أعلنت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء عن استئناف عمل مفاعل يونغبيون النووي الذي يعتبر مصدرها الأول للبلوتونيوم العسكري، وذلك في إثارة جديدة للمخاوف حول برنامجيها النووي والبالستي. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية فقد جاء التأكيد الصادر عن رئيس معهد الطاقة الذرية في كوريا الشمالية مباشرة بعد إشارات من مدير الوكالة الوطنية للفضاء حول إمكانية إطلاق بيونغ يانغ صاروخا بعيد المدى الشهر المقبل في انتهاك لقرارات الأممالمتحدة. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية صرح مدير المعهد أن جميع مرافق مجمع يونغبيون النووي وبينها مفاعل بقوة 5 ميغاواط "بدأ تشغيلها كالمعتاد". وقال المدير إن العلماء والفنيين "يحسنون بانتظام" نوعية وكمية الردع النووي في البلاد ووجه إنذارا الى الولاياتالمتحدة، قائلا "إذا واصلت الولاياتالمتحدة وقوى معادية أخرى سياساتها المتهورة... (فإن كوريا الشمالية) مستعدة بالكامل للتعامل معهم بالأسلحة النووية في أي وقت كان". وأشارت صور الأقمار الصناعية إلى تشغيل جزئي ومتقطع للمفاعل القادر عند تشغيله بطاقته القصوى على إنتاج حوالى 6 كغ من البلوتونيوم سنويا، ما يكفي لصنع قنبلة نووية واحدة، حسب الخبراء. وعلقت بيونغ يانغ العمل بمفاعل يونغبيون في 2007 في إطار اتفاق للمساعدة مقابل نزع السلاح، لكنها بدأت تجديده بعد تجربتها النووية الأخيرة في عام 2013م. ويأتي ذلك بعد تلميحات قوية من بيونغ يانغ حول بحث إطلاق صاروخ قادر على حمل قمر صناعي في العيد ال70 لتأسيس حزب العمال الحاكم في 10 أكتوبر. وكان مدير الهيئة الوطنية لتطوير الصناعات الفضائية صرح في وقت متأخر الاثنين أن "العالم سيرى بوضوح سلسلة أقمار صناعية... تنطلق في الفضاء في الأوقات والمواقع التي تحددها اللجنة المركزية لحزب العمال الكوري". وتشدد بيونغ يانغ على أن إطلاق الصواريخ الذي يجريه يرمي إلى وضع أقمار صناعية سلمية على مدار الأرض، فيما تعتبر الولاياتالمتحدة وحلفاؤها أنها تخفي تجارب صواريخ بالستية. وأشار محللون إلى أن التصريحين الأخيرين منسقين بوضوح ويرميان جزئيا إلى مضاعفة التوتر لوضع كوريا الشمالية على جدول أعمال قمة صينية أمريكية من المزمع عقدها الشهر الجاري. وقال الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونغوك في سيؤول كوه يو هوان "تريد بيونغ يانغ وضع مسألة كوريا الشمالية في أعلى جدول أعمال محادثات شي جين بينغ مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما".. مضيفاً أن "الشمال يريد أن يبقى دائما محط اهتمام المجتمع الدولي ويدرك أن التلويح ببرامج أسلحته وسيلة لذلك". ونفذ الشمال إطلاق صاروخ ناجح وحيد استخدم فيه صاروخ (أونها-3) في عام 2012م، ما أدى إلى فرض مزيد من العقوبات وتفاقم التوتر العسكري. وكشفت صور حديثة من الأقمار الصناعية عن قيام بيونغ يانغ بتحديثات مهمة لمنشآتها في قاعدة إطلاق الصواريخ الرئيسية في سوهاي، التي باتت قادرة على إطلاق صواريخ بطول 50 م اي بارتفاع 70 في المائة عن صاروخ (أونها-3)، حسب خبراء. ويعتبر (أونها-3) نموذجا لصاروخ بالستي عابر للقارات بالرغم من حاجة كوريا الشمالية إلى تجربة إضافية تثبت تمرسها في التكنولوجيا الضامنة لقدرة إطلاق الصواريخ من هذا النوع. وفي حال إثبات ذلك ستتغير المعطيات بالنسبة لكوريا الشمالية، نظرا إلى وضع البر الأمريكي في متناول ضربة نووية محتملة. وحذرت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة واليابان اليوم من أن أي تجربة جديدة ستنتهك قرارات الأممالمتحدة التي تحظر على كوريا الشمالية استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية. وحثت سيؤول بيونغ يانغ على الامتناع عما اعتبرته "استفزازا خطيرا".. مؤكدة أنها لن تتردد في الضغط على مجلس الأمن الدولي من أجل "رد سريع وفعال". من جهتها دعت الصين، وهي حليفة كوريا الشمالية الدبلوماسية الرئيسية، بيونغ يانغ كذلك الى "الانضمام سريعا" إلى قرارات الأممالمتحدة وحذرت من أي عمل قد يصعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي أن حق كوريا الشمالية في استخدام الفضاء للأغراض السلمية مقيد وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وعلى بيونغ يانغ تنفيذ هذه القرارات.