بدأت بصنعاء مساء اليوم أعمال الدورة الاعتيادية ال15 للجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري برئاسة اﻷمين العام للتنظيم سلطان حزام العتواني . وتناقش اللجنة المركزية للتنظيم على مدى يومين عددا من التقارير التنظيمية والسياسية المقدمة من اللجان المختصة ، وكذا سير التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم إضافة إلى مناقشة المستجدات والقضايا الراهنة على الساحة الوطنية والقومية. و دعا الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري سلطان العتواني في الكلمة الافتتاحية للدورة كافة القوى الوطنية إلى شراكة سياسية ووطنية ونضالية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي اعتبرها برنامج وطني يمثل في الظروف الوطنية والإقليمية والدولية الراهنة طوق النجاة الحقيقة لليمن والطريق الوحيد الآمن لمعالجة كل أزماتة ومعضلاته وعلاقاته الخارجية. وأكد أن الشعب اليمني وقواه الوطنية المخلصة استطاعوا مطلع العام الجاري الانتصار لخيار الحوار الوطني الشامل الذي تجاوز كل التحديات و كان الخيار الوحيد لرفض العنف والإقصاء والتهميش ووضع الحلول الجذرية للمشكلات والأزمات الوطنية ..لافتا إلى أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل انتهى بعد عشرة أشهر من التفاوض الوطني السلمي غير المسبوق إلى خارطة الطريق الوطنية التفصيلية للخروج باليمن من حالة الفوضى إلى حالة الاستقرار ومن حالة اللا دولة إلى دولة الشراكة الوطنية . وبارك العتواني في كلمته كل الجهود التي قام بها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والخطوات الوطنية الصحيحة التي اتخذت حتى الآن باتجاه تنفيذ مخرجات الحوار ، مرحبا في ذات الاطار بالجهود والمواقف والقرارات الإقليمية والدولية الداعمة للتنفيذ الأمين والصادق لمخرجات مؤتمر الحوار وخصوصاً ما جاء في قرار مجلس الأمن الدولي 2140 المؤكد على مسؤولية اليمنيين الأولى في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وقراراته. وأشار إلى أن التنظيم الوحدوي راهن دائماً على الحوار الوطني من اجل بناء الدولة الوطنية وبذل ما يستطيع من جهود قبل وأثناء انعقاد مؤتمر الحوار الوطني من اجل الخروج بمخرجات وقرارات تجسد الإرادة الوطنية الجامعة .. معربا عن الشكر والتقدير لممثلي التنظيم بمؤتمر الحوار ولكل ممثلي القوى والأحزاب والشباب والنساء في المؤتمر الذين رسموا جميعا لوحة ناصعة للإرادة الوطنية المتمسكة بالتغيير وبناء دولة الشراكة الوطنية واحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية. وأكد اﻷمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري تمسك التنظيم بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني كبرنامج نضالي للتنظيم .. وكرر الدعوة إلى اصطفاف وطني من اجل التغيير الوطني على قاعدة برنامج البناء الوطني الشامل للدولة المدنية الحديثة ..معتبرا أي خروج على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني من آية جهة كانت والعودة إلى العنف أو الصراع المسلح أو فرض أوضاع أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية من قبل أي طرف أو تحالف لتحقيق مكاسب سياسية وسلطوية عودة باليمن إلى المجهول وانتهاكاً صارخاً للإجماع الوطني و نكثاً للعهود والمواثيق والاتفاقيات وتهديداً للاستقرار والأمن في اليمن ،وقيم اليمنيين وتحديا سافرا لإرادة الشعب والإجماع وإهدار لدماء وتضحيات اليمنيين وثورة الشعب السلمية. وتطرق العتواني في كلمته إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والعسكرية واستمرار المواجهات المسلحة في عمران وحضرموت وأبين وغيرها من المحافظات وكذا استمرار الاغتيالات والاختلالات الأمنية والإدارية والاقتصادية وانعدام الخدمات وانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية خلال الأشهر القليلة الماضية . وأكد أن تلك اﻷزمات تهدد المكاسب الوطنية التي تحققت منذ قيام ثورة فبرار العظيمة تضع كل القوى والفعاليات الوطنية أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، وتضع حكومة الوفاق أمام تحديات العمل الجاد من اجل صيانة حريات وكرامة المواطن اليمني وآمنة ، ولا يجب عليها أن تنتظر من الشعب دعماً أو تأييداً وهي في حالة من العجز المريب تجاه كل هذه المعاناة التي يتكبدها الشعب. ودان العتواني بشدة ما وصفه بمحاولات تنصل بعض الأطراف والأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة من مسؤولياتها المباشرة وغير المباشرة تجاه كل ما يتعرض له الشعب والوطن من معاناة وتهديدات ..داعيا رئيس الجمهورية إلى العمل السريع من أجل اتفاق وطني عاجل لوقف التدهور السريع في الأوضاع الوطنية وتحديد أولويات الأعمال والقرارات في هذه المرحلة وفي مقدمتها اتخاذ خطوات جادة لتحقيق عدالة انتقالية ومصالحة وطنية . و أعرب عن إدانة التنظيم لكل الأعمال المسلحة والعنف وعمليات القتل خارج القانون ..محذرا كل اﻷطراف المسلحة من مغبة الاستمرار في انتهاك حقوق المواطن اليمني . وتناول أمين عام التنظيم في كلمة الأهمية التي تكتسبها هذه الدورة .. موضحا أنها تنعقد وسط ظروف وأحداث بالغة التعقيد تشهدها اليمن والأمة العربية واﻹسلامية . ولفت إلى أن هذه الاحداث وما تثيره من مخاوف وأخطار ستلقي بظلالها على مداولات أعضاء اللجنة المركزية للتنظيم ونقاشاتهم وملاحظاتهم وقرارتهم وتوصياتهم الختامية لاعمال الدورة. وأشار إلى أن هذه الدورة تكسب أهمية خاصة لكونها تنعقد في لحظة وطنية وقومية فارقة الأحداث والتطورات السياسية والأمنية والاقتصادية الداخلية منها والخارجية في ظل ما يشهده اليمن من تحولات وتطورات ثورية وسياسية هامة وإيجابية كان للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري شرف الريادة والمشاركة في صناعتها مع كل القوى الوطنية الحية وجماهير الشعب اليمني . وأوضح أن اليمن يمر بمرحلة انتقالية خطرة تحمل معها كل أنواع التحديات والمسارات التي تهدد مكاسب الثورة وتهدر تضحيات شعبنا وامتنا نتيجة لسلوك القوى المعادية للتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية .
