أثارت تصريحات المسؤولين في الحزب القومي الهندوسي "بهاراتيا جاناتا" الذي يتزعمه المثير للجدل ناريندا مودي المناهضة للمسلمين في الهند مخاوف عن وضع الأقليات الدينية تحت حكومة للحزب الهندوسي الذي يقول منافسون إن انحيازه راسخ ضد مسلمي الهند البالغ عددهم 150 مليون. ورغم نأى ناريندا مودي زعيم المعارضة الهندي بنفسه عن تصريحات زملاء له من أقصى اليمين الهندوسي اليوم الثلاثاء ومطالبته لهم بالتركيز خلال حملتهم الانتخابية على قضايا النمو بدلا من مهاجمة الأقلية المسلمة والليبراليين لكن ذلك لم يغنيه شيئا عن الحقيقة. فمودي نفسه يقع تحت طائلة الاتهامات بأنه شجع أو غض الطرف عن الاضطرابات التي وقعت عام 2002 بين الهندوس والمسلمين في جوجارات وهي ولاية رأس حكومتها طوال 13 عاما وقتل في أعمال العنف فيها أكثر من ألف شخص غالبيتهم مسلمون. ومودي وهو مرشح حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المعارض لمنصب رئيس وزراء الهند ويركز برنامجه على انعاش اقتصاد الهند الذي يمر بأسوأ فترة تباطؤ منذ ثمانينات القرن الماضي كان شخصية غير مرغوب فيها بعد اضطرابات عام 2002، في أوروبا والولاياتالمتحدة والى ما قبل الانتخابات الهندية واستأنفت الدول الغربية الاتصالات معه مؤخرا. وبعد إنقضاء نصف الفترة المخصصة للحملة الانتخابية ومدتها خمسة أسابيع لكسب أصوات 815 مليون ناخب هندي هناك مزاعم بأن بعض أعضاء حزب بهاراتيا والجماعات المتشددة المنتسبة له يتعرضون لاتهامات باذكاء النعرات الحزبية. وقال مودي على موقع تويتر "التصريحات التافهة التي يطلقها من يزعمون انهم من انصار حزب بهاراتيا جاناتا تبعد الحملة عن قضايا التنمية والحكم الرشيد." وأضاف "أعارض مثل هذه التصريحات غير المسؤولة وأناشد من يرددها أن يتكرم ويمتنع عن ذلك." ويوم السبت قال جيريراج سينغ وهو أحد زعماء الحزب في ولاية بيهار إن من يعارضون مودي عليهم ان يتركوا الهند ويذهبوا الى باكستان بعد فوز حزب المعارضة في الانتخابات وتشكيله الحكومة. وبعدها بيومين عرضت قنوات تلفزيونية تسجيل فيديو لبرافين توجاديا وهو عضو نشط في منظمة فيشوا هندو باريشاد التي تتفق مع حزب بهاراتيا جاناتا في الرؤية السياسية العريضة وهو يقدم المشورة عن سبل منع المسلمين من شراء ممتلكات في المناطق التي تقطنها غالبية هندوسية. ونفى توجاديا ذلك وقال انه نصح الهندوس بأن يطلبوا عون الشرطة في أي نزاع على الملكية مع المسلمين. وقال ابهيشيك مانو سينجفي وهو أحد زعماء حزب المؤتمر الحاكم في اشارة الى تغريدات مودي التي تنتقد تصريحات زملائه "هذه دموع التماسيح.. لن تجدي... الناس تعرف الحقيقة". وتظهر إستطلاعات الرأي أن التحالف الذي يقوده حزب مودي بهاراتيا جاناتا سيحصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي تجري على 543 مقعدا وتنتهي في 12 مايو المقبل كما تظهر انه سيحتاج الى تشكيل تحالفات لتحقيق أغلبية. وكان راهول غاندي، مرشح حزب المؤتمر الهندي لرئاسة الحكومة الذي تنحى له مانموهان سينغ عن زعامة الحزب، قد حذر من أن فوز مرشح اليمين الهندوسي قد يقود الى اندلاع فتنة دينية بين الهندوس والمسلمين. وراهول غاندي، هو آخر أفراد أسرة نهرو- غاندي الهندية المؤثرة. وفي حال وصول مودي إلى السلطة، فإن الهند يمكن أن تصبح أكثر تصلبا في خطابها مع القوى الخارجية الأخرى، كما يرى محللون، مع الاعتقاد في الوقت نفسه أن القوة الاقتصادية الثالثة في آسيا الحريصة على استئناف نموها، تريد إرساء الاستقرار في علاقتها مع الولاياتالمتحدة. يذكر أنه بعد اضطرابات عام 2002، أصبح ناريندا مودي شخصية غير مرغوب فيها في أوروبا والولاياتالمتحدة. لكن بعدما أصبح يُعدّ الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات، استأنفت الدول الغربية الاتصالات معه. كما قامت السفيرة الأمريكية بزيارته في جوجارات في فبراير الماضي.