بعد ممانعات وخلافات داخل الكتل السياسية العراقية، في ما بينها، وفشل جلسة تصويت سابقة، وافق البرلمان أمس على تعيين 6 وزراء بينهم وزيري الدفاع والداخلية الذين بقي منصبيهما شاغراً لأكثر من 4 سنوات، فضلا عن تعيين نائب رئيس الوزراء. وعقد مجلس النواب العراقي أمس جلسته 22 من الفصل التشريعي الأول للسنة التشريعية الأولى برئاسة سليم الجبوري وحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي للتصويت على حقائب الحكومة الشاغرة وأداء الوزراء الأكراد اليمين الدستورية. ووافق المجلس في تصويت خلال الجلسة على تعيين محمد سالم الغبان مرشح كتلة بدر داخل التحالف الوطني وزيراً للداخلية وخالد العبيدي وزيراً للدفاع مرشحاً عن تحالف القوى الوطنية. وحصل الغبان على 197 صوتاً، بينما نال العبيدي 173 صوتاً من أصل 233 نائباً حضروا الجلسة. وتبلغ عدد مقاعد المجلس 328. وتضع هذه الخطوة حداً للتباينات التي حالت لأكثر من شهر دون تعيين وزيري الدفاع والداخلية، وهما المنصبان اللذان كانا يداران بالوكالة طوال الأعوام الأربعة الماضية خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. والغبان (53 عاماً) نائب في البرلمان عن كتلة بدر التي يتزعمها هادي العامري الوزير السابق وقائد "منظمة بدر". وانضم منذ العام 1977 إلى المعارضة العراقية ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين، واعتقل في 1979، قبل أن يغادر إلى إيران العام 1981. ويحمل شهادة بكالوريوس في الأداب من جامعة طهران، وشهادة ماجستير من لندن. أما العبيدي (55 عاماً)، فكان ضابط أركان في القوات الجوية إبان حكم صدام. وهو من مواليد محافظة نينوى في شمالي البلاد.... واستاذ جامعي يحمل شهادتي ماجستير في الهندسة والعلوم العسكرية، ودكتوراه في العلوم السياسية. ويعد العبيدي مرشح ائتلاف (متحدون) وهو مقرب من رئيس البرلمان السابق اسامة النجيفي وكان المستشار الأمني لمحافظ نينوى حتى سقوطها بيد تنظيم داعش. وفي الجلسة ذاتها، منح مجلس النواب ثقته لمرشح التحالف الوطني (عن ائتلاف دولة القانون) عادل الشرشاب وزيراً للسياحة بواقع 217 صوتاً، فيما حصلت مرشحة التحالف الكردستاني بيان نوري على ثقة البرلمان كوزيرة للمرأة بعد أن منحها 194 صوتاً. ونال روز نوري شاويس، من التحالف الكردستاني، 165 صوتاً وبات نائب رئيس الوزراء، في حين حصل هوشيار زيباري، وزير الخارجية السابق، 167 صوتاً وأصبح وزيراً للمالية. وعيّن جاسم محمد علي وزيراً للهجرة والمهجرين ونال 177 صوتاً، فيما عُيّن فرياد راوندزي لحقيبة الثقافة وسامان عبدالله سعيد وزير دولة. كذلك، أدى الوزراء الأكراد اليمين الدستورية داخل المجلس. ورحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري استكمال تشكيل الحكومة العراقية، وهو الشرط الذي اعتبرته الإدارة الأميركية ضروريا لنجاح الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش. وقال كيري في تصريح من مدينة بوسطن في شمال شرق البلاد حيث كان يستقبل وزير الخارجية الصيني السابق ومستشار الدولة الصينية يانغ جيشي "انهما منصبان حاسمان في إطار الجهود التي تبذل ضد تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف كيري "نحن مرتاحون جدا. نهنىء رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي ونأمل العمل معه بأسرع وقت" في إطار التحالف الدولي القائم لمحاربة داعش. ومن جانبها هنأت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي، الشعب العراقي، والأعضاء الجدد في الحكومة العراقية، وذلك في بيان صدر عنها . وتابعت المسؤولة الأمريكية قائلة ان الانتخابات التي شهدها البرلمان العراقي لاختيار الوزراء الجدد، خطوة مهمة من أجل الحملة طويلة الأجل لإلحاق الهزيمة بداعش، ومهمة أيضا من أجل تحقيق الاستقرار في العراق، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية "تنتظر تعزيز الشراكة مع حكومة العبادي، والشعب العراقي، ونأمل في العمل معا في بعض المجالات في إطار الاتفاقية الإطارية الاستيراتيجية، والتي تشمل التعاون الأمني والاقتصادي والثقافي والتعليمي".