تواصلت اليوم الاثنين ردود الفعل العربية والدولية المنددة والداعية إلى وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، والذي دخل يومه السابع وأسفر عن استشهاد 174 فلسطينياً وإصابة المئات. ففي الكويت طالب رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر بالوقف الفوري للعدوان الهمجي الإسرائيلي المستمر والحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وقال الصقر في بيان صحفي اليوم إن هذه الحرب تأتي بعد أن عطل تعنت حكومة بنيامين نتانياهو عملية السلام وإتمام التسوية السلمية النهائية للنزاع في المنطقة على الأسس التي تم الاتفاق عليها عند انطلاق عملية السلام قبل أكثر من 20 عاما. وأضاف إن مجلس العلاقات العربية والدولية يدعو المجتمع الدولي ورعاة اتفاقيات السلام الخاصة بالقضية الفلسطينية الى تحرك فاعل وفوري لوقف العدوان الاسرائيلي وتأمين وقف اطلاق النار وفقا لتفاهمات 2012 والعودة الفورية الى مفاوضات الحل النهائي دون تسويف أو تعطيل من حكومة اسرائيل لتأمين الحقوق المستحقة للشعب الفلسطيني وفقا للقرارات الدولية وتحقيق السلام والأمن لجميع اطراف النزاع. ودعا الصقر الى تحرك دولي لإدانة العدوان الاسرائيلي عبر المنظمات الدولية المعنية وصدور قرارات تلزم الطرف الاسرائيلي بالانصياع للقرارات الدولية فيما يخص مباحثات السلام في الشرق الاوسط وبشكل خاص حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتأمين حق العودة للاجئين والمهجرين الفلسطينيين. وطالب رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية كل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإغاثية الرسمية والشعبية بالتحرك لنجدة الشعب الفلسطيني وتقديم جميع المساعدات الانسانية المطلوبة لأهالي غزة وتوثيق كل الجرائم التي ترتكَب بحقه لمساءلة مرتكبيها وفقا للاتفاقيات والشرعية الدولية. من جانبها دانت الحكومة الموريتانية العملية العسكرية الغاشمة وسياسة القمع والتنكيل والدمار والقتل الجماعي التي تنتهجها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد بيان صادر اليوم عن وزارة الخارجية الموريتانية وقوف موريتانيا حكومة وشعبا إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينال كافة حقوقه المشروعة في قيام دولته المستقلة على كامل أراضيه وعاصمتها القدس الشريف. وشدد البيان على أن هذه العملية ستكون لها عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار في المنطقة وستسهم في تقويض مسار العملية التفاوضية السلمية المتعثرة أصلا، على الحوار الجاد والمسئول. إلى ذلك أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن القضية الفلسطينية تحتل مكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية. وقال السيسي، خلال اتصال هاتفي من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الليلة الماضية، "إن انشغالنا بالداخل المصري لن يثني من عزمنا للسعي نحو التوصل إلى تسوية عادلة لتلك القضية، حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة ويقيم دولته المستقلة القابلة للحياة على أراضي الرابع من حزيران عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية". ومن جهته، أعرب بان كي مون عن أمله في أن يسهم اجتماع مجلس الأمن المقرر عقده خلال الأسبوع الجاري في التهدئة ووقف إطلاق النار. ومن المقرر أن تعقد لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي، بعد غد الأربعاء اجتماعا طارئا بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بحضور رئيس البرلمان أحمد الجروان، لبحث تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وتصاعد العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي عليه. وقال بيان صادر عن البرلمان العربي مساء أمس، إن الاجتماع الذي يرأسه رئيس اللجنة سالم المعشني سيبحث تفاصيل الوضع الحالي في قطاع غزة، وسبل وقف هذا العدوان، وكذلك وقف الاستباحة والاعتداءات بالضفة الغربية. وكان رئيس البرلمان العربي قد أصدر بيانا في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة دعا فيه إلى تدخل الشرعية الدولية، خاصة شرعية مجلس الأمن الدولي وردع سياسات إسرائيل الإجرامية تجاه الفلسطينيين.. محذرا من أن أي تدخل عسكري إسرائيلي في الأرض الفلسطينية يعتبر جريمة دولية لا يجب السكوت عنها. كما وجه رئيس البرلمان العربي رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طالبه فيها والمجتمع الدولي بسرعة التحرك لإيقاف اعتداءات إسرائيل المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة. من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو عدوان على الشعوب العربية مجتمعة، لأن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية الأولى في العالم العربي. وشدد العربي في بيان له، عشية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، على أن ما تقوم به إسرائيل يتعارض مع كافة قواعد القانون الدولي الإنساني، وتمثل جرائم حرب لا تسقط بالتقادم ويجب أن يقدم من يقترف هذه الجرائم إلى العدالة الدولية. وقال إن المطلوب من المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن أن يقوم بتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وأن يعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لغزة ولجميع الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967. من جهتها جددت تيارات وجمعيات وقوى وأحزاب لبنانية اليوم الاثنين تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ونددت بالعدوان المتصاعد على قطاع غزة، وطالبت المجتمع الدولي بتأمين الحماية لشعبنا الأعزل في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية. على الصعيد الدولي أدان الاتحاد الأوروبي القصف العشوائي التي تنفذه إسرائيل ضد قطاع غزة.. معربًا عن أسفه لسقوط أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين نتيجة هذا القصف . وقالت المتحدثة باسم قسم العمل الخارجي الأوروبي مايا كوسيانتش في بروكسل إن الاتحاد يتابع بقلق كبير تطورات الموقف على الأرض ويذكر بضرورة حماية المدنيين ويعتبرها مسألة مهمة. وأضافت كوسيانتش إن الاتحاد يبذل جهودًا مع شركائه للتوصل لوقف لإطلاق النار كما أن هناك اتصالات تجري بين الدول الأوروبية لتحديد موقف مشترك وطرح الموضوع خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الأوروبيين. ودعت كل الإطراف إلى ضبط النفس والامتناع عن التصعيد والالتزام بالتهدئة. وفي العاصمة الأسبانية مدريد ناقش وفد من السفراء العرب المعتمدين، الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة مع سكرتير الدولة للشؤون الخارجية الاسباني جونزدو ديبينتو. ونقل الوفد الذي ضم سفراء كل من /فلسطين والجزائر واليمن ولبنان/ الغضب العربي على الاعتداءات الإسرائيلية وما تسبب فيه من ضحايا في قطاع غزة بما في ذلك الأطفال والمرضى. وأكد الوفد على ضرورة مساندة أسبانيا والاتحاد الأوروبي للجهود العربية لوقف هذا العدوان، وعدم إعطاء أي مبررات له. من جهته عبر المسئول الاسباني عن قلق بلاده مما يحدث ومن الوضع الإنساني المتدهور وحرصها على سرعة وقف النار والعودة إلى المفاوضات وتفادي المزيد من التوتر والعنف في المنطقة لاسيما في ضوء التأثير السلبي الذي يترتب على استمرار هذا النزاع دون تسوية على مجمل الأوضاع في المنطقة.. مشيراً إلى أن الأمر سيخضع إلى مناقشة أوروبية في مجلس وزراء الخارجية المقبل في وقت لاحق من هذا الشهر. فيما شهدت العاصمة الأسترالية كانبرا تظاهرة أمام البرلماني الفدرالي، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نظمتها البعثة العامة لفلسطين في أستراليا، بالتعاون مع حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني، والجالية الفلسطينية. تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة قد نظمتها العديد من حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني والجالية الفلسطينية بالتعاون الوثيق مع البعثة العامة لفلسطين في استراليا. وندد المتحدثون بالعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزة، ودعوا إلى استئناف المفاوضات السلمية على أساس من مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، كما دعوا استراليا إلى التحرك السريع لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.