أكد رئيس لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لشؤون القوات المسلحة جون ماكين، أن بين مسببات الفوضى في الشرق الأوسط كان قرار الرئيس الأمريكي الحد من انخراط الولاياتالمتحدة في شؤون بلدان المنطقة. وقال ماكين، في تصريح له الليلة الماضية إن "مغامرات" الإدارة الأمريكية في المنطقة أدت إلى حدوث فراغ في السلطة الأمر الذي أتاح لتنظيم (داعش) الاستيلاء على أراض الدول التي تعرضت لهذا الفراغ. وأضاف: "لا بد من أن تكون نتائج هذه المغامرة الكبرى واضحة بالنسبة إلينا جميعا، فهي تتمثل في انتشار الفوضى في الشرق الأوسط عوضا عن خلق وضع جديد هناك". وفي معرض التعليق على العلاقات بين بلاده الدول الإسلامية، لفت ماكين النظر إلى انحسار تأثير النفوذ الأمريكي في هذه الدول، وفقدان ثقتها بواشنطن.. معتبراً أن بين مسببات ذلك قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحد من حضور الولاياتالمتحدة هناك. وانهال ماكين بالانتقادات على الإدارة الأمريكية نظراً "لمراهنتها على سياستها غير الطبيعية"، في وقت يسيطر فيه المسلحون على الموصل والفلوجة في العراق. واستطرد قائلا: "لا يمكن في ظل مثل هذه الظروف الجزم بأن "داعش" يتقهقر ونحن ننتصر". وعلى صعيد سياسة أوباما في سوريا، أكد أن الولاياتالمتحدة في ظل إدارة الرئيس الحالي "لا تتبنى في الوقت الراهن استراتيجيا واضحة للقضاء على (داعش) وتفادي سقوط عشرات آلاف القتلى بين السوريين في خضم ذلك". وتابع قائلاً: "لا توجد قوات برية تريد استرجاع الرقة، وتكون قادرة على ذلك، فيما لا تلوح في الأفق أي آمال يمكن تعليقها على ظهور قوات كهذه في القريب.. هذا يعني أنه ليس بيد الإدارة الأمريكية في ظل انعدام الاستراتيجيا المطلوبة لتحقيق الأهداف المنشودة، سوى الآمال" والتعويل على الأفضل. وفي هذا السياق، ذكر المتحدث الرسمي باسم مجموعة القوات الأمريكية التي تشارك في عملية مكافحة الإرهاب في سورياوالعراق، العقيد ستيف وورن يوم أمس، أن كلفة الأعمال العسكرية الأمريكية منذ انطلاقها في سبتمبر 2014م بلغت 5,5 مليارات دولار.. مشيراً إلى أن "العملية تكلف 11 مليون دولار يومياً". وأوضح المسئول العسكري الأمريكي، أن طائرات بلاده الحربية نفذت منذ بدء العملية نحو 65 ألف و492 طلعة، ووجهت 9782 ضربة جوية استهدفت بها مواقع (داعش)، وأن ثلثي المواقع المستهدفة كانت في العراق. وتابع يقول: "قوات التحالف الدولي قضت منذ مايو الماضي على زهاء 95 قائدا ميدانيا ل(داعش) من المستويين المتوسط والرفيع"، فضلا عن تصفية بضعة آلاف من عناصره. هذا، وبدأت القوات الجوية الأمريكية عمليتها ضد المسلحين في العراق في ال8 من أغسطس، ووسعتها لتشمل مواقعهم في سوريا في ال23 من سبتمبر الماضيين.