كشفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية عن خططها لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية وأكثر من 800 في الضفة الغربيةالمحتلة، في خطوة أعتبرها الفلسطينيون رسالة" من إسرائيل إلى واشنطن بالتخلي عن جهود السلام في المنطقة. وجاء هذا الإعلان بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى المنطقة في مساعيه الأخيرة لدفع الإسرائيليين والفلسطينيين باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام. وأطلقت إسرائيل أيضا عشية مغادرة كيري الأراضي الفلسطينية المحتلة مشروع جديد لبناء 272 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلة وباستبعاد التوصل إلى "اتفاق إطار" الآن، وبتقديم المعسكر المتشدد في "ليكود" مشروع قانون يمنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من إجراء مفاوضات حول مستقبل القدسالمحتلة وقضية اللاجئين الفلسطينيين من دون تفويض رسمي من الكنيست الإسرائيلي. كما أطلق نتنياهو نفسه تصريحات متشددة أكد فيها أنه لن تتم إزالة مستوطنات خارج الكتل الاستيطانية الكبرى شرق الجدار الفاصل، في إطار التسوية النهائية. وكانت وزارة الإسكان أرجأت، بطلب من نتنياهو وعشية وصول كيري إلى المنطقة، قبل أسبوع، الإعلان عن بناء 1400 وحدة سكنية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بعد أن مارست الولاياتالمتحدة وأوروبا ضغطاً عليه لإرجاء الإعلان عن البناء الذي كان مقرراً الأسبوع الماضي تزامناً مع الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين. لكن منظمة "السلام الآن" كشفت في بيان أصدرته أنه اعتماداً على وثيقة رسمية نشرت على موقع "الإدارة العسكرية" الإسرائيلية المكلفة المستوطنات تمت يوم الأحد الماضي، خلال وجود كيري في المنطقة، المصادقة على بناء 250 وحدة سكنية في مستوطنة "عوفرا" و22 أخرى في مستوطنة "كرني شمرون"، وهما مستوطنتان قابعتان في قلب الضفة الغربية شرق الجدار الفاصل. وأضافت أن "عملية البناء يمكن أن تبدأ سريعاً". واعتبرت المنظمة إقرار البناء في مستوطنات يفترض أن تنسحب منها إسرائيل في إطار التسوية الدائمة أنه "يعمّق الصراع" ويتعارض مع الادعاء بأن الحكومة معنية بحل الدولتين. وأعتبر الفلسطينيون هذه الخطط بأنها تبعث برسالة إلى كيري بالتخلي عن مساعيه، كما أنها محاولة أخرى من نتنياهو ل"تدمير" عملية السلام. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يوم أمس أن قرارات الاستيطان الإسرائيلية الجديدة "تعتبر رسالة من نتنياهو إلى كيري لعدم العودة إلى المنطقة لمواصلة جهوده في محادثات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية". وأضاف "كلما كثف كيري جهوده وقرر العودة للمنطقة كلما كثف نتانياهو تدمير عملية السلام". وقال عريقات أن نتنياهو "يوجه ضربة قاصمة لجهود كيري وعملية السلام" قائلا انه "يشن حربا على القانون الدولي والشرعية الدولية". من جانبها دانت الرئاسة الفلسطينية قرارات الاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية "أن هذا القرار يدلل على استمرار التعنت الإسرائيلي في تعطيل الجهود الأميركية الهادفة إلى عمل مسار يؤدي إلى إقامة سلام مبني على أساس حل الدولتين". واتهمت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إسرائيل بالسعي إلى تحويل جهود كيري إلى "مهزلة". وقالت "يبدو أن هناك استعدادا وقبولا أمريكيا لاستيعاب الخروقات والاهانات الإسرائيلية، في الوقت الذي يتم فيه الضغط على الجانب الفلسطيني واتهامه بالأحادية في توجهاته المشروعة والقانونية للأمم المتحدة". كما وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإعلان الإسرائيلي بأنه "عقبة أمام السلام". وقال أن "هذا النشاط غير قانوني، وليس ذلك فحسب بل انه يشكل أيضا عقبة أمام السلام". ومن المقرر أن يعود كيري إلى المنطقة الأسبوع المقبلة، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الزيارة 11 منذ بدء المفاوضات في يوليو بعد ثلاث سنوات من التوقف. واخفق كيري في التوصل خلال الزيارة إلى اتفاق إطار حول محادثات الوضع النهائي. وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون الثلاثاء أن المفاوضات قد تمدد إلى ما بعد المهلة النهائية في ابريل، مؤكدا أن المفاوضات الحالية تهدف فقط إلى وضع إطار للمحادثات النهائية. إلا أن الفلسطينيين هددوا بمقاضاة إسرائيل في المحاكم الدولية بسبب توسعها الاستيطاني فور انتهاء مهلة التسعة أشهر. وصرح عريقات أمس الجمعة "آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها" مضيفا "أن جرائم إسرائيل ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". ويقيم حوالي 350 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة إلى جانب 200 ألف إسرائيلي يقيمون في إحياء استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.