أعلنت روسيا اليوم بأن وجهات النظر الروسية والغربية بشأن الأزمة الأوكرانية تتقارب، مما يمهد الطريق إلى "مبادرة مشتركة" ممكنة، فيما اختتم الرئيس الامريكي باراك اوباما جولة خارجية شملت اربع دول دون ايجاد حل للأزمة الأوكرانية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لقناة "فيستي" الروسية إن "وجهات نظرنا تحقق تقاربا"، موضحا أن لقاءه الأخير بوزير الخارجية الأميركي جون كيري في لاهاي واتصالاته مع ألمانيا وفرنسا ودول أخرى تشير إلى أن إمكانية مبادرة مشتركة تقدم إلى أوكرانيا بدأت ترتسم. وأكد وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تنوي إطلاقا عبور حدود أوكرانيا، بينما تقول كييف إن موسكو حشدت حوالي مائة ألف جندي على حدودها الشرقية، مما يثير مخاوف من تدخل في شرق البلاد. من جهة أخرى، طلب الوزير الروسي أن يتم "العمل جماعيا" للخروج من الأزمة، وأن "تتوقف تجاوزات" المحتجين الذين طردوا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من السلطة. واقترح لافروف إقامة "نظام فدرالي" في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، معتبرا أن الفدرالية ليست "كلمة محرمة"، لاسيما وأنها مطلب لمنطقتي الجنوب والشرق، على حد تعبيره. يأتي هذا فيما اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولة خارجية شملت زيارة أربع دول اليوم عند نفس النقطة التي بدأ منها وهي أنه لا يزال يواجه قدرا كبيرا من الغموض بشأن انتهاج القنوات الدبلوماسية للخروج من الأزمة الأوكرانية. وتمخضت مشاوراته الدبلوماسية في لاهاي وبروكسل وروما على مدى الأسبوع الماضي جميعها عن إظهار قوي للوحدة بين الولاياتالمتحدة وأوروبا بخصوص أنه يتعين أن تواجه روسيا العواقب إذا تحركت ضد جنوب أو شرق أوكرانيا. لكن ما إذا كان الحلفاء الأوروبيون سيتحملون نوع العقوبات اللازمة لتقويض الاقتصاد الروسي فلا يزال سؤالا مفتوحا حيث ستتأثر بعض اقتصاداتها أيضا. وعرض اتصال هاتفي جرى في وقت متأخر من الليل بين أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستعداد روسيا للتفاوض على حل دبلوماسي. لكن هذه الأنباء لاقت ترحيبا حذرا من جانب مسؤولين أمريكيين تساءلوا عما إذا كان بوتين يريد حقا التوصل لاتفاق. وتحدث أوباما مع بوتين مباشرة بعد لقائه بالعاهل السعودي الملك عبد الله حيث كانت الحرب الأهلية في سوريا وهي سبب كبير للخلاف بين الولاياتالمتحدةوروسيا الموضوع الأساسي للمحادثات. وقال مسؤول كبير من إدارة أوباما بعد الاتصال الهاتفي إن المسؤولين الأمريكيين الان "سيرون ما إذا كان الروس جادين بشان الدبلوماسية" حيال أوكرانيا. ولم يغب عنهم أن الحكومة الروسية كانت قد أكدت للغرب أنها لن تتحرك ضد منطقة القرم في جنوبأوكرانيا ثم فعلت. والان يزداد قلق المسوؤلين الأمريكيين في ظل احتشاد ما يصل إلى 40 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية. وبالاضافة إلى ذلك جاء في البيان الروسي عن الاتصال الهاتفي بين بوتين وأوباما أن الرئيس الروسي أثار المخاوف بشأن ترانسنيستيريا وهي قطاع من مولدوفا تسكنه أغلبية تتحدث الروسية. وهناك مخرج دبلوماسي أمريكي محتمل في قلب المفاوضات التالية المتوقعة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف. يتضمن هذا المسعى الأمريكي نشر مراقبين دوليين في أوكرانيا لضمان سلامة المواطنين ذوي الأصول الروسية وانسحاب القوات الروسية واجراء حوار مباشر بين روسياوأوكرانيا. ولا يزال المسؤولون الأمريكيون غير واثقين من نوايا بوتين في المنطقة. وخلال زيارته إلى لاهاي قال أوباما إن روسيا "قوة إقليمية" تبحث عن ممارسة نفوذ في المنطقة. وقال في مقابلة مع قناة سي.بي.إس نيوز الجمعة "أعتقد ان هناك إحساسا قويا بالقومية الروسية وإحساسا بأن الغرب بطريقة أو بأخرى استغل روسيا في السابق وأنه يريد بشكل أو بآخر.. تغيير ذلك أو تعويضه." وأظهر استطلاع أجرته سي.بي.إس نيوز في الأيام الأخيرة أن 56 في المئة من الأمريكيين يوافقون على العقوبات التي فرضتها بلادهم والدول الأوروبية على روسيا حتى الان لكن 65 في المئة لا يعتقدون أن الولاياتالمتحدة يجب أن تقدم دعما عسكريا وأسلحة إلى أوكرانيا. وبالاضافة إلى ذلك قال 57 في المئة إن الولاياتالمتحدة ليس لديها مسؤولية كي تفعل شيئا بشأن أوكرانيا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعلن الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد له عدم وجود أي نية روسية لغزو جنوبيأوكرانيا أو شرقيها.. وقال بان إن بوتين أعرب عن قلقه حيال بعض العناصر المتطرفة على طول الحدود، مكررا أنه سعى إلى إقناع موسكو وكييف بخفض التوتر والبدء بحوار مباشر وبناء، منبها إلى أنه في مرحلة التوتر الحاد فإن شرارة تكفي لاندلاع النار مع عواقب غير متوقعة. وأعلنت الأممالمتحدة أن 15 من هؤلاء المراقبين بدؤوا عملهم في أوكرانيا ولكن ليس في القرم، وسينسقون مع مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المنتشرين هناك. وأعرب بان عن أسفه لكون الأزمة في أوكرانيا تحولت إلى "أزمة حول أوكرانيا" بين روسيا والدول الغربية، معتبرا أن هذا التوتر يستقطب اهتمام المجتمع الدولي ويمنعه من التركيز على مشاكل أخرى مثل التنمية المستدامة والتبدل المناخي.