دعت الحكومة الليبية المؤقتة الاسرة الدولية إلى تحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بحماية المدنيين في البلاد في الوقت الذي دفع الجيش الليبي بتعزيزات عسكرية الى ما يعرف بمنطقة الهلال أغنى مناطق البلاد بالنفط للتصدى لقوات ميليشيات "فجر ليبيا" التي تحاول الاستيلاء على المنطقة. وقالت الحكومة الليبية المؤقتة فى بيان "تتابع الحكومة الليبية الموقتة لليوم السادس على التوالى محاولات (فجر ليبيا) الساعية لاحتلال الموانئ النفطية" مثمنة دور الجيش الليبى وجهاز حرس المنشآت النفطية فى الدفاع عن حقول وموانئ النفط، وصد الهجمات المتتالية لتلك الميليشيات - حسب البيان -. وأضاف البيان "تؤكد الحكومة أن زحف قوات فجر ليبيا باتجاه الشرق يستهدف بالدرجة الأولى فك الحصار عن المجموعات الإرهابية ك(أنصار الشريعة) والمناصرين لها فى بنغازى ودرنة، بعد تلقيها ضربات موجعة على أيدى قوات الجيش الليبى وأبناء الوطن المساندين الجيش، حيث تهدف تلك الميليشيات إلى مد المجموعات الإرهابية المحاصرة فى بنغازى ودرنة بالسلاح والذخائر والعناصرالإرهابية الفارة من ضربات الجيش غرب البلاد، خاصة بعد اقتراب ساعة الحسم فى مدينة طرابلس". وأعربت الحكومة عن خشيتها من تنفيذ تلك "الميليشيات" ضربات انتقامية ضد السكان المدنيين وقوى المجتمع المدنى التى ناصرت عمليات الجيش ضدها. وفي الشأن الميداني قال مسؤول عسكري إن رئاسة الأركان العامة للجيش أرسلت 16 عربة مدرعة جديدة إلى منطقة ما يعرف بالهلال النفطي. وأضاف أن سيارات إسعاف مصفحة من ذوات الدفع الرباعي سيتم إرسالها إلى تلك المنطقة بعد أن تصل البلاد خلال أيام نتيجة لاستهداف سيارات الإسعاف والمسعفين في الاشتباكات. فيما، أعلن قائد سلاح الجو، العميد صقر الجروشي، أن طائرتين من طراز "سوخوي 24" - وهي طائرة استراتيجية مقاتلة بعيدة المدى - انضمتا لأسطول سلاح الجو وحطتا في مطار رأس لانوف النفطي لتكونا قريبتين. وقال الجروشي إن هاتين المقاتلتين بقيتا من عهد نظام الرئيس السابق معمر القذافي وتمت صيانتهما وتجهيزهما للقتال مؤخرا بعد تجريبهما، مؤكدا حصول الجيش على مساعدات لوجستية في عمليات الاستطلاع الجوي والإحداثيات في عمليات الدفاع الجوي. يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه قادة الجيش على رأس وحدات مشاة و30 آلية عسكرية إلى منطقة الهلال النفطي، مصحوبين بآليات عسكرية وأفراد لدعم الجبهة القتالية في المنطقة. وضمت الوحدات العسكرية التي اتجهت من بنغازي شرقا إلى بن جواد غربا (130 كلم شرق سرت) آمر القوات الخاصة "الصاعقة" للجيش الليبي العقيد ونيس بوخمادة، وآمر اللواء 204 دبابات العقيد المهدي البرغثي إضافة إلى رئيس التحريات في القوات الخاصة فضل الحاسي، وسالم النايلي القائد الميداني لطلائع الكتيبة 21 صاعقة. وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضي باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية" قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته). وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازيوطرابلس) تحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا. وتسببت الهجمات التي شنتها ميليشيات فجر ليبيا منذ السبت قبل الماضي في تراجع الإنتاج النفطي الليبي إلى نحو 250 ألف برميل مقابل 800 ألف برميل قبل الأزمة، وذلك في ظل تراجع أسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية ما تسبب في عجز للموازنة العامة للدولة بمليارات من الدولارات. وأكد مسؤول عسكري ان "هذه التعزيزات تأتي لحسم الصراع في تلك المنطقة حفاظا على قوت الشعب الليبي التي تنوي هذه المليشيات تدميره أو السيطرة عليه وتمويل الانشطة الارهابية في المنطقة والعالم"، على حد قوله. وذكرت وسائل اعلام محلية موالية لفجر ليبيا أن إحدى محطات الكهرباء البخارية في سرت تعرضت إلى قصف جوي من قبل سلاح الجو في الجيش الليبي. الى ذلك ، أعلن سلاح الجو في الجيش الليبي انه شن منذ مطلع الأسبوع الماضي نحو 50 غارة جوية على مواقع وأهداف لمليشيات فجر ليبيا. ونقلت صحيفة (الوسط) المحلية عن مسؤول عسكري قوله إن 20 غارة لطائرات (ميغ 21) إضافة إلى 30 غارة أخرى نفذتها المقاتلة العمودية (مي 24) من بينها 23 طلعة قصفت خلالها خطوط التماس في بن جواد، وفي مدينة سرت وضواحيها على طول خط امداد مسلحي فجر ليبيا وأماكن تمركزها واضاف ان طائرات قصفت المقاتلين الذين كانوا يتقدمون على بعد نحو 40 كيلومترا الى الغرب من السدر وداخل سرت ايضا. وقال أن الطائرات قصفت أهدافا عسكرية لكن اسماعيل الشكري المتحدث باسم الجماعة المنافسة قال إن أهدافا مدنية قصفت في سرت. ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية. وتخشى القوى الغربية من أن يؤدي الصراع الى تفكيك ليبيا عضو منظمة أوبك. وكانت الأممالمتحدة تعتزم إطلاق جولة جديدة من المحادثات لنزع فتيل الأزمة الأسبوع الماضي لكن الاشتباكات الأخيرة أجلت المفاوضات. وقالت الأممالمتحدة يوم الأربعاء الماضي إن موعد ومكان الاجتماع لم يتضح بعد.