رفضت الدول الغربية - كما كان متوقعا- الاستفتاء على الاستقلال عن كييف والذى جرى في مناطق بشرق أوكرانيا الأحد، بينما أعلنت روسيا أنها تحترم الإرادة التي عبر عنها سكان مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك خلال الاستفتاء وأعربت عن أملها في أن تطبيق نتائجه سيجري بشكل متحضر عبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك. وفيما دان الرئيس الأوكراني المؤقت "الاستفتاء" على الحكم الذاتي في المناطق الشرقية لبلاده ووصفه بأنه "مهزلة " أثارتها روسيا لزعزعة استقرار أوكرانيا. وأعرب العديد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى عن رفضهم للاستفتاء على الاستقلال عن كييف والذى جرى فى مناطق بشرق أوكرانيا، وقالوا إنهم يؤيدون فرض عقوبات جديدة بسبب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. وقال وزير الخارجية البريطانى وليام هيج للصحفيين فى بروكسل: " هذا التصويت وهذه المحاولات للاستفتاءات ليس لها أدنى مصداقية فى نظر العالم". من جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ان حكومة بلاده "لا تأخذ نتائج استفتاء شرق أوكرانيا على محمل الجد" ...معتبرا الاستفتاء "غير شرعي". ونقلت وزارة الخارجية الألمانية عن الوزير قوله في بروكسل ان "الصور التي وصلتنا عن هذا الاستفتاء وكذلك النتائج التي اعلنت اليوم تشير الى انه لا يجب علينا ان نأخذ هذا الاستفتاء ونتائجه على محمل الجد". واضافت الوزارة ان شتاينماير سيبدأ غدا زيارة الى أوكرانيا حيث سيجري مباحثات في العاصمة كييف قبل الانتقال الى الأجزاء الشرقية للاطلاع على الوضع هناك عن كثب. وجدد موقف حكومة بلاده المؤيد لفرض عقوبات اضافية ضد موسكو في حال فشلت الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في ال25 من مايو الجاري قائلا "اذا فشلت هذه الانتخابات فاننا سندرس فرض عقوبات جديدة ضد موسكو". وفيما وصف وزير الخارجية السويدى كارل بيلدت الاستفتاء بأنه "زائف"، قال وزير الخارجية الهولندى فرانس تيمرمانس: "أعتقد أننا علينا ببساطة تجاهل هذا الاستفتاء لانه لا يعد إسهاما للوصول إلى مخرج من هذه الفوضى فى شرق أوكرانيا". من جهتها وصفت ايطاليا على لسان وزيرة خارجيتها فيديريكا موغيريني الاستفتاء ب"غير القانوني وغير الشرعي"، وقالت "نحن نأمل بأن تصفه موسكو بهذا الشكل أيضا". وأشارت الوزيرة الايطالية في تصريحات لها اليوم، إلى أن "موسكو كانت قد أوصت بعدم إجراء الاستفتاء مسدية النصح بإجرائه في المستقبل". وسارعت واشنطن لإعلان رفضها لما وصفته "الاستفتاء الزائف" .واعتبرت أمر الاستفتاء تكرارا ل"السيناريو" الذي شهدته شبه جزيرة القرم. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف "إذا انتقلت روسيا إلى المرحلة الثانية" ودخلت شرق أوكرانيا بهدف ضمه فإنها ستتعرض "لعقوبات أوروبية وأميركية شديدة". وتعليقا على الاحداث في شرق أوكرانيا أعلنت روسيا اليوم الاثنين أنها "تحترم إرادة" سكان شرق أوكرانيا التي عبروا عنها في "استفتاء" أمس الأحد ودعت إلى "حوار بين المناطق الانفصالية" وكييف. وقال الكرملين في بيان: "نحترم في موسكو التعبير عن إرادة شعوب منطقتي دونيتسك ولوغانسك وننطلق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر وبدون أي لجوء للعنف وعبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك". ودعا البيان إلى إجراء حوار بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين في المناطق الناطقة باللغة الروسية في شرق أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة حول أوكرانيا بدون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد. وقال لافروف إن "الاجتماع مجددا في صيغة رباعية (روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعليا أي معنى"، مضيفا: "لا شيء سينجح إذا لم يتم إشراك المعارضين للنظام في حوار مباشر حول إيجاد مخرج للأزمة". وكان المتمردون الموالون لروسيا قد أعلنوا تأييدا كبيرا لحق تقرير المصير في الاستفتاء الذي أجري يوم امس الأحد في منطقتي دونيتسك ولوهانسك. لكن السلطات الأوكرانية رفضت الاقتراع ،معتبرة إياه مهزلة. وانتقد الرئيس الأوكراني المؤقت أوليكسندر تورتشينوف اليوم الاثنين الاستفتاء واصفا إياه بأنه "مهزلة دعائية، وبلا أساس قانوني" يهدف إلى التغطية على جرائم خطيرة. وقال أمام البرلمان الأوكراني إن "ما يسميه الإرهابيون استفتاء ليس سوى دعاية للتغطية على القتل، والخطف، والعنف، وجرائم خطيرة أخرى". وأضاف الرئيس المؤقت أن "النتيجة القانونية"الوحيدة المترتبة على استفتاء امس هي تقديم من دعوا إليه إلى العدالة. وكانت المنطقتان قد شهدتا امس الأحد استفتاء نظّمه أنصار الفدرلة حول استقلال الكيانين عن سلطات كييف أو بقائهما جزءا من أوكرانيا، وقد شارك فيه قرابة 90 في المائة من الناخبين، حسب منظمي العملية الانتخابية هناك. وأعلنت اللجان الانتخابية في المقاطعتين حيث جرى الاستفتاء الذي ترفضه كييف ، أن أكثر من 90 في المائة ممن شاركوا في الاستفتاء صوتوا ب"نعم" لاستقلال المنطقة وقيام جمهورية دونيتسك الشعبية. من جانب آخر قال وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس إنه من المحتمل أن تستهدف عقوبات الاتحاد الاوروبى شركتين فى شبه جزيرة القرم. فيما قال وزير الخارجية الالمانى فرانك-فالتر شتاينماير إنه سيتوجه إلى أوكرانيا غدا الثلاثاء. ويتوقع أن يتم إدراج شركتين بشبه جزيرة القرم بقائمة الشركات التى تشملها عقوبات الاتحاد الاوروبى.