يحيي الفلسطينيون اليوم الخميس فعاليات ذكرى يوم الأسير الذي يصادف 17 من أبريل من كل عام في ظل سياسة إسرائيلية عنصرية وقاسية بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ووسط تعقيدات تفاوضية مع الجانب الإسرائيلي تبعد الأمل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين. وبدأ الفلسطينيون بإحياء هذه الذكرى في 17 أبريل عام 1974م، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح أول أسير فلسطيني، وهو محمود بكر حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي. وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع ونادي الاسير ان المعتقلين في السجون الاسرائيلية سيخوضون إضرابا عن الطعام ليوم واحد اليوم الخميس لمناسبة يوم الاسير. وتحتجز إسرائيل حوالي 5 آلاف فلسطيني، حسب معطيات دائرة الإحصاء في وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية. وحسب مدير الدائرة عبد الناصر فروانة، فإن 84% من هؤلاء الأسرى هم من سكان الضفة الغربية، والنسبة الباقية موزعة بين غزة والقدس وفلسطينيين من حملة الهوية الإسرائيلية. وأضاف فروانة أن 476 أسيرا من هؤلاء حكم عليهم بالسجن المؤبد، من بينهم 19 امرأة و200 قاصر. ومن بين العدد الإجمالي، هناك 185 أسيرا يخضعون للاعتقال الإداري، بالإضافة إلى 11 نائبا منتخبا، ووزير سابق. ويذكر أنه يتم اعتقال الأسرى في 17 سجنا إسرائيليا ومركز توقيف. وقال نادي الأسير في تقرير صدر عنه، اليوم الخميس، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أن ما يقارب 95% من الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لصنوف التعذيب منذ لحظة اعتقالهم حتى نقلهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية. وأكد أن إسرائيل ما زالت تنتهك القوانين والاتفاقيات الدولية، من ضمنها اتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربعة، وذلك من خلال إتباعها لأساليب تنكيلية بحق الفلسطينيين، وكذلك بحق الأسرى داخل سجونها. ولفت إلى أن عام 2013 وبداية عام 2014 شهد هجمة بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون، فلم يمر أسبوع إلا وتم تسجيل اقتحام وقمع للأسرى من قبل الوحدات الخاصة في السجن. ففي العام الماضي سجل 4 شهداء من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة منهم 3 داخل السجون، وأسير استشهد بعد الإفراج عنه نتيجة للإهمال الطبي وهو الأسير أشرف أبو ذريع، الذي استمر اعتقاله 6 سنوات، واستشهد بسبب إصابته بمرض ضمور العضلات. أما الأسرى الثلاثة الذين استشهدوا داخل السجون فهم ميسرة أبو حمدية، وعرفات جرادات، وحسن الترابي، إضافة إلى هذا فإن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس الاعتقال الإداري التعسفي بحق 168 أسيرا إداريا وتحتجزهم دون مبرر. وأشار النادي إلى ارتفاع عدد الأسرى المرضى داخل السجون، حيث بلغ عدد الحالات المزمنة ما يقارب 160 أسيرا من أصل ألف أسير مريض بأمراض أخرى، ويعتبر أسرى 'عيادة سجن الرملة' من أصعب الحالات المرضية. وبين أن سلطات الاحتلال تواصل احتجاز 30 أسيرا من الأسرى القدامى، بعد أن تم الإفراج عن ثلاث دفعات، وجدد نادي الأسير مطالبته للمجتمع الدولي وللمؤسسات الحقوقية الدولية بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي، على ما يمارسه من جرائم بحق أبناء شعبنا والأسرى داخل سجونه. واعلنت وزارة شؤون الاسرى الفلسطينية، ونادي الاسير، ومؤسسات اخرى تعنى بشؤون الاسرى الفلسطينيين، برنامجا يتضمن فعاليات احياء هذه الذكرى. ومن بين هذه الفعاليات إضاءة شموع، ومهرجانات خطابية وندوات سياسية. وأوقدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين، والفعاليات الوطنية والرسمية، الليلة الماضية، شعلة الحرية للأسرى للعام 2014 في ساحة بلدية البيرة، لمناسبة انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني. وشارك في إيقاد الشعلة، رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ووزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، وعدد كبير من الشخصيات السياسية والوطنية والاعتبارية والمؤسساتية، وذوو الأسرى. وقال الحمد الله إن حرية الأسرى جزء لا يتجزأ من حرية الشعب والوطن، ولا يمكن لأي إنجاز أن يكتمل دون حريتهم، وأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس تسعى إلى تكريس قضية الأسرى كقضية دولية تعبر عن وقفة الضمير الإنساني إلى جانبنا في معركة الحرية. وأضاف أن هذا العام سيكون عام تدويل قضية الأسرى والانتصار لعذاباتهم وتضحياتهم، وأنه آن الأوان كي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، ويباشر بالتحرك الفوري والجاد لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية، وإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، وإنقاذ حياة الأسرى المرضى، الذين لا يعانون فقط من ظلم الأسر، بل ومن ألم المرض ووجعه. وأوضح الحمد الله أن 'انضمامنا إلى 15 اتفاقية ووثيقة ومعاهدة دولية، وإعلان فلسطين عضوا في اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكول الإضافي، يكرس المكانة القانونية للأسرى، ويحميهم من الممارسات اللاإنسانية بحقهم، ويضع إسرائيل أمام استحقاقات دولية هامة تنتصر لقضية الأسرى'. من جانبها قالت الحركة الوطنية الأسيرة في ذكرى 'يوم الأسير' ، 'ليكن يوم الأسير يوم الوحدة الوطنية ورصّ الصفوف'. ودعت الحركة الأسيرة في بيان وصل نسخة منه لنادي الأسير، إلى التحرك الدولي والعاجل لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على ما اقترفوه من جرائم حرب بحق الإنسان الأسير وعائلته، مؤكدة على دعمها الكامل للقيادة الفلسطينية في ثبات موقفها. وأضافت 'يحل يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، والحرب البشعة تشن على حقوقنا وحياتنا بشكل متواصل وبلا هوادة ضمن خطةٍ مرسومة ومنهج رسمي، يستهدف تحطيم إرادتنا وسلب كافة حقوقنا وتجريدنا من إنسانيتنا وكرامتنا'. وتطرقت إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال، من إهمال طبي متعمد وافتقار لأدنى مقومات الحياة داخل هذه السجون. وتأتي ذكرى هذا العام، في ظل تعثر محاولات احياء عملية السلام، وبعد تعليق اسرائيل اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى المحتجزين منذ ما قبل اتفاقية اوسلو لعا 1993، وعددهم 30 اسيرا. وقال عبد العال العناني، مدير عام نادي الاسير الفلسطيني في تصريح له " ان احياء ذكرى الأسير هذا العام يأخذ اهتماما مغايرا للسنوات الماضية (...) وتشكل اليوم رافعة للنضال الفلسطيني الشعبي والدبلوماسي". واضاف عبد العال " قضية الاسرى الفلسطينيين بدأت تاخذ اهتماما عالميا، خاصة وان قضية الدفعة الرابعة كانت السبب المباشر في تعثر المفاوضات". وكانت القيادة الفلسطينية وافقت على الامتناع عن التوجه مؤسسات الاممالمتحدة في يوليو العام الماضي، مقابل ان تطلق اسرائيل سراح 104 معتقلين تحتجزهم قبل توقيع اتفاقية اوسلو، على ان تستأنف المفاوضات لمدة تسعة شهور وتنتهي المدة في التاسع والعشرين من ابريل الحالي. واطلقت اسرائيل ثلاث دفعات بالفعل، غير انها علقت عملية اطلاق سراح الدفعة الرابعة التي كان من المفترض ان تتم في التاسع والعشرين من الشهر الماضي. في حين رد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان التوقيع على طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة واتفاقية أممية، الأمر الذي أزعج إسرائيل، وبدأت حملة من تبادل الاتهامات بين الجانبين.