناصرها المتواجدين في محيط رابعة العدوية بمدينة نصر تصدوا لمحاولة أنصار جماعة الإخوان المسلمين اقتحام الميدان بعد أن قدموا في مسيرة إلى محيط الميدان، بحسب التقرير المنشور على موقع التلفزيون المصري الرسمي. وبين التقرير أن قوات الأمن سيطرت على الموقف بعد القاء قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا إزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الأمن في محيط الميدان، الأمر الذي دفعهم إلى التراجع. وتتهم جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي الجيش بالانقلاب وإفساد الديمقراطية بعزل مرسي ، أول رئيس ينتخب في مصر في انتخابات حرة . ويقول الجيش المصري إنه تدخل لمنع وقوع حرب أهلية في البلاد بعد تصاعد الاحتجاجات التي بلغت الذروة في الثلاثين من يونيو الماضي ضد مرسي.