تحتفل دول العالم اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض الربو تحت شعار (يمكنكم التحكم في الربو)، بغرض تحسين وزيادة الوعي لدى المصابين بهذا المرض والأشخاص المحيطين بهم والمجتمع عامة بكيفية الوقاية والعلاج منه. وتم تحديد أول ثلاثاء في شهر مايو من كل عام ليكون يوم الربو العالمي، والذي أحتفل به العالم لأول مرة في عام 1998م. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك أكثر من 300 مليون شخص في العالم يعانون حالياً من الربو، مرشحة للارتفاع لتبلغ نحو 400 مليون شخص بحلول عام 2025، وفقًا لمعطيات منظّمة الصحّة العالمية لسنة 2010. ومرض الربو في انتشار مستمر، وقد توقعت منظمة الصحة العالمية أن تكون وفيات الربو في عامي 2015 و 2030 في إقليم شرق المتوسط 20000 و27000، على التوالي. والربو يعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال على مستوى العالم، ومن المسببات الرئيسية لدخولهم المستشفيات لتلقي العلاج، حيث يمثل ما نسبته 50 في المائة منهم بسبب تدخين أحد الأبوين، وتتمثل أعراضه في نوبات من الكحة، وصعوبة التنفس وزرقة في الشفتين نتيجة نقص الأكسجين. والربو مرض غير مستعصٍ على العلاج بإتباع النصائح الطبية، والبعد عن مسبباته المتمثلة في الأتربة والغبار والحيوانات المنزلية الأليفة وعثة الغبار. ويعاني المصابون من هذا المرض من حساسية مفرطة والتهابات مزمنة تصيب الشعب الهوائية، تسبب صعوبة انسياب الهواء من خلالها، وبالتالي أعراض ضيق التنفس والسعال وصفير الصدر. وعلى الرغم من أن سبب الربو الحقيقي مازال غامضاً، إلا أن هناك أسباباً عديدة لحدوثه.. منها: مولدات الحساسية، مثل عثة التراب في المنازل، فرو الحيوانات (الكلاب - القطط)، ريش الطيور، الفطريات، غبار الطلع، الحشرات الصغيرة أو فضلاتها وإفرازاتها، وبعض الأطعمة. ومن أسبابه أيضاً التمارين الرياضية العنيفة والانفعالات النفسية.. وشدة البرودة أو الجفاف أو الارتفاع في نسبة رطوبة الجو.. والكيماويات والملوثات، مثل (دخان السجائر وعادم السيارات والمصانع والمبيدات الحشرية والعطور).. المواد الحافظة ومكسبات الطعم والروائح التي تضاف إلى بعض الأطعمة.. وبعض الأدوية مثل الأسبرين.. والتهابات الجهاز التنفسي، خاصة الفيروسية. ومن مضاعفاته تفاقم تكاليف العلاج الطبي، وتعسر التحصيل الدراسي وزيادة نسبة التغيب عن العمل، فضلاً عن رداءة النوم والأرق المزمن، نتيجة نوبات السعال وضيق التنفس الليلية. ويعد الربو من الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في العالم.. وقد تم تأسيس المبادرة العالمية للربو (GINA) التي تتبع منظمة الصحة العلمية لزيادة الوعي حول هذا المرض بين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية وممثلو الرعاية الصحية وعامة الناس لتحسين الوقاية والتدابير الواجب اتخاذها بالاضافة الى كيفية التعامل مع المرض من خلال الاستشارات العالمية. وكان لهذه المبادرة الأثر الأكبر في نشر المعرفة والثقافة الصحية المتعلقة بهذا المرض الشائع، وإرشاد العاملين في المجال الصحي إلى أفضل وأحدث وسائل علاجه تأسيساً على التجارب والبراهين العلمية. وقد دعت المبادرة إلى تبني شعار "يمكنكم التحكم في الربو" للتأكيد على ضرورة التشخيص السليم، واستخدام الأدوية المناسبة للتحكم بالربو. وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الربو، تنظم عدد من المنظمات والقطاعات الصحية في مختلف دول العالم تجمعات علمية، تتضمن محاضرات وورش عمل بطريقة تفاعلية بين المشاركين، تهدف لزيادة الوعي لدى أفراد المجتمع والممارسين الصحيين بأهم العوامل المساعدة على تدهور التحكم بالمرض، وسبل الوقاية وإرشادات العلاج، خاصة تلك التي دعت إلى تطبيقها المنظمة العالمية للربو. وبالنسبة للأطفال وبعد تحليل 117 بحثا علميا تابعت صحة 250 ألف طفل على امتداد 30 عاما توصلت دراسة أُجريت في جامعة سافولك البريطانية ونُشرت في مجلة "جورنال اوف ابيديميولوجي" الأميركية لعلم الأوبئة الى أن إرضاع الطفل من ثدي أمه بانتظام يخفض خطر الإصابة بالربو بنسبة 37 في المائة بين الأطفال دون سن الثالثة. وعلى الرغم من أن الربو لا يسبب الوفاة كما تفعله الأمراض الرئوية الانسدادية المزمنة أو غيرها من الأمراض المزمنة، فإن عدم استعمال الأدوية المناسبة أو التقيد بالعلاج يمكن أن يودي بحياة المريض. وتشير بعض الدراسات الطبية إلى زيادة نسبة الوفيات ضمن الأفراد المصابين بمرض الربو إلى 29 في المائة مقارنة ب5 في المائة من غيرهم من الأفراد في المجتمع. وتحدث معظم الوفيات الناجمة عن هذا المرض في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان التي تنتمي إلى الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط.. وتتمثل أقوى عوامل الأخطار للإصابة به في استنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تثير ردود فعل أرجية أو تهيج المسالك التنفسية. وتشير البحوث الطبية الأوربية مثلا الى أنه يمكن التقليل بنسبة الثلثين من نسب دخول الأطفال الى المستشفيات بتحسين طرق الوقاية من المرض. ومن المتوقع ارتفاع وفيات الربو بزيادة تناهز 20 في المائة في الأعوام ال10 المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون ذلك، فإن تشخيص المرض وعلاجه وتثقيف المصابين به على النحو المناسب من العمليات الكفيلة بالسيطرة على المرض وتحسين حياة المرضى. وقد تظهر أعراضه عدة مرات في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل. وتسلم منظمة الصحة العالمية بأن الربو يكتسي أهمية كبرى في مجال الصحة العمومية، وتؤدي دورا في تنسيق الجهود الدولية لمكافحته.. والغرض من الاستراتيجية التي تتبعها هو دعم الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى الحد من حالات العجز والوفاة المبكرة الناجمة عنه. وترصد المنظمة العالمية المرض لرسم خريطة تبين مدى جسامته وتحليل محدداته ورصد اتجاهاته، مع التركيز على الفقراء والمحرومين من السكان. ويسهم التحالف العالمي لمكافحة الأمراض التنفسية المزمنة وهو تحالف طوعي يضم منظمات ووكالات وطنية ودولية من عدة بلدان في أنشطة المنظمة الرامية إلى الوقاية من هذه الأمراض ومكافحتها.. ويركز على احتياجات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والفئات الضعيفة من السكان، ويعزز المبادرات المعدة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المحلية. ولا يوجد في الوقت الحاضر علاج معروف للقضاء على الربو.. ولكن الأبحاث الطبية مستمرة لمعرفة أسباب الربو وكيف يمكن الوقاية منه.. وبهذه المعرفة، لن يكون العلاج بعيد المنال. وفي الطب الحديث العديد من العقاقير والتي من الممكن لها أن تؤثر في جسم الإنسان بواسطة طرق كيميائية مختلفة لتؤدي الى الترويح عن المصاب فيعود له تنفسه الطبيعي بعد تضيق سدّ عند المريض مجرى الهواء. كما تتوافر حالياً علاجات فعالة طويلة المدى تتحكم في الأعراض بشكل سريع وعلى مدى 24 ساعة كمستنشقات الكورتيزول وموسعات الشعب الهوائية. ومن الضروي أن يهتم مريض الربو بوسائل الوقاية وأخذ العلاجات المناسبة لدرجة المرض، ويحرص على زيارة الطبيب المختص بصورة دورية، حتى يمكن تحقيق شعار هذا اليوم العالمي "يمكنكم التحكم في الربو".