أكد قادة دول وحكومات العالم المشاركين في قمة المناخ المنعقدة في باريس اليوم الاثنين ضرورة التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن التغيرات المناخية من أجل إنقاذ مستقبل الكرة الأرضية .. داعين جميع الدول إلى تحمل مسئولياتها تجاه الاحتباس الحراري. وأعرب المشاركون في كلماتهم خلال إفتتاح اعمال القمة والتي يحضرها 150 رئيس دولة وحكومة عن املهم في أن تكون القمة في مستوى تطلعات أجيال المستقبل . ودعوا في القمة والتي وقفوا خلالها دقيقة صمت تكريماً لضحايا هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا،ً قادة الدول الى أن يصنعوا من هذا الموعد حدثاً تاريخياً يمكن من تغيير مستقبل الكرة الأرضية. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في كلمته الافتتاحية إن مكافحة الإرهاب والتصدي للتغيرات المناخية "تحديان عالميان علينا مواجهتهما" .. مشدداً على مسئولية أجيال الحاضر تجاه الأجيال المقبلة. واضاف "أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه.. علينا أن نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية". ودعا الرئيس الفرنسي على وقف ارتفاع درجة الحرارة في درجتين، ووضع خطة تضامنية لمواجهة التغيرات المناخية، ومساهمة كل مكونات المجتمع في العملية. من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته، زعماء العالم المشاركين في القمة لعدم تضييع فرصة هذه القمة للتوصل إلى اتفاق عالمي في ختامها. وقال الأمين العام، موجهاً كلامه إلى رؤساء الدول ان "مستقبل الأرض يوجد على عاتقكم". وحث بان كي مون زعماء البلدان المشاركة إلى "الإنصات لأصوات شعوبها" .. معتبراً أنهم "على موعد مع التاريخ". بدوره إقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له خلال القمة عقد منتدى علمي خاص بمسائل المناخ واستنفاد الموارد الطبيعية برعاية الأممالمتحدة. وقال بوتين في كلمته "لقد أشرت سابقاً إلى أن مشكلة المناخ يجب التعامل معها بشكل متكامل. وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد على مقترحنا المتعلق بعقد منتدى دولي برعاية الأممالمتحدة لمناقشة المشاكل التي لا ترتبط بتغير المناخ فحسب، بل وباستنفاد الموارد الطبيعية، وتدهور البيئة الطبيعية التي تعيش فيها البشرية اليوم". وأكد الرئيس الروسي حرص بلاده على مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري .. مشيراً إلى تسديد روسيا إلتزاماتها الناتجة من بروتوكول كيوتو لتخفيض الانبعاثات الملوثة للجو، بل وتجاوزتها ما أتاح كبح ارتفاع حرارة الأرض لمدة تقارب العام. ولفت بوتين في هذا الصدد إلى أن روسيا تعد من الدول الرائدة في مجال تبني تقنيات ترشيد استخدام الطاقة. وذكر بهذا الخصوص بسعي روسيا لتقليص انبعاث الغازات الدفيئة في أراضيها بنسبة 70 بالمائة بحلول عام 2030م مقارنة بعام 1990م. كما رأى الرئيس الروسي أن الاتفاق الدولي المستقبلي حول المناخ يجب أن يكون ملزماً للجميع. من جانبه دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الى التوصل إلى اتفاقية شاملة ومتزنة توحد الجميع في التصدي لظاهرة التغير المناخي، الا انه أكد أن الدول يجب أن تحتفظ بحرية الاختيار فيما يخص وضع معالجات خاصة بها تتناسب مع ظروفها الخاصة. وقال ان "على الدول أن تشارك في الحوار وأن تتبادل الخبرات، وفي الوقت نفسه يجب أن تتمتع بإمكانية وضع حلول تتناسب مع ظروفها". من جانبها اكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة ان تكون الاتفاقية العالمية المستقبلية حول المناخ شاملة وملزمة ونزيهة. وقالت المستشارة الألمانية أنه لأول مرة، أجمع ما يربو على 170 من دول العالم على تأييد هدف منع ارتفاع الحرارة بما يزيد عن درجتين مئويتين قبل نهاية القرن الحالي. وشددت ميركل على أن تلك الدول مسئولة عن انبعاث 95 في المائة من غازات الاحتباس الحراري .. داعية الى مواصلة العمل من أجل التخلي عن تبعية قطاع الصناعة العالمي للكربون. بدوره، حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة دول العالم المشاركين في القمة إلى العمل منذ الآن لضمان مستقبل البشرية. وقال أوباما أمام المشاركين في القمة "بإمكاننا تغيير المستقبل الآن شرط أن نكون بمستوى التحدي". وأعتبر ان الدول المتقدمة اثبتت "أنه لم يعد هناك تعارض بين النمو الاقتصادي القوي وحماية البيئة"، قائلاً "لقد حطمنا الحجج القديمة بعدم التحرك". كما أكد الرئيس الأمريكي أنه "إذا تحركنا هنا، إذا تحركنا الآن لن يكون الوقت متأخراً جداً".