يحتفي العالم غدا الثلاثاء (باليوم العالمي ليتامى الحروب) والذي يصادف ال6 من يناير من كل عام، وذلك باعتبار الحروب سواء كانت إقليمية أو أهلية تخلف دمارا يشمل خسائر بشرية ومادية واثار نفسية وجسدية تقضي على أمل وحياة أي بلاد في انحاء العالم خاصة الأطفال الذين يتيتمون ويتشردون، ليعيشوا معاناة جديدة وكارثة إنسانية لها اثار مستقبلية عليهم وعلى أوطانهم. ويعاني الأطفال في أكثر من 50 بلدا مشتعلا بالحروب والنزاعات الأهلية، أغلبها في أفريقيا وآسيا أخطارا محدقة ، كان من أبشعها ما جرى بين 1986 و1996، وهي الفترة التي تسمى بالعقد الدامي، بسبب الخراب والقتل، الذي شهدته 35 حربا أهلية وصراعا مسلحا، وبخاصة في أفريقيا، حيث قتل مليونا طفل، وأصيب 6 ملايين طفل بإصابات بالغة أو إعاقات دائمة، ومليون طفل تيتم بفقد الأم أو الأب أوكل منهما، و10 ملايين طفل أصيبوا بأمراض نفسية وعصبية من جراء العنف، الذي شاهدوه خلال الحروب التي مروا بها. والاحتفاء بالمناسبة يجب أن يكون محطة للتذكير بمعاناة هؤلاء الضحايا( يتامى الحروب) بسبب الصراعات والنزاعات والحروب التي تسبب في سقوط آلاف القتلى،تاركين وراءهم مئات الآلاف من اليتامى الذي يعيشون أوضاعا انسانية صعبة في ظل استمرار تزايد أعدادهم يوما تلو الآخر. وأعلنت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" أن النزاعات المسلحة في العالم تَحرم ما يقارب28 مليون طفل من حقهم في التعليم. هذا فضلا عن ملايين آخرين محتاجين إلى الرعاية النفسية، جراء ما شهدوه من صور العنف، والرعب، والتقتيل. وأضافت اليونيسكو ان هذه الحروب المقيتة، وما يستتبعها من مشاكل، هي المسؤولة عن 132 مليون يتيم في جنوب أفريقيا، وآسيا، وأميركا اللاتينية. وتتوقع التقارير الرسمية الصادرة عن "اليونيسيف" من جهتها أن ما يقارب عن 110 ملايين طفل أقل من 15 سنة سينضمون إلى لائحة أيتام الأب والأم بحلول سنة 2015، حيث سيشكلون 15% من مجموع أطفال العالم. وبحسب إحصائيات نشرت مؤخرا فإن ما يقارب من 20 مليون طفل شردوا من منازلهم بسبب الحروب في العقدين الأخيرين، في حين تم إحصاء مقتل نحو مليوني طفل وربع، بسبب النزاعات المسلحة و8 ملايين طفل أصيبوا بجروح بالغة، و30 مليون طفل أصيبوا بصدمات نفسية، مع إحصاء 300 ألف طفل يشتغلون مقاتلين في الحروب حالياً. ففي العراق بلغ عدد الأيتام خمسة ملايين بسبب الحرب عليها وأعمال العنف والتخريب، نصف مليون منهم محتاجون إلى العلاج النفسي من المشاهد المرعبة التي علقت في أذهانهم. أما في لبنان شكل الأطفال ثلث القتلى والجرحى في الحرب هناك، فيما زاد عدد الأيتام في سوريا خلال الحرب الدائرة منذ اربع سنوات، عن 90 ألفا، بعد تسجيل مقتل أكثر من 130 ألفًا شخص ، منهم أكثر من 45 ألف مدني، بينهم قرابة 7000 طفل، و5000 امرأة. وفي أفغانستان وبعد مرور 13 عاما مرت على سقوط نظام طالبان بعد الحرب في أفغانستان عقب أحداث سبتمبر 2001 فقد العديد من الأطفال ذويهم ولم يجدوا إلا دور الأيتام لرعايتهم رغم قلة إمكانياتها بسبب انتشار الفساد بالبلاد. وحتى في مثل هذه المناسبات واحتفاء العالم بها ،نتذكر أنها لا تخلو من الاثار الكارثية على الاطفال جراء الحروب على اوطانهم وقساوتها عليهم ،ففي (اليوم العالمي ليتامى الحروب)، في السادس من يناير من العام 2009، استهدفت إسرائيل الأطفال في مدارسهم ومن لجوء الى تلك المدارس في الحرب على قطاع غزة بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، فتيتم جراء الحرب على القطاع نحو 2000 طفل، ليرتفع عدد الأيتام في غزة وحدها إلى أكثر من 55 ألف طفل. وفي الإطار نفسه أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي بقطاع غزة، الشهر الماضي من العام المنصرم أنها ستكفل نحو (1905) طفل، تيتّموا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية وأن الجمعية خصصت مبلغ (102 دولار أمريكي)، لكل يتيم، بشكل شهري. وقد تسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، التي بدأت في السابع من يوليو الماضي واستمرت 51 يوما، باستشهاد 2156 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين وتشريد الآلاف وتدمير العديد من المنازل والمساجد .