رفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية بشكل قاطع الجهود التي تبذلها قوات موالية لروسيا لإجراء استفتاء وصفته واشنطن بأنه"صوري ومصطنع" في شرق أوكرانيا، فيما دعت موسكو السلطات الأوكرانيةَ الحالية إلى إجراء إصلاحات دستورية قبل الانتخابات، وبدء العمل على نزع فتيل التوتر، وأكدت أن الخطوة الأولى على هذا الاتجاه تتمثل في سحب القوات المشاركة في العملية العسكرية في شرق البلاد ضد المحتجين المعارضين. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الثلاثاء في مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "يساورنا أيضا قلق بالغ بشأن جهود انفصاليين مؤيدين لروسيا في دونيتسك ولوهانسك لإجراء -أصارحكم القول- استفتاء صوري ومصطنع بشأن الاستقلال في 11 مايو." وأضاف "نرفض رفضا قاطعا هذا الجهد غير المشروع لتعميق الانقسام في أوكرانيا" مضيفا انه ونظراءه الأوروبيين سيجتمعون في أوروبا الاسبوع القادم لمناقشة الخطوات المقبلة وبعد الاجتماع السنوي لوزراء مجلس أوروبا في فيينا دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، السلطات الأوكرانية الحالية إلى إجراء إصلاحات دستورية قبل الانتخابات، وبدء العمل على نزع فتيل التوتر، مؤكدا أن الخطوة الأولى على هذا الاتجاه تتمثل في سحب القوات المشاركة في العملية العسكرية في شرق البلاد ضد المحتجين المعارضين. وأضاف لافروف في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء أنه على السلطات وقف استخدام القوة في مناطق جنوب وشرق البلاد وبدء حوار مع ممثلين من تلك المناطق للخروج من الأزمة. وبشكل عام هيمنت الأزمة الأوكرانية على الاجتماع السنوي، لكن دون أن يتم التوصل الى اي قرارات تساهم في إيجاد مخرج من الأزمة. وموازاة مع ذلك يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح اليوم الاربعاء مع رئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا ديدييه بوركهالتر الذي دعا الى "وقف اطلاق النار" في شرق اوكرانيا من اجل افساح المجال امام تنظيم الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 مايو الجاري. وطلبت اوكرانيا مساعدة الاسرة الدولية لتنظيم الاقتراع الذي يبدو مهددا مع تصعيد اعمال العنف الانفصالية في البلاد. وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من انه "اذا لم تنظم الانتخابات الرئاسية ستحل الفوضى وخطر حرب اهلية". الا ان كييف ترفض هذه الفرضية في الوقت الحالي. واكد وزير الخارجية اندريي دشيدشيتسا اثر اجتماع لمجلس اوروبا في فيينا "الحكومة الاوكرانية ملتزمة تنظيم الانتخابات الرئاسية في الموعد المقرر". وطلبت السلطات في كييف ارسال "مراقبين دوليين الى اوكرانيا للاشراف على الانتخابات". كما طلبت من شركائها بذل "كل الجهود لازالة التهديدات والاستفزازات الخارجية التي تدعمها روسيا في اوكرانيا، وذلك للتمكن من اجراء الانتخابات في شكل حر وديموقراطي". ومن المفترض ان تتيح الانتخابات الرئاسية اختيار خلف للرئيس فيكتور يانوكوفويتش القريب من موسكو والذي اطاحه حراك شعبي في فبراير الماضي. واعلنت روسيا التي ترفض الاعتراف بالسلطات في كييف ان تنظيم انتخابات في الظروف الحالية امر "عبثي". ومن المفترض ان يتباحث بوركهالتر اليوم الاربعاء مع بوتين حول اقامة طاولات مستديرة باشراف منظمة الامن والتعاون من اجل تسهيل حوار وطني بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا والذين يسيطرون على مناطق بشرق اوكرانيا. يأتي هذا فيما بدأت القوات الحكومية الأوكرانية الليلة الماضية هجوما جديدا على مدينة سلافيانسك التي تحاصرها منذ أيام في مقاطعة دونيتسك باعتبارها معقلا للمحتجين في شرق البلاد. وأفادت قناة روسيا اليوم أن العمليات العسكرية قد أسفرت عن سقوط العشرات في سلافيانسك بينهم مدنيون ومقاتلون منذ بدء الهجمات المكثفة على المدينة الاثنين الماضي. ونقلت القناة عن شهود عيان بسماع دوي انفجارين قويين بضواحي المدينة، مضيفين أن المعارك مستمرة في جميع مناطق المدينة. ويقود الهجوم ما تطلق عليه كييف "الحرس الوطني" الذي بدأت بتشكيله مؤخرا، وتحدث مقاتلون معارضون عن مشاركة متطرفين من حركة "القطاع الأيمن" القومية المتشددة في الهجوم. ويبدي الغربيون قلقا متزايدا ازاء تطور الاحداث في الايام الاخيرة في اوكرانيا بعد مقتل عشرات الاشخاص في اعمال عنف منذ الجمعة. واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير "المشاهد التي تصلنا مرعبة وخصوصا منذ ماساة اوديسا، لسنا بعيدين جدا من مواجهة عسكرية في اوكرانيا". واضاف "ينبغي الا يعتقد احد ان الخطر والتهديد محصور باوكرانيا. عبر هذا النزاع، فان كل المشهد الامني في اوروبا الذي نشا منذ عقود مهدد بالتدمير. لهذا السبب علينا ان نبذل ما في وسعنا لتفادي هذا الخطر والدخول في حرب باردة جديدة". ويمكن ان تحمل الازمة الحالية الحلف الاطلسي على التواجد عسكريا بشكل دائم في الدول التي كانت في الكتلة الشرقية. واعلن قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال فيليب بريدلاف أمس الثلاثاء في اوتاوا "نتابع عن كثب تطور الاحداث المأسوية التي تجري في شرق اوكرانيا وسنبقى خصوصا قلقين على مصير السكان". وغالبا ما تكرر موسكو ان اوكرانيا تسيطر عليها "قوات قومية متطرفة ومن النازيين الجدد"، محملة اياها مسؤولية الانتهاكات "الكبيرة" لحقوق الانسان. وتنفي اي ضلوع مباشر لها في الاضطرابات. وتدعي السلطات الحالية في كييف وحلفائها في الغرب ان موسكو تريد ان يسير الاستفتاء قدما محاولة منها لنشر الفوضى في المناطق الشرقية من اوكرانيا قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية في الخامس والعشرين من مايو الجاري. ويرى الغرب ان الانتخابات الرئاسية تعتبر عاملا رئيسيا لاعادة الشرعية الى الحكومة الاوكرانية، وذلك عقب قيام البرلمان الاوكراني بتعيين سلطة مؤقتة بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب يانوكوفيتش.