يصادف اليوم الأربعاء الذكرى ال46 لعدوان الخامس من يونيو عام 1967 الذي شنته إسرائيل على عدة جبهات عربية، ومن بينها هضبة الجولان بسورياوسيناء بمصر، وإكمال احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. وتمر هذه الذكرى الحزينة والمؤلمة على الشعب العربي عامة والشعب الفلسطيني خاصة، وقد تضاعف عدد المستوطنين في الأراضي المحتلة ليصل في القدس الشرقية وحدها حوالي 200 ألف مستوطن، وفي نفس الوقت قلت نسبة السكان العرب الفلسطينيين. وتشهد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة على مدار الأيام القليلة القادمة سلسلة من الفعاليات الشعبية تزامنا مع هذه الذكرى لاحتلال كامل أراضى فلسطين في عام 1967 حيث سيتم تنظيم فعاليات ومسيرات شعبية تنديدا بممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعمليات الاقتحام وهدم المنازل إلى جانب المطالبة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم والمحتجزين منذ أكثر من عقدين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وسيتم تنظيم مسيرة شعبية اليوم أمام سجن عوفر جنوب غرب مدينة رام الله تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين.. كما تشهد جميع الأراضي الفلسطينية يوم الجمعة القادم بدء فعاليات المسيرة العالمية للقدس حيث ستبدأ هذه المسيرات في القدس بعد صلاة الجمعة عند باب العمود، وفى وسط وشمال الضفة ستكون المسيرة عند حاجز قلنديا.. أما في جنوب الضفة، فستنطلق المسيرة من حاجز "الكاريتاس" العسكري بمدينة بيت لحم. ويشهد قطاع غزة أيضا فعاليات مختلفة، وستكون المسيرة المركزية إلى منطقة الشمال باتجاه اقرب نقطة حدود مع فلسطين التاريخية.. ويشارك في هذه الفعاليات الكثير من ممثلي القوى الوطنية والشبابية والمنظمات والحركات الإنسانية والحقوقية بالإضافة إلى نشطاء دوليين. وتنطلق أيضا مسيرات مماثلة من أكثر من 40 دولة في جميع أنحاء العالم ومن بينها مصر وتونس والمغرب والأردن والجزائر وتركيا وألمانيا وبريطانيا وروسيا وماليزيا وغيرها. وتزامنا مع الذكرى ال46 لاحتلال مدينة القدس يستمر أهالي المدينة القديمة في معاناتهم اليومية منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لها، وفرض القيود على تحركات سكانها المقدسيين، وإقامة الحواجز، والسماح لليهود المتطرفين وغيرهم من المنظمات والحركات الصهيونية، باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك لأداء طقوسهم التلمودية هناك. وفى هذه الذكرى، أكدت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن نضال الشعب الفلسطيني سيتواصل حتى دحر الاحتلال وتحقيق حريته واستقلاله.. وقالت إن الذكرى ال46 للعدوان التي أكملت إسرائيل من خلالها احتلال ما تبقى من فلسطين هي تأكيد على مشاريع الاحتلال التوسعية وإطماعه الاستعمارية التي لم تتوقف منذ النكبة عام 48 مرورا بالنكسة وحتى يومنا هذا الذي تستفحل فيه مشاريع الاستيطان والتهويد وأن ما يجري في الضفة والقدس لا يختلف بشيء عما جرى في أراضي 48 وان الاحتلال تحول إلى نظام ابارتهايد أو نظام الفصل العنصري. من جهة أخرى قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المفوض العام للعلاقات العربية والصين عباس زكي إنه إن الأوان لإنهاء الاحتلال لأرضنا التي احتلت خلال حرب عام 67 ووقف ما تقوم به إسرائيل من سياسات عدوانية وجرائم على مدار 46 عاما. وأضاف زكي إن ذكرى النكسة تحل هذا العام وقد استفحل الاستيطان وأمعن الاحتلال في إجرامه وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في ظل تواطؤ دولي وانحياز أميركي أعمى لإسرائيل. في غضون ذلك دعا نادي الأسير الفلسطيني بكافة فروعه في أنحاء الضفة الغربية الشعب الفلسطيني إلى تعزيز الحراك الشعبي من أجل مناصرة قضية الأسرى الفلسطينيين واعتبارهم اسري حرب وخاصة بعد حصول فلسطين على وضعية دولة غير عضو مراقب بالأممالمتحدة. بدوره أكد المجلس الوطني الفلسطيني في هذه الذكرى أن الشعب الفلسطيني ماض على درب التحرير وإنهاء الاستيطان ودحر الاحتلال وتحقيق أهداف الشعب في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من يونيو عام 1967 بعاصمتها القدس الشريف. وجاءت الذكرى ال46 لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدس الشرقية عام 1967 لهذا العام، اليوم، بالتزامن مع مواصلة الدكتور رامي الحمد الله مشاوراته لتشكيل الحكومة الفلسطينية رقم 15 في عمر السلطة في ظل وجود حكومة أخرى في قطاع غزة بقيادة حماس. وفيما يعيش الشعب الفلسطيني انقسام ما بين غزةوالضفة الغربية منذ منتصف عام 2007 وبوجود حكومتين في الأراضي الفلسطينية، جاءت هذه الذكرى على وقع تواصل الدعوات الفلسطينية لإنهاء الانقسام ومواصلة السير على درب التحرر من الاحتلال الإسرائيلي. من جهتها قال وزارة الإعلام الفلسطينية: إن النكسة وما حملته من عدوان إسرائيلي مستمر، وقتل، وتشريد، وتهويد، واستيطان، واستلاب لكل معاني الحياة والحرية، تعيد تذكير العالم، بوجوب تصفية أطول وآخر احتلال يمتد بين قرنين. وأضافت لقد ذاق شعبنا الأمرين بدءاً من نكبته الكبرى عام 1948، مرورا بنكسة حزيران 1967، وليس انتهاء بإرهاب الاحتلال والمستوطنين الذي يتكرر يوميا دون محاكمة عادلة واحدة للقتلة. وطالبت الجامعة العربية اليوم المجتمع الدولي بالتعبير عن رفضه بشكل قاطع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة والعمل على إنهائه باتخاذ الإجراءات القانونية الدولية اللازمة استناداً إلى نصوص ميثاق الأممالمتحدة والقوانين الدولية ذات العلاقة. ودعت الجامعة العربية "في بيان أصدرته بهذه المناسبة كافة الأطراف الدولية الكف عن الانحياز لدولة الاحتلال "إسرائيل" التي تواصل عدوانها على الشعب الفلسطيني واحتلالها للأراضي الفلسطينية مستمرة في مخططاتها العدوانية التي تعمق معاناة وآلام الشعب الفلسطيني، ولكنها تزيد من إصراره على النضال لنيل حقوقه المشروعة وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وبثت قناة "هنا القدس" الفضائية، صباح اليوم، موجة مفتوحة خصصتها لإحياء ذكرى ال46 لاحتلال مدينة القدس.. واستضافت خلالها والتي بدأت من الساعة ال11 صباحاً وستنتهي في ال11 مساءً شخصيات فلسطينية وعربية وإسلامية من جميع أنحاء العالم، إضافة لبث تقارير صحفية تتعلق بذكرى احتلال القدس. وتعرف حرب 67 باسم "حرب الأيام الستة"، وحدثت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن ما بين الخامس والعاشر من يونيو 1967 بهدف إيقاف العدوان الإسرائيلي، وأفضت لاحتلال إسرائيل كل من سيناء وقطاع غزةوالضفة الغربية والجولان. وأدت الحرب إلى استشهاد "15-25" ألف مواطن عربي، مقابل مقتل 800 إسرائيلي، وتدمير 70 – 80 في المائة من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2 – 5 في المائة في إسرائيل، إلى جانب تفاوت مشابه في عدد الجرحى والأسرى. ومن نتائج حرب الأيام الستة صدور قرار مجلس الأمن رقم 242 وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربيّة في الخرطوم وتهجير معظم سكان مدن قناة السويس وكذلك تهجير معظم مدنيي محافظة القنيطرة في سوريا، وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية. ومن إحصائيات النكسة: - 15- 25 ألف شهيد مقابل 650–800 قتيل يهودي. - 40-45 ألف جريح عربي مقابل 2000-2500 جريح يهودي. - 4000 - 5000 أسير عربي مقابل 15-20 أسير يهودي. - خسارة 70-80 في المائة من العتاد الحربي العربي مقابل 2-5 في المائة من العتاد اليهودي. - أجبرت الهزيمة 300 – 400 ألف عربي في الضفة وغزة ومدن القناة "بورسعيد والإسماعيلية والسويس" على الهجرة من ديارهم. - أجبرت الهزيمة قرابة 100 ألف من أهالي الجولان على النزوح من ديارهم إلى داخل سوريا.