يأمل الليبيون ان تتيح مبادرة الجزائر إلى إيجاد حل سلمي في ليبيا يجنب البلاد حالة الفوضى التي وصلت إلى ذروتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، ما ينذر بإحتمال انزلاق البلاد إلى حرب أهلية . وأطلقت الجزائر مبادرة حوار جديدة بين الفرقاء في ليبيا لمساعدة الليبيين على لم الشمل وتعزيز مؤسسات الدولة، بانتهاج خيار السلم والمصالحة الوطنية. وصرح وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال الاجتماع رفيع المستوى حول ليبيا على هامش انعقاد الدورة ال 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك، أن الرئيس بوتفليقة تلقى عديد الطلبات من مختلف الشخصيات والقوى السياسية من ليبيا الشقيقة، قصد المساعدة وقرر إطلاق مبادرة ترمي إلى مباشرة حوار وطني شامل في ليبيا من شأنه أن يفضي إلى المصالحة الوطنية وتعزيز المؤسسات الليبية". وقال وزير الشؤون الخارجية إن الجزائر مستعدة باعتبارها دولة مجاورة على مساعدة ليبيا على انتهاج طريق السلم و إعادة بناء مؤسساتها، "باعتبارنا جيران". وأضاف "نتمنى أن يخرج أشقائنا الليبيين أقوياء من هذه المحنة و بالنسبة لنا فإن ليبيا تمر بمرحلة صعبة من تاريخها، ولا يتعلق الأمر بالتأكيد بدولة بصدد الانهيار بل بدولة تواجه صعوبات ولديها ما يكفي من الحكمة والكفاءات والموارد لاجتيازها". ولم تنقطع المشاورات بين الجزائر وليبيا، وتجري حاليا مشاورات، وفي هذا الصدد وجهت الجزائر دعوة لغرفة النواب في ليبيا من أجل إرسال وفد عنها إلى الجزائر الأيام القادمة. ووفقا لما أكده وزير الخارجية رمطان لعمامرة، فقد كلفت الجزائر بتنسيق لجنة الدفاع والأمن لمجموعة دول جوار ليبي، وبموجب هذا التكليف، ستشرف الجزائر على عدد من المشاورات من شأنها فتح صفحة جديدة في تاريخ ليبيا. وأنشئت في 27 مايو الماضي مجموعة دول جوار ليبيا، ولعبت الجزائر دورا مهما في هذه المجموعة، التي ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، وتسعى لأن يكون الحل نابع من عمق الشعب الليبي. وأكد المبعوث الإيطالي الخاص من أجل ليبيا جيوسيبي بوتشينو غريمالدي بالجزائر أن ايطاليا تدعم مبادرة الجزائر" من أجل إيجاد حل سلمي في ليبيا" . ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن جيوسيبي قوله "إننا ندعم المبادرة و الموقف الجزائريين وكذا الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل في ليبيا". وأضافت الوكالة أن جيوسيبي أبرز أهمية مبادرة الجزائر .. مشيرا إلى أنها تأتي لتعزز مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام الأممي برناردو ليون الذي يعمل لصالح إيجاد حل في ليبيا . وأكد المسؤول الايطالي أن الجزائر و بلاده جد منشغلتان بالوضع في ليبيا ، وذلك لاسباب مختلفة لاسيما لان الاستقرار في ليبيا يعني ايضا الاستقرار في الجزائر و في ايطاليا . ويتمثل موقف الجزائر في – مبادرة الدول المجاورة لليبيا – في رفض كل تدخل أجنبي في ليبيا وتشجيع الحوار الشامل الذي يسمح بالتوصل الى حل سياسي يسمح بعودة الاستقرار و السلم الى ليبيا. من جانبه أعرب المنسق المقيم للأمم المتحدة في ليبيا اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن قلقه إزاء تأثير الصراع القائم في ليبيا على المدنيين . ونقلت بعثة الأممالمتحدة للدعم في طرابلس بيان صحفي عن ولد الشيخ قوله ( تشردت عشرات الآلاف من الأسر نتيجة للقتال الدائر في طرابلس وبنغازي، الكثير منهم الآن في ضيافة المجتمعات المحلية، وقد أدى ذلك إلى أعباء إضافية على الأسر والخدمات العامة بما فيها الخدمات الطبية في غرب وشرق البلاد) . كما أعرب عن قلقه بوجه خاص حيال تقارير عن النقص الحاد في الغذاء والوقود والكهرباء والاحتياطات النقدية المتوفرة في البنوك . وقال ولد الشيخ تمكنت السلطات المحلية بدعم من وكالات الأممالمتحدة وغيرها من الشركاء المحليين والدوليين في المجال الإنساني من إيصال الإغاثة ، كما تقوم الأممالمتحدة بجهود لإيصال مساعدات إنسانية إضافية خلال الأيام القادمة.” ودعا كافة الأطراف للسماح بإيصال الدعم الإنساني بما في ذلك إنشاء ممرات آمنة الى المناطق المتضررة لمرور المدنيين وضمان توفير المساعدة الإنسانية بطريقة منصفة. وقد أدت النزاعات المسلحة إلى حدوث نتائج كارثية على النسيج الاجتماعي الليبي حيث اضطر مئات الآلاف من الليبيين للجوء إلى دول الجوار وخاصة مصر وتونس وقدرت دول الجوار الليبي والعديد من المنظمات الإنسانية أعداد اللاجئين الليبيين بأكثر من مليون شخص وهي نسبة هائلة بالنسبة لعدد سكان هذا البلد. واعتبر عضو اللجنة الليبية لحقوق الإنسان الناشط الحقوقي أحمد عبد الحكيم في لقاء مع وسائل إعلام ليبية أن هناك حوالي نصف مليون ليبي في تونس وتبدو ظروفهم المعيشية صعبة ومؤسفة نتيجة فرض وضع اللجوء القسري عليهم من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة في ليبيا.