طالب الجيش الليبي أمس الأحد سكان حي الصابري في مدينة بنغازي بإخلائه تمهيدا لعملية عسكرية ضد مسلحين يتحصنون فيه،في حين قتل 6 أشخاص في المعارك الدائرة في المدينة بين قوات الجيش ومسلحين متشددين، ما يرفع عدد قتلى العمليات العسكرية في المدينة الى 230. وقال المتحدث باسم هيئة أركان القوات المسلحة أحمد المسماري إن"رئيس الاركان يطلب من جميع سكان حي الصابري مغادرته بحلول الساعة منتصف النهار من اليوم الاثنين". وأكد المسماري أن الجيش غير مسؤول عن حياة من يرفضون الخروج من الحي الذي يعتبر من أهم المناطق التجارية في بنغازي ويوجد به الميناء البحري الذي تصل إليه واردات القمح والبنزين. وقتل ما لا يقل عن 230 شخصا منذ شن الجيش تسانده قوات موالية للواء السابق خليفة حفتر هجوما على الجماعات المسلحة في بنغازي الواقعة بشرق البلاد في اطار الفوضى التي انزلق اليها البلد المنتج للنفط قبل ثلاث سنوات بعد الاطاحة بمعمر القذافي. واعلن الجيش انه استعاد بضع ثكنات في بنغازي كان مسلحون قد سيطروا عليها في اغسطس الماضي رغم ان القتال مستمر في اجزاء اخرى من المدينة. والسبت حقق الجيش الليبي بمسانده مسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر تقدما كبيرا في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا على مليشيا الجماعات المسلحة. وأوضحت مصادر عسكرية أن "قوات الجيش وقوات اللواء حفتر تتقدم بشكل كبير على المحور الجنوبي الشرقي للمدينة بعد سيطرتها بالكامل على منطقة بنينا حيث يقع مطار مدينة بنغازي". وقال محمد الحجازي المتحدث باسم عملية الكرامة التي أطلقها اللواء حفتر في 16 مايو ضد الجماعات المسلحة في تصريح الى تلفزيون الكرامة ، ان الجيش وقوات حفتر حققت تقدما كبيرا السبت على الجماعات المسلحة في بنغازي وباتت تسيطر "على أكثر من 90 في المئة" من مساحة هذه المدينة. وشنت مقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر الجمعة والسبت عدة غارات جوية على مناطق الصابري والليثي والقوارشة غرب بنغازي حيث يتمركز عناصر مليشيا الجماعات المسلحة. ومنذ صباح الخميس، تدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي وخصوصا في حي الصابري. ويخوض الجيش النظامي مع الموالين للواء حفتر منذ منتصف الشهر الماضي حرب شوارع طاحنة واشتباكات عنيفة في بنغازي مع المسلحين لاستعادة السيطرة على المدينة التي سقطت في أيدي المسلحين في يوليو الماضي. واوقعت المعارك خلال الساعات ال24 الماضية نحو 36 قتيلا بحسب مصادر طبية وعسكرية.ومنذ اندلاع المعارك في بنغازي في منتصف أكتوبر الماضي قتل نحو 254 شخصا. ومن ناحية اخرى أخلت جمعية الهلال الاحمر المستشفى الرئيسي للولادة في بنغازي لأن الاطباء والممرضات يجدون صعوبة في الوصول اليه للعمل بسبب القتال في محيط المستشفى. وقالت السلطات الطبية ان ستة اشخاص اخرين قتلوا يوم أمس الاحد ليرتفع اجمالي عدد القتلى منذ بداية هجوم الجيش الي 230 . وليبيا منقسمة بين فصائل قبلية وسياسية متنافسة في وجود حكومتين تتصارعان على الشرعية منذ ان استولت جماعة مسلحة من مدينة مصراته الغربية على طرابلس في اغسطس الماضي وهو ما أجبر رئيس الوزراء المعترف به دوليا عبد الله الثني على الانتقال الي الشرق. والوضع في بنغازي ومناطق اخرى من ليبيا مائع مع عدم قدرة القوات الحكومية على السيطرة على الميليشيات. وتدعم القوات الموالية للواء السابق حفتر الجيش في بنغازي ولديها طائرات من سلاح الجو الليبي المتقادم رغم ان خصومه يقولون انه يحصل ايضا على دعم جوي من مصر القلقة من امتداد نشاط المتشددين. وينفي حفتر هذا.