يجري حلف شمال الأطلسي اليوم الأحد في العاصمة الافغانية كابول مراسم للاحتفال بانتهاء المهمة القتالية لقوات المساعدة الامنية الدولية / الايساف / رسميا التي استمرت على مدى 13 عاما في البلاد . وقال مسئولون عسكريون في ايساف ان التحالف العسكري الدولي الذي يقوده حلف شمال الأطلسي (الناتو) من المقرر أن ينهي القتال الفعلي في أفغانستان ويتحول إلى مهمة التدريب وتقديم المشورة . وأضافوا إن قائد قوات إيساف الجنرال الأميركي جون كامبل سيترأس الاحتفال في مقر القوات في كابول. وسيشارك في "مهمة الدعم الحازم" الجديدة نحو 13 ألف جندي أجنبي سيعملون كمدربين ومستشارين للقوات الأفغانية بدءً من مطلع شهر يناير المقبل . وتم الإعداد للاحتفال سرا نظرا لخطر استهداف العاصمة الأفغانية من قبل حركة طالبان, واعتبارا من الأول من يناير ستحل بعثة الحلف "للتدريب والدعم" محل القوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن (إيساف) التي خسرت 3485 عسكريا منذ 2001. وفي أوج الوجود العسكري للحلف في أفغانستان في 2011، بلغ عدد الجنود الأجانب الذين يشاركون في العمليات 130 ألفا من خمسين بلدا. ورغم بقاء القوات التي تضم 12 ألفا و500 جندي أجنبي، إلا أنها لن تشارك في المعارك مباشرة، لكنها ستساعد الجيش والشرطة الأفغانيين في معركتهم ضد طالبان. وكان رئيس الحكومة الأفغانية عبد الله عبد الله قال في تصريحات سابقة إن مغادرة القوات الأجنبية لأفغانستان سابقة لأوانها، مشيرا إلى أن قوات بلاده لا تزال بحاجة إلى استمرار الدعم الجوي. وأضاف في تصريحات لصحيفة صنداي تايمز البريطانية في الثامن من الشهر الجاري أن قوات بلاده لا تزال بحاجة إلى "الدعم الجوي لإخلاء الإصابات، إضافة إلى الاستخبارات والمقاتلات السريعة". وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن جنرال بريطاني قوله إنه يتوقع إرسال المزيد من القوات والمقاتلات السريعة إلى أفغانستان العام المقبل، مشيرا إلى أن بناء قوات جوية أفغانية يحتاج إلى ثلاث سنوات، لكن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ألمح إلى أن دولا أخرى ستوفر الغطاء الجوي للقوات الأفغانية. ويذكر ان الرئيس الاميركي باراك اوباما شكر في كلمته بمناسبة عيد الميلاد الجنود الاميركيين على "خدمتهم الاستثنائية" التي اتاحت للولايات المتحدة تسليم المسؤولية الامنية في افغانستان للقوات الافغانية، على حد قوله. واضاف "نحن نخوض حربا مستمرة منذ اكثر من 13 عاما والاسبوع المقبل سننهي مهمتنا القتالية في افغانستان وستنتهي اطول حرب لنا بطريقة مسؤولة". لكن اعمال العنف الاخيرة وخصوصا في كابول كشفت الصعوبات التي تواجهها القوة الدولية في القضاء على تمرد طالبان. وتفيد ارقام الاممالمتحدة ان عدد الضحايا المدنيين ارتفع بنسبة 19 بالمئة في 2014 وبلغ 3188 قتيلا تم احصاؤهم حتى نهاية نوفمبر. ومني الجيش والشرطة الافغانيين بخسائر كبيرة تتمثل باكثر من 4600 قتيل في الاشهر العشرة الاولى من 2014، اي اكثر من كل خسائر قوات الحلف الاطلسي منذ 2001. ومنذ 2001، انفقت مليارات الدولارات من المساعدات من قبل الاسرة الدولية لكنها لم تحقق الكثير نظرا للفساد المستشري في البلاد. وكان يفترض ان تشكل الانتخابات الرئاسية في 2014 نموذجا لبلد تسوده مصالحة وانتقال ديموقراطي، لكنها شهدت اتهامات بالتزوير ومواجهة خطيرة بين المرشحين للدورة الثانية للاقتراع وانصارهما. وفاز اشرف غني في نهاية المطاف على خصمه عبد الله عبد الله. لكن الرجلين الذي كان يفترض ان يشكلا حكومة "وحدة وطنية" لم يتفقا حتى الآن على تسمية وزراء جدد بعد ثلاثة اشهر على تولي الرئيس مهامه. ويأمل مقاتلو طالبان من جهتهم في الاستفادة من هذا الفراغ السياسي ليبقوا في موقع قوة في حال جرت مفاوضات مع الحكومة الجديدة. واستهدفت هجمات طالبان في الاسابيع الاخيرة في كابول منازل اجانب ومواكب دبلوماسية وحافلات للجيش الافغاني وكذلك المركز الثقافي الفرنسي. وكان الرئيس الافغاني السابق حميد كرزاي (2001-2014) بدأ مفاوضات تمهيدية مع طالبان لكنها اخفقت العام الماضي. وسيتم تخفيض عدد القوات الاميركية تدريجيا الى النصف حتى نهاية 2015. وفي نهاية 2016 لن يكون هناك سوى قوة صغيرة لحماية السفارة في كابول. لكن الولاياتالمتحدة ستواصل تقديم الدعم الجوي للافغان وقد تتدخل مباشرة في حال تقدم سريع لطالبان. على الصعيد نفسه يعتقد نحو 60 في المائة من الألمان، أن بعثة بلادهم العسكرية في أفغانستان التي استمرت 13 عاما كانت عديمة الجدوى وفقا لاستطلاع للرأي العام أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي.. بينما قال نحو 20 في المائة فقط من الذين شملهم الاستطلاع إن المهمة لها ما يبررها . وستبقي ألمانيا على 850 جنديا في أفغانستان، انخفاضا من أكثر من خمسة آلاف جندي، حيث فقدت 55 جنديا في أفغانستان .