حذر تقرير اممي من التغيرات المناخية السلبية التي تهدد امكانيات توفير المياه والمحاصيل للاجيال القادمة في قارة افريقيا .. داعياً الى استغلال المشاريع البيئية التي تعالج تبعات التغيرات المناخية السلبية للمساعدة في تحسين امكانيات القارة الزراعية والاقتصادية. وذكر التقرير الصادر عن برنامج الاممالمتحدة للبيئة اليوم الجمعة، ان تلك التغيرات تهدد سكان القارة الذي من المتوقع ان يتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050م، ليصل الى ملياري نسمة اغلبهم يعتمدون في معيشتهم بشكل كبير على الزراعة. واوضح التقرير ان النتائج الايجابية للمشروعات البيئية، ستطال العديد من المجالات مثل الحفاظ على الصحة العامة وتوفير موارد رزق جديدة والحفاظ على موارد المياه الطبيعية وتنميتها ما يساعد في عملية التنمية في افريقيا. من جانبه اكد الأمين العام لبرنامج الاممالمتحدة للبيئة اخيم شتاينر، اهمية التقرير بهدف التعامل مع حقيقة ان 94 في المائة من الزراعة في افريقيا تعتمد على مياه الأمطار المعرضة للانخفاض مستقبلاً بسبب التأثيرات والتغيرات المناخية السلبية، وان ذلك سيقلص من انتاجية المحاصيل الزراعية في بعض أجزاء القارة بنسب تتراوح بين 15 و 20 بالمائة. وحذر من التداعيات الخطيرة على الدول الأكثر ضعفاً في أفريقيا، اذا لم يتم التعامل بجدية مع هذه المشاكل عن طريق العديد من المشاريع التي نفذ العديد منها في القارة. واشار الى نجاح هذه المشاريع من خلال تعاملها مع التغيرات المناخة السلبية، وتقديمها حلولاً منخفضة التكاليف من خلال زيادة كفاءة استخدام رأس المال الطبيعي وزيادة خلق فرص العمل وزيادة دخل الأسر. واضاف شتاينر الى ان دمج استراتيجيات التكيف مع تغير المناخ في السياسات الإنمائية الوطنية يساعد الحكومات في توفير سبل للانتقال إلى النمو الصديق للبيئة والمعروف ب /النمو الأخضر/ وحماية سبل المعيشة لمئات الملايين من الأفارقة. ويتناول التقرير في جزأه الاول الآثار الحالية والمستقبلية المتوقعة للتغيرات المناخية السلبية على سبل العيش والزراعة وصحة الإنسان والنظم البيئية في أفريقيا بتفاصيل دقيقة ورسومات بيانية واحصائيات تهم الحكومات وصناع القرار السياسي والاقتصادي. ويركز الجزء الثاني والاخير من التقرير على وضع التصورات لكيفية تعامل الدول الافريقية المنخفضة الدخل مع إجراءات التكيف مع التغيرات السلبية للمناخ بما يمكن من تحسين صحة النظم البيئية وبناء قدرات المجتمع المحلي على نحو مستدام بما يضمن تحسين الانتاجية الزراعية وترشيد استهلاك المياه. كما ويشير التقرير الى بعض المشروعات التي كان لها نتائج ايجابية في الحفاظ على البيئة وتوفير فرص عمل في بعض البلدان الافريقية .