استؤنفت المحادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين اليوم في الجانب الجنوبي من الحدود المشتركة بينهما ، بعد أن انتهت الجولة الأولى لمنعقدة الأربعاء الماضي دون التوصل إلى نتيجة تذكر. ويرأس وفد كوريا الجنوبية المكون من خمسة أعضاء "كيم كيو هيون" نائب رئيس مستشار الأمن القومي الرئاسي ، بينما يرأس وفد كوريا الشمالية "وون دونغ يون" نائب مدير الجبهة المتحدة. ومن المتوقع أن يركز الجانبان على تنسيق مواقفهما المختلفة بشأن تزامن تنفيذ برنامج لم شمل الأسر المشتتة مع فترة المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة . وبحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء فان كوريا الشمالية طالبت في الجولة السابقة بتأجيل المناورات العسكرية المشتركة الكورية الجنوبية-الأمريكية إلى ما بعد انتهاء برنامج لم شمل الأسر المشتتة المقرر إقامته في 20-25 من الشهر الحالي،الأمر الذي قد يتسبب في إلغاء برنامج لم شمل الأسر المشتتة إذا أصرت بيونغ يانغ على موقفها السابق . وفي الجولة السابقة،قامت كوريا الشمالية بشرح مقترحها الذي قدمته بمناسبة رأس السنة الجديدة على التقويم القمري باسم "المقترح الهام" والذي طالبت فيه الجنوب بوقف جميع حملات "الحرب النفسية" عبر الحدود. وبدوره شرح الوفد الجنوبي إجراءات بناء الثقة في شبه الجزيرة الكورية التي تتبناها الحكومة الحالية. وعبر عن رفض بلاده التام لربط قضية لم شمل الأسر بالمناورات العسكرية المشتركة ، وأوضح أنه من الصعوبة بمكان أن تقوم الحكومة بضبط وسائل الإعلام. وهذه المحادثات، الاولى على هذا المستوى منذ سبعة اعوام، تاتي اثر التصريحات الاخيرة الصادرة عن قادة البلدين، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون ورئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هاي الداعية الى تحسين العلاقات الثنائية. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قدم خلال زيارته سيول الخميس دعمه لجهود رئيسة كوريا الجنوبية من اجل ارساء جو ثقة مع الشمال. ويزور كيري اليوم بكين حيث يعتزم ان يشجع الحكومة الصينية على "استخدام النفوذ الفريد الذي تتمتع به" لاقناع بيونغ يانغ بابداء رغبة حقيقية في احياء المفاوضات السداسية (الكوريتان وروسيا واليابان والصين والولاياتالمتحدة). ويشار إلى أن الكوريتين اتفقتا في الخامس من الشهر الحالي على استئناف لم شمل الأسر الكورية التي شتتها تقسيم شبه الجزيرة الكورية بعد الحرب. وسيبدأ سريان الاتفاق يوم 20 فبراير وتستمر عملية جمع العائلات ستة أيام في منتجع جبل كومغانغ بكوريا الشمالية. وكانت الحرب الكورية التي استعرت بين عامي 1950 و1953 قد أدت إلى تشتيت عدد كبير من العوائل حيث أصبح جزء منها في الطرف الشمالي التي تحالف مع الاتحاد السوفياتي والجزء الآخر في الطرف الجنوبي الذي تحالف مع الولاياتالمتحدة.