أحيا الفلسطينيون اليوم الخميس الذكرى 47 لما عرف بحرب /النكسة/ أو /حرب الأيام الستة/ التي احتل فيها الكيان الإسرائيلي الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض المناطق العربية عام 1967م.. فيما أعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلية حالة تأهبها القصوى لمواجهة ما أسمته /أعمال مخلة بالنظام. وانطلقت اليوم تظاهرات ومسيرات شعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، احتجاجاً على سياسة الإحتلال العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، وتضامناً مع إضراب الأسرى الإداريين الذي دخل يومه ال42 على التوالي للمطالبة بحريتهم. ويعم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، غضب وطني عارم ضدّ ما آلت إليه أرضهم، عقب نهب الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ضعفي مساحتها، مبدداً آمالهم في إقامة دولتهم المنشودة ضمنها. ويحيي الفلسطينيون اليوم في كافة أماكن تواجدهم، هذه الذكرى عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني والمضي في تنفيذ خطوات المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية. واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني "تشكيل حكومة الوفاق الوطني والمضي في تنفيذ خطوات المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية"، الرد الأمثل على اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. وأكد في بيان أصدره الليلة الماضية بمناسبة هذه الذكرى تمسكه بالحقوق الوطنية في إقامة الدولة المستقلة على كامل حدود الرابع من يونيو العام 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين .وأضاف إن "كل الإجراءات الإحتلالية ليس لها أساس قانوني، في ظل الاعتراف الدولي بفلسطين دولة تحت الإحتلال على حدود العام 1967، ما يجسد الرفض العالمي لاستمرار الاحتلال والإستيطان". ودعا المجلس "الأممالمتحدة إلى إلزام سلطات الاحتلال بالانسحاب من كامل أراضي دولة فلسطينالمحتلة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بذلك تحقيقاً للعدالة وللسلام، في ظل الإفشال الإسرائيلي للجهود الدولية في إحلال السلام وتنفيذ السياسة الاستيطانية". فيما دعت القوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية إلى "دعم عربي إسلامي مضادّ لعدوان الاحتلال".. مناشدة "المجتمع الدولي ومؤسساته بالعمل الجاد لتوفير حماية دولية مؤقتة للشعب الفلسطيني من جرائمه ومحاسبته على ذلك". من جهتها أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني /فتح/، بمناسبة حلول هذه الذكرى مُضيها على درب المقاومة الشعبية والسياسية، واستنهاض روح الصمود وإرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان أصدرته مفوضية الإعلام والثقافة، أمس "إن حركة فتح التي قادت الشعب الفلسطيني بإرادة حرة وتصميم على صنع إنجازات وانتصارات، مصممة على مواجهة التحديات المصيرية بمختلف الميادين والوسائل المشروعة، وعلى رأسها المقاومة الشعبية، وخوض المعركة السياسية في ميدان القانون الدولي، وحصد التأييد والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة كباقي دول العالم الحرة المستقلة". إلى ذلك دعت حركة حماس أمس في بيان صحفي لها "جماهير الشعب الفلسطيني إلى إشعال المواجهات مع الاحتلال ونصرة الأسرى اليوم الخميس في ذكرى النكسة ال47، بمحافظة الخليل". وأعلنت الحركة في بيانها عن "إضراب تجاري شامل اليوم في الخليل، يمتد منذ ساعات الصباح وحتى 12 ظهرا تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال". وأدانت جامعة الدول العربية الممارسات الإسرائيلية فى القدس والأراضى الفلسطينية واعتبرتها انتهاكات صارخة للقانون الدولى وللقانون الدولى الإنسانى ولاتفاقيات جنيف وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة ولكل المساعى الدولية الرامية لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية (قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة) فى بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى 47 لاحتلال مدينة القدس، أن هذه الإجراءات مرفوضة جملة وتفصيلاً وأنها تقطع أى أمل بالتوصل إلى حل عادل لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى وأنها ستقود بالنتيجة إلى تقويض عملية السلام نهائياً وتنذر بحلول كارثة على مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة. وطالبت الجامعة سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالتراجع فورا عن كل ما من شأنه تقويض جهود الأسرة الدولية الرامية للسلام...مؤكدة على أن ما عرضه العرب على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مبادرات للسلام وآخرها مبادرة السلام العربية لن يستمر إلى ما لا نهاية.. وقالت إن القضاء على عملية السلام من قبل إسرائيل سيحدد خيارات الأمة ويؤدى إلى نتائج لا تحمد عقباها. وجدد بيان الجامعة العربية التأكيد على أن الحل لن يكون إلا بإرجاع الحق إلى أصحابه الشرعيين وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وذلك لن يتحقق إلا بانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى خط ما قبل الرابع من يونيو عام 1967 وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. هذا وأعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلية اليوم حالة التأهب القصوى تحسبا لوقوع ما أسمته /أعمال مخلة بالنظام/ خلال فعاليات إحياء ذكرى النكسة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية "إن الجيش الاسرائيلي انتشر بكثافة في مناطق الضفة الغربية، استعدادا للتعامل مع نشاطات قد يتم تنظيمها اليوم الخميس بذكرى النكسة". من جهتها نشرت وزارة البناء والإسكان الاسرائيلية الليلة الماضية عطاءات لإقامة 1100 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس ايضاً. وقال وزير البناء والاسكان الاسرائيلي اوري اريئيل ان نشر هذه العطاءات يشكل الرد الصهيوني اللائق عقب تشكيل الحكومة الفلسطينية. ويستهدف الاحتلال من ذلك "إفراغ مشروع إقامة دولة فلسطينية متصلة ومستقلة على حدود العام 1967 من أي مضمون فعلي، عبر المستوطنات والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية". ويستذكر الفلسطينيون والعرب اليوم ذكرى حرب /النكسة/، التي منوا فيها بخسارة فادحة فيما عرفت ب/حرب الأيام الستة/ لصالح الكيان الصهيوني في مثل هذا اليوم من عام 1967.. وتسمى أيضاً ب/حرب 1967/ وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي. واندلعت هذه الحرب بين دولة الاحتلال /إسرائيل/ وكلًا من مصر وسورياوالأردن بين 5 و10 يونيو عام 1967، وأدت إلى مقتل نحو 20 ألف عربي و800 إسرائيلي، وتدمير من 70 -80 في المائة من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2- 5 في المائة في إسرائيل. ونتج عن حرب /النكسة/ التي لم تستمر سوى 6 أيام شرقي القدسوالضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة معظمهم نزحوا إلى الأردن، ومُحيت قرى بأكملها وفُتح باب الاستيطان في القدسوالضفة الغربيةالمحتلة. كما كان من نتائجها تهجير معظم سكان مدن قناة السويس، وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم (لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض). ومازالت الأمة العربية تعاني من ويلات /النكسة/، فالضفة الغربيةوالقدس والجولان مناطق محتلة حتى يومنا هذا، لكن بعض الدول باتت تقيم علاقات سياسية واقتصادية منفردة مع إسرائيل. وتشير المعطيات الرقمية الفلسطينية إلى أن مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين جدار الفصل العنصري وحدود فلسطينالمحتلة عام 1948 تقدر بنحو 733 كم2 في العام 2010، أي حوالي 13 في المائة من مساحة الضفة الغربية، منها حوالي 348 كم2 أراضي زراعية و110 كم2 مستغلة كمستعمرات وقواعد عسكرية و250 كم2 غابات ومناطق مفتوحة". ويعزل الجدار نهائياً "حوالي 53 تجمعاً يسكنها ما يزيد على 300 ألف نسمة، تتركز أغلبها في القدسالمحتلة بواقع 27 تجمعاً يسكنها ما يزيد على ربع مليون نسمة، كما يحاصر 165 تجمعاً سكانياً يقطنها ما يزيد على نصف مليون نسمة". ومنذ العام 1967 تمكنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، عبر القتل والتنكيل والعنف، من "مصادرة نحو 4 ملايين دونم من أراضي الضفة الغربية، وهدم نحو 26 ألف منزل فيها بمعدل 500 منزل سنوياً"، بحسب دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية.