تتصدر العلاقات مع روسيا ومكافحة الإرهاب جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي سيعقد في بروكسل اليوم الاثنين بالإضافة إلى مناقشة التطورات في عدد من القضايا الدولية وذلك في إطار التحضيرات لقمة مقررة الشهر المقبل للبحث في كيفية التعامل الأوروبي مع التهديدات الإرهابية وملف المقاتلين الأجانب من أوروبا إلى مناطق الصراعات، خاصة سورياوالعراق وتداعيات عودتهم إلى أوروبا. ويتوقع أن تكون المناقشات محتدمة بين الوزراء الأوروبيين حول النقطة الرئيسية المطروحة على جدول أعمالهم وهي العلاقات مع موسكو في ظل تدهورها الى ادنى مستوى شهدته منذ نهاية الحرب الباردة نتيجة ضم روسيا منطقة القرم واتهام موسكو بالتدخل في النزاع في اوكرانيا دعما للمسلحين في شرق البلاد. والدول ال28 منقسمة حول هذه المسالة ما بين دول شرقية عاشت في ظل الاتحاد السوفياتي وتدعو الى موقف متشدد من موسكو، ودول تدعو الى استئناف الحوار مع روسيا بل حتى رفع العقوبات المفروضة عليها، وفي طليعتها بلدان على ارتباط اقتصادي وثيق مع روسيا. وأشار المكتب الإعلامي لمجلس الاتحاد الأوروبي إلى أن مناقشة هذه المواضيع على مستوى وزراء الخارجية الأوروبيين تأتي تمهيدا لطرحها في القمة الأوروبية في مارس المقبل. وقال مصدر أوروبي إنه يتوقع تخفيف لهجة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا وقيام الوزراء بالعمل استعدادا لتخفيف نظام العقوبات، رغم أن اجتماع اليوم لن يتخذ أية خطوات محددة بشأن العقوبات المفروضة على روسيا. وفرض الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية محدودة على روسيا اثر ضم القرم في مارس الماضي. أما العقوبات المرتبطة بالوضع في شرق اوكرانيا فهي اكثر صرامة وتعتبر من العوامل التي تسببت بهبوط سعر الروبل والازمة الاقتصادية الخطيرة التي تضرب روسيا حاليا. يذكر أن المفوضة الأوروبية للسياسية الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني دعت دول الاتحاد الأوروبي، في وثيقة أعدتها للمناقشة في الاجتماع الوزاري الأوروبي الاثنين، إلى بحث تفعيل التعاون الأوروبي الروسي، الذي تم تقييده إلى حد ما بسبب العقوبات ضد روسيا ومن جهة أخرى سيبحث القادة الأوروبيون أيضا ملف التعاون في مجال الاستخبارات ومكافحة تهريب الاسلحة وانشاء سجلات مشتركة للمسافرين الذي أصبح أولوية لديهم بعد هجمات باريس التي اوقعت 17 قتيلا. وسيسمح اجتماع اليوم الاثنين للاوروبيين بابداء تصميمهم على التحرك بشكل سريع قبل اجتماع لوزراء الداخلية في ريغا في 28 يناير الجاري وقمة لرؤساء الدول والحكومات الاوروبية في 12 فبراير ستخصص لمكافحة الارهاب و"المقاتلين الاجانب" الاوروبيين العائدين من القتال في سوريا او العراق. في السياق نفسه وبحسب بيان أوروبي في بروكسل، سيشارك الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في جزء من النقاشات، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع في ليبيا والعراقوسوريا، وكذلك الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسبل تطوير التعاون بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، على أن تكون هناك جلسة نقاش خاصة بعد الظهر حول الوضع في ليبيا وإجراء تقييم لهذا الوضع . كما يشارك العربي في نقاش الثلاثاء في البرلمان الأوروبي، مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية حول تطورات الوضع في ليبيا ومصر والعراقوسوريا. في سياق آخر، يستضيف وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والأميركي جون كيري في لندن، الخميس، نظراءهما في الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في اجتماع يخصص لبحث مسار العمليات العسكرية الجارية ضد التنظيم المتطرف، كما أفاد مسؤولون. وأوضحت المصادر أن وزراء خارجية نحو 20 دولة، بينها الدول العربية المشاركة في التحالف، سيحضرون هذا الاجتماع الذي سيستمر طيلة نهار الخميس، وستتمحور نقاشاتهم حول مدى التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي في محاربة التنظيم الإرهابي الذي يسيطر منذ منتصف العام الماضي على أنحاء واسعة في العراقوسوريا.