انهارت المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء بعد أن خرق الاحتلال الإسرائيلي التهدئة المؤقتة بشنه عدوان جديد على قطاع غزة لينهي عشرة أيام من الهدوء النسبي منذ عدوانه في الثامن من يوليو الماضي بذريعة وقف اطلاق الصواريخ من القطاع. واستؤنفت الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة قبل انتهاء مهلة التهدئة ببضع ساعات التي كانت مددت الاثنين ل24 ساعة على أن تنتىهي منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء (21:00 بتوقيت غرينيتش) . وكعادتها في إفشال المحادثات وإحراج الوسطاء عندما لا تلبى مطالبها،اتهمت إسرائيل الناشطين في غزة بخرق الهدنة باطلاق صواريخ واستدعت بعد ذلك مفاوضيها من محادثات الهدنة في القاهر أمس الثلاثاء قبل ثماني ساعات من موعد نهايتها. وفي وقت لاحق انسحب المفاوضون الفلسطينيون من المحادثات والقوا بمسؤولية فشلها على الإسرائيليين. وقال رئيس وفد التفاوض الفلسطيني عزام الاحمد "كان هناك قرار مبيت بإفشال المفاوضات وبانهيار التهدئة من الجانب الاسرائيلى." من جهته أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خرق الهدنة وقال في بيان إنه يشعر "بخيبة أمل كبيرة لعودة الأعمال العدائية" وحث الجانبين على عدم السماح بتفاقم الأمور. وبذل الوسطاء المصريون جهود حثيثة لإنهاء العدوان على غزة والتوصل لاتفاق يمهد الطريق أمام دخول مواد اعادة الاعمار إلى القطاع بعد تدمير آلاف المنازل . ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وان تخفف مصر القيود الامنية على الحدود،فيما تطلب إسرائيل نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في القطاع. وقال مسؤول فلسطيني كبير في غزة إن النقاط الشائكة في المحادثات هي مطالبة حماس بتشييد ميناء ومطار بينما تريد إسرائيل مناقشة الأمر في وقت لاحق. ويقول الفلسطينيون إن نزع سلاح المقاومة ليس خيارا مطروحا وأن النضال حق مشروع للشعوب حتى ينتهي الاحتلال. وفي السياق نفسه حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، اسرائيل مسؤولية انهيار المفاوضات غير المباشرة وكسر الهدنة مع الجانب الفلسطيني فيما يخص تحقيق التهدئة في قطاع غزة . وقال العربي في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل مغادرته القاهرة اليوم الأربعاء، متوجها إلى جنيف للمشاركة ضمن الوفد الوزاري العربي المتواجد في سويسرا إن "الجامعة العربية ترغب في الوصول الى الهدنة الدائمة في أقرب وقت ممكن حتى يمكن البحث في الخطوات المستقبلية الواجب اتخاذها لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية والعربية المحتلة وهو الهدف الذي تسعى إليه الجامعة". وأضاف أن الوفد الوزاري العربي يسعى خلال زيارته إلى سويسرا لتطبيق الفقرة الحادية عشرة من قرار وزراء الخارجية العرب الصادر في 14 يوليو الماضي الذي يطالب بالاتصال بالحكومة السويسرية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتنفيذ اتفاقية جنيف الرابعة بشأن توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين خلال الحروب . وأشار العربي إلى أن هذا الاتصال بالحكومة السويسرية يأتي بناء على خطاب الرئيس محمود عباس الذي وجهه إلى الاتحاد السويسري وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لتوفير الحماية للشعب والأرض الفلسطينية . وأوضح أن الوفد الوزاري العربي سيجري محادثات مع المسؤولين في الاتحاد السويسري باعتبار أن سويسرا هي الدولة المودعة لاتفاقيات جنيف الأربع الخاصة بحماية المدنيين وقت النزاعات المسلحة، وإجراء محادثات مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر . وشن الطيران الحربي الإسرائيلي الثلاثاء غارات جوية مكثفة على قطاع غزة تحت ذريعة اطلاق صواريخ من القطاع . وذكرت مصادر فلسطينية ان زوجة محمد الضيف قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) وابنه الرضيع استشهدا في قصف اسرائيلي على احد المنازل في القطاع. وقالت حماس اليوم الأربعاء إن العدوان الإسرائيلي الأخير هو محاولة لاغتيال محمد الضيف بعد انهيار الهدنة. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه شن 60 غارة جوية على قطاع غزة منذ استئناف عدوانه أمس الثلاثاء وإن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 80 صاروخا أسقطت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية بعضها. وقالت حماس إن قصفا إسرائيليا لمنزل في مدينة غزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء كان محاولة لاغتيال الضيف. وانتشلت ثلاث جثث من تحت الأنقاض. وقال مسؤولون في القطاع الطبي إن الجثث كانت لزوجة الضيف وابنه الرضيع البالغ من العمر سبعة أشهر وشاب في العشرين من العمر. وبلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أمس الثلاثاء، 22 شهيداً وعشرات الجرحى ،ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من يوليو الماضي إلى 2039 شهيداً ونحو 10300 جريح بحسب المصادر الفلسطينية.