دعت الصين اليوم الثلاثاء جميع الاطراف الى تفادي تصعيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية في الوقت الذي اعلن فيه مجلس الأمن انه سيناقش سجل كوريا الشمالية في مجال حقوق الإنسان . وقال بيان نشر على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الصينية ان السفير ليو جيه يي مندوب الصين الدائم لدى الاممالمتحدة دعا ايضا الى الهدوء وضبط النفس. وتأتي هذه التعليقات بعد ان قرر مجلس الامن الدولي امس تجاوز إعتراضات الصين وان يدرج رسميا مزاعم عن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في كوريا الشمالية في جدول اعمال المجلس. وصوت أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالموافقة على تجاوز اعتراضات الصين وإضافة الوضع في كوريا الشمالية بما في ذلك مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان إلى جدول أعمال المجلس رسميا. وأيد الإجراء 11 عضوا وعارضه عضوان وامتنع عضوان أيضا عن التصويت. وصوتت روسياوالصين ولديهما حق النقض (الفيتو) ضد إدراج كوريا الشمالية على جدول أعمال المجلس لكن لا يمكن استخدام الفيتو في عمليات التصويت الإجرائية بالمجلس لذا باءت المحاولة الصينية لوقف الإجراء بالفشل. وتأتي هذه المناقشة بعد يوم من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لمصلحة إحالة كوريا الشمالية إلى المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأفادت تقارير أن كوريا الشمالية تعاني الآن من انقطاع واسع النطاق في خدمات الانترنت. وهذه هي المرة الأولى التي يناقش فيها مجلس الأمن الدولي سجل حقوق الإنسان في كوريا الشمالية. وأفاد تحقيق للجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة في فبراير إن المواطنين الكوريين الشماليين يواجهون "أعمالا وحشية لا توصف" وبضمنها "التجويع المتعمد والسخرة (العمالة الإجبارية) والإعدامات والتعذيب" والاضطهاد السياسي. في المقابل رفض دبلوماسي كوري شمالي قرار مجلس الامن بتجاوز اعتراضات الصين وإدراج مزاعم عن انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في كوريا الشمالية رسميا الى جدول اعمال المجلس. وإتهم كيم سونج الولاياتالمتحدة بإثارة المسألة كسلاح سياسي للضغط على كوريا الشمالية. وقال ان قرارا بشأن رد بلاده على قرار مجلس الامن سيصدر في العاصمة الكورية الشمالية بيونجيانج. وأبلغ الدبلوماسي "نرفض رفضا تاما قرار إحالة سجل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) لحقوق الانسان الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة. و لا تحضر كوريا الشمالية اجتماع مجلس الأمن الدولي. وقال مندوب كوريا الشمالية كيم سونغ "لا نستطيع الإعتراف باجتماع مجلس الامن. إن تفويضه لا يتعلق بحقوق الإنسان". من جهتها رفضت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سامنثا باور دعوة بيونغيانغ لإجراء تحقيق مشترك مع الولاياتالمتحدة في الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له شركة سوني بيكتشرز. وقالت باور هذا بالضبط، السلوك الذي نتوقعه من نظام هدد باتخاذ اجراءات (مضادة لا ترحم) ضد الولاياتالمتحدة بشأن فيلم كوميدي لهوليود، وليس لدية أي تأنيب ضمير بشأن احتجاز عشرات الآلاف من الناس في ظروف مروعة". وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد صرح يوم الأحد الماضي، إن بلاده تفكر فيما إذا كانت ستدرج كوريا الشمالية على قائمة الدول الداعمة للإرهاب بعد اتهامها بشن هجوم معلوماتي على شركة سوني. وأوضح أوباما: "نحن ندرس هذه الخيارات من خلال عملية موجودة بالفعل". وأضاف: "نحن لا نطلق هذه الأحكام فقط استنادا على أخر الأخبار. بل إننا ندرس بشكل منهجي ما تم القيام به وبناء على هذه الحقائق سنتخذ هذه القرارات في المستقبل". وتتهم واشطن بيونغ يانغ بأنها وراء عملية القرصنة التي تعرضت لها شركة سوني، وأدت إلى إطلاق مجموعة رسائل إلكترونية محرجة، ودفعت مدراء الشركة إلى وقف عرض فيلم كوميدي يسخر من كوريا الشمالية بعنوان "المقابلة". وأثار الفيلم الخيالي، الذي يتحدث عن خطة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) لقتل زعيم بيونغ يانغ غضبا في كوريا الشمالية. وتأتي تصريحات أوباما بعد دعوة سناتور أميركي بارز بإعادة النظر في وضع كوريا الشمالية. وكتب روبرت مننديز من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى وزير الخارجية جون كيري الجمعة يقول إن بيونغ يانغ أرست "سابقة خطيرة" من خلال الهجمات المعلوماتية التي تمكنت من "إحداث أضرار اقتصادية كبيرة بشركة عالمية كبيرة". وكانت وزارة الخارجية ألغت إدراج كوريا الشمالية كدولة داعمة للإرهاب في أكتوبر 2008.