يبدو أن المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة "5+1" ما زالت تراوح مكانها في ظل غياب أي مؤشّرات على اقتراب التوصل حل للأزمة النووية، لعلّ أبرزها إعلان الإدارة الأمريكية أن مواقف الجانبين لا تزال متباعدة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول برنامج طهران النووي. وصرح مسؤول أمريكي كبير في نيويورك الجمعة "أن التباعد ما زال كبيرا" وهناك نقاط للاتفاق ومن الصعب جدا جدا إنهاؤها". وذكر المسؤول الأمريكي الذي تحدث في ختام آخر اجتماع ثلاثي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف وكاترين آشتون بأنه لم يبق سوى "ثمانية أسابيع" قبل الموعد النهائي في 24 نوفمبر المحدد لتوقيع اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وشهدت المدة الأخيرة محادثات مكثفة بين طهران ومجموعة "5+1" (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في نيويورك برعاية كاترين آشتون من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي. وموازاة مع ذلك قال دبلوماسيون إيرانيون وغربيون مقربون من المفاوضات النووية الجمعة إن إيران والقوى الست العالمية لم تحقق تقدما يذكر في تجاوز الخلافات الكبرى في أحدث جولة من المحادثات النووية بما في ذلك ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. وقال دبلوماسي غربي للصحفيين مشترطا عدم ذكر اسمه "لا نزال مختلفين بشدة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية. فيما يتعلق بالتخصيب فلم نصل له بعد. فيما يتعلق بالعقوبات فلم نصل لها بعد." وأضاف أن إيران والقوى الست سيتجمعون مرة أخرى على الأرجح في الأسابيع المقبلة لكن لم يتحدد زمان ومكان لذلك. وقدم مسؤول إيراني بارز تقييما مماثلا عن المحادثات التي تجرى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال "رغم المحادثات والاجتماعات التي استمرت لساعات فلم يتحقق تقدم على طريق تجاوز الخلافات الرئيسية وفي المقابل قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الجمعة إنه يجب اتخاذ "قرارات شجاعة" من أجل التوصل لاتفاق نووي طويل الأجل وإن أي اتفاق بدون رفع العقوبات المفروضة على طهران بالكامل "غير مقبول". وفي حديثه للصحفيين في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إن التقدم الذي تحقق في الجولة الأخيرة للمحادثات النووية مع القوى الست "بطيء للغاية". وأضاف "علينا أن نتطلع للمستقبل وأن نتخذ قرارات شجاعة في مواجهة هذه المشكلة... لن تتخلى إيران أبدا عن حقها القانوني في القيام بأنشطة نووية مدنية. سيستمر تخصيب اليورانيوم على ترابنا." وتابع روحاني "لا بد من رفع العقوبات تماما وكلية وأي اتفاق لا يتضمن ذلك غير مقبول بالنسبة لإيران. هذا الاتفاق سيفيد إيران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) ولصالح استقرار المنطقة. من جهته قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الخميس إن القوى الست العالمية لم تكن قريبة في أي وقت مضى من ابرام اتفاق مع إيران مثل الان لانهاء النزاع النووي بشكل حاسم. لكن شتاينماير أوضح أن المرحلةالنهائية من المفاوضات ستكون الأصعب. وقال شتاينماير للصحفيين بعد اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة "لم نكن قريبين في أي وقت مضى من ابرام اتفاق مثل الأن. لكن الواقع هو ان المرحلة النهائية من المحادثات الراهنة هي الأصعب على الأرجح." وأضاف "حان الوقت لانهاء هذا الصراع. آمل ان تدرك إيران وتشعر ان انهيار المحادثات الان غير مقبول...بالنظر إلى الوضع في العالم والوضع في الشرق الأوسط وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة إن إيران والدول الست الكبرى اختتمت محادثات نووية استمرت أسبوعا دون التوصل لتفاهم بشأن كل القضايا الرئيسية. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه "ليس لدينا تفاهم بشأن كل القضايا الرئيسية لدينا بعض التفاهمات التي تساعد على تحريك هذه العملية قدما للأمام ولدينا عدد كبير من التفاصيل مازال يتعين مناقشتها...مازال لدينا بعض التفاهمات الصعبة جدا جدا التي لم نتوصل إليها بعد وعلى الجميع إن يتخذ قرارات صعبة ومازلنا نتطلع لايران لاتخاذ بعض من القرارات الضرورية للتوصل إلى اتفاق شامل".