يواصل المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان ديمستورا مباحثاته في دمشق اليوم حول مبادرته لوقف الاعمال القتالية في مدينة حلب. ومن المقرر أن يلتقي ديمستورا اليوم الرئيس السوري بشار الأسد غداة لقائه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في محاولة جديدة لإقناع أطراف النزاع في سوريا، بتجميد القتال في مدينة حلب شمالي البلاد، وإدخال المساعدات للمدنيين. وجرى خلال اللقاء متابعة النقاش حول خطة التجميد، واتفاق على إرسال وفد من مكتب المبعوث الدولي في دمشق إلى مدينة حلب للاطلاع على الوضع فيها عن قرب. وتزامن رد دمشق بشأن حلب مع اجتماع الائتلاف السوري لقوى المعارضة في مدينة كيليس التركية يهدف إلى تحديد موقف الائتلاف من مبادرة دي ميستورا. وكان ممثلون عن غالبية الفصائل السورية المعارضة اتفقوا على تشكيل لجان من الساسة والخبراء للنظر في مبادرة دي ميستورا. وقال القيادي السوري المعارض سمير نشار إن ثمة توجها للمطالبة بوقف القصف الحكومي لمنطقتي دوما وغوطة دمشق وفتح ممر إنساني هناك، كبادرة حسن نية مقابل التعامل مع مقترح دي ميستورا. وبدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا زيارته لدمشق امس السبت بهدف إعطاء دفع لمبادرته الخاصة بوقف إطلاق النار في حلب، التي يبحث الائتلاف الوطني السوري موقفه منها، بينما تتواصل المعارك على الأرض مع أنباء عن وقوع قتلى في اشتباكات بين جبهة النصرة وحركة حزم بريف حلب. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من المبعوث الدولي أن دي ميستورا سيحاول إقناع المسؤولين في دمشق ببدء تطبيق المبادرة في أقرب وقت ممكن. وذكرت صحيفة الوطن السورية نقلا عن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد قوله إن دي ميستورا أبلغ السلطات خلال زيارته السابقة رغبته في تجميد الوضع الميداني في حيي صلاح الدين وسيف الدولة. وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب القوات النظامية (في الغرب) وقوى المعارضة المسلحة (في الشرق). ويشمل هذا الانقسام حيي صلاح الدين وسيف الدولة المتلاصقين والواقعين جنوبا. وعلى صعيد الوضع الميداني، أحرزت القوات النظامية، مدعومة من حزب الله اللبناني، تقدما في الجنوب بالسيطرة على عدة قرى وتلال في المثلث الواقع بين ريف درعا ودمشق والقنيطرة، وذلك بعد معارك عنيفة مستمرة مع مقاتلي المعارضة، ومن بينهم جبهة النصرة. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين في منطقتي حمريت وسبسبا في ريف دمشق الغربي. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش بسطت سيطرتها على بلدات الهبارية وخربة سلطانة وحمريت وتل قرين. وفي ريف حلب الغربي، لقي 35 مقاتلا، معظمهم من حركة حزم المعارضة، مصرعهم في معارك مع جبهة النصرة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن جبهة النصرة تمكنت من السيطرة على مقر الفوج 46 الذي كان تحت سيطرة حزم وعلى مقار أخرى للحركة في المشتل وريف المهندسين. يذكر أن الجانبين كان قد دخلا في معارك من قبل، لكنها انتهت بتدخل فصائل أخرى من المعارضة المسلحة لإيجاد تسويات ووقف القتال. ويتبادل الطرفان الاتهامات بقتل وخطف عناصر من كل منهما على يد الطرف الآخر. من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن تنظيم الدولة الإسلامية يعتزم الإفراج عن تسعة وعشرين أشوريا مسيحيا كان قد اختطفهم أخيرا من منطقة الحسكة شمال سوريا. وقال المرصد إنه أُبلغ بذلك من مصدر عسكري أشوري، أشار إلى أن القرار صادر من محكمة شرعية تابعة للتنظيم. وكانت مصادر أشورية قد قالت إن ما يقرب من مئتين وثمانين من المسيحيين الآشوريين اختُطفوا من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية.