نظمت وزارة الزراعة والري ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم حفلا بمناسبة يوم الغذاء العالمي تحت شعار " الزراعة والحماية الاجتماعية – تقويض الحلقة المفرغة للفقر الريفي ". وفي الحفل الذي أقيم بمشاركة من الجهات ذات العلاقة بقضايا الأمن الغذائي وأكاديميين وباحثين ومهتمين وعدد من الدبلوماسيين، أكد نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور مطهر العباسي أهمية الاحتفال بهذه المناسبة للوقوف على حجم التحديات التي تواجه قضايا الأمن الغذائي خاصة في ظل المتغيرات الصعبة التي تعيشها اليمن في الوقت الراهن . وثمن دور الفاو لدعم مسارات التنمية في اليمن خاصة في المجال الزراعي وتوفير الأمن الغذائي ودعم خطط وبرامج التنمية في البلاد والحد من الفقر .. معبرا عن تطلعه لمزيد من الدعم والاستمرار بما يساعد اليمن على تخطي المشكلات التي تواجهها . ولفت العباسي إلى حالة التدهور التي يعانيها الاقتصاد الوطني بسبب تداعيات الحرب والعدوان على اليمن وتدميره للبنى التحتية وتقليص حجم الصادرات والواردات والإيرادات، ما أُثر سلبا على الوضع المالي بشكل عام . فيما أشار القائم بأعمال وزير الزراعة والري الدكتور محمد الغشم إلى أن الاحتفال بيوم الغذاء العالمي يأتي هذا العام في ظل ظروف مأساوية وتدهور حاد ومتزايد في وضع الأمن الغذائي في البلاد التي تتعرض منذ ثمانية أشهر لعدوان غاشم وحصار جائر أدى إلى إدخال البلد في أزمة خطيرة ومتفاقمة في الأمن الغذائي والوضع الإنساني على نحو غير مسبوق ما جعل برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يحذر من أن اليمن على حافة المجاعة . وتطرق إلى حجم الدمار والخسائر الاقتصادية التي لحقت بالقطاع الزراعي في اليمن بسبب العدوان وتدميره لمنظومة زراعية واسعة من الأسواق الزراعية المركزية ومراكز الصادرات الزراعية ومزارع الدواجن والمشاتل والحبوب الغذائية ومصانع الغلال ومخازن توزيع البذور ومصانع أغذية وطرق النقل وكذا التسبب في خسائر اقتصادية كبيرة في الثروة الحيوانية ومناحل العسل وحظائر تربية الحيوان ومراكز تحسين السلالات ومزارع الدواجن ،وانعدام المشتقات النفطية التي أدت إلى انحسار وتراجع الإنتاجية الزراعية وفقدان العديد من المحاصيل الزراعية . ولفت الدكتور الغشم إلى تقرير منظمة الفاو حول التصنيف المرحلي لوضع الأمن الغذائي الحاد وإن اليمن تواجه أزمة خطيرة في الأمن الغذائي والجانب الإنساني وان حوالي 07ر6 مليون نسمة يواجهون حالة طارئة في انعدام الأمن الغذائي . وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها الفاو بالتدخل العاجل والفوري لإيقاف استهداف العدوان الممنهج للقطاع الزراعي ومقومات الأمن الغذائي في اليمن والبنى التحتية للإنتاج الزراعي والمؤسسات التنموية الزراعية .. مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية بإيقاف هذا العدوان على اليمن وتحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يرتكبه العدوان من جرائم. بدوره أشار ممثل منظمة الفاو الدكتور صلاح الحاج حسن في كلمته إلى الأهمية القصوى للزراعة في اليمن في التنمية واعتماد غالبية عظمى من الأسر عليها في ظل ارتفاع مستوى الفقر وصغر حجم الحيازات الزراعية .. مبينا أن معظم الفقراء والأسر الريفية تعتمد على الزراعة لتوفير وجباتها اليومية ويركز هؤلاء المزارعين الريفيين على معيشتهم باعتماد أساليب قليلة العائد لتوليد الدخل . وقال " رغم التحديات التي تعاني منها الزراعة اليمنية إلإ أننا نسعى إلى تطويرها وتقليص دائرة الفقر من خلال التدخلات بتنفيذ عددا من المشاريع النوعية في العديد من المحافظات بمساعدة الشركاء والمهتمين بمجال التنمية الزراعية باليمن" . ولفت إلى أن مكتب ممثلية المنظمة في اليمن وبتعاون ودعم المانحين وجميع الشركاء سيعمل على إنجاح أهداف وبرامج العمل في المجال الإنساني التنموي وصولا إلى تحقيق الحماية الاجتماعية . وناشد ممثل الفاو في اليمن الجهات الوطنية والإقليمية والدولية بضرورة المبادرة لتقديم الدعم اللازم لقطاعات الزراعة والأسماك والمياه والذي من شأنه وقف انهيار هذه القطاعات وتعزيز الأمن الغذائي في البلدان وخاصة في ظل التدهور المتسارع للوضع الاقتصادي . وألقيت كلمات من قبل منسق الشئون الإنسانية للمفوضية العليا للاجئين يوهانس فان كلاو ومديرة برنامج الغذاء العالمي بورينما كشايب ورئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد بشير ، أشاروا من خلالها إلى أن الوضع الراهن في اليمن يتطلب تكاتف واسع وعملا متواصلا من جميع المنظمات والجهات الإنسانية والمشاركة الفعالة لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والهيئات الإنسانية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي في إيقاف الحرب والتوجه نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة . حضر الحفل نائب ممثل الفاو في اليمن الدكتور محمد نعمان سلام وعدد من المسئولين .