انطلقت في الكويت مساء اليوم جلسة الحوار الذي دعت له الأممالمتحدة بمشاركة الوفد الوطني برئاسة الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام وأمين عام المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا وبحضور رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح. وقال رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالانابة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في كلمته في أفتتاح الجلسة "إن مشاورات السلام اليمنية التي انطلقت في الكويت برعاية الأممالمتحدة مساء اليوم الخميس تشكل فرصة تاريخية سانحة لإنهاء الصراع الدائر وحقن دماء أبناء الشعب اليمني". وأعرب عن أمله في أن تسود في الجلسة الحكمة اليمانية المعهودة تجسيداً لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا فالإيمان يمان والحكمة يمانية)" رابطاً بين الحكمة وأهلنا في اليمن. ودعا إلى وضع معاناة الشعب اليمني ودمار اليمن نصب أعني الجميع وإدراك أن "الحرب لن تؤدي إلا إلى المزيد من الدمار والخراب والخسائر والتشريد وسيدفع اليمن الشقيق الجزء الأكبر من تكاليفها تأخرا في تنميته.. دمارا في بنتيه .. هلاكاً لشعبه". وأضاف الصباح أن "أبناء جلدتكم وأشقاءكم يتطلعون بكل الرجاء إلى مساهمتكم الإيجابية في جولة المشاورات السياسية وصولاً إلى وضع الصيغة التي تقود إلى حل شامل ودائم ينقذ وطنكم ويصون أمن واستقرار المنطقة". وأكد أن دولة الكويت التي وقفت إلى جانب أشقائها منذ عقود "ترحب اليوم بجهودكم الهادفة إلى وضع نهاية للصراع الدائر متطلعين بكل أمل إلى نجاح المشاورات وصولاً إلى السلام الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن ويحافظ على وحدة ترابه لنقله إلى مرحلة جديدة بالتعاون مع أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفقاً لما نص عليه قرار المجلس الأعلى في دورته ال 36 بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار الجمهورية اليمنية بالتعاون مع المجتمع الدولي". وعبر الشيخ صباح الخالد في كلمته عن ترحيب دولة الكويت حكومة وشعباً بالأشقاء أبناء اليمن العزيز في بلدهم الثاني الكويت للمشاركة في مشاورات السلام اليمنية برعاية الأممالمتحدة والهادفة إلى إيجاد توافق يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن العزيز ويحقن دماء شعبه الشقيق ويضع حدا لمعاناة إنسانية مريرة عاشها ويعيشها هذا الشعب العزيز. كما أعرب عن تقديره للدور الذي تؤديه الأممالمتحدة في رعاية هذه المشاورات ممثلة بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد .. منوهاً بجهوده المتواصلة ولفريقه العامل. وقال الشيخ صباح الخالد "إننا ندرك جسامة المسئولية الملقاة على عاتقكم لمعالجة هذا الصراع المدمر وإننا لعلى يقين بأن وعيكم وحرصكم على وطنكم وشعبكم سيعينكم بإذن الله على المساهمة الفاعلة والتسامي فوق الجراح بما يقود إلى الحل المنشود". وأعرب عن الأمل في أن يوفق الأشقاء اليمنيون .. مؤكداً أن المسئولية التي تقع على عاتقهم جسيمة وسيسجلها التاريخ ويذكرها لأبنائهم الذين سيفخرون بحكمتهم التي أعادت السلام إلى وطنهم ومكنتهم من ممارسة حياتهم الطبيعية بما يكفل المستقبل الواعد لهم. كما نقل رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة إلى المشاركين في الجلسة تحيات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وصادق تمنياته بالتوفيق والسداد وتوجيهاته بتقديم كافة التسهيلات والإمكانيات دعماً وضماناً لنجاح أعمال الجلسة . من جانبه قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد " نحن اليوم في الجلسة الافتتاحية من مشاورات السلام اليمنية- اليمنية التي تستضيفها مشكورة دولة الكويت أي في بداية مرحلة جديدة يعول عليها الكثيرون وأنتم من سيرصد معالمها بل تكن هذه المرحلة هي مرحلة السلم والآمان واحترام حقوق الإنسان". وأشار إلى إن الخيار اليوم سيكون واحد من اثنين لا ثالث لهما وطن أمن ويضمن استقرار وحقوق كل أبنائه أو لا قدر الله بقايا أرض يموت أبنائها كل يوم.. وأضاف" إن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار فالأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط ما يقارب سبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص للمغادرة من منازلهم بحثا عن ملجئ آمن". ولفت ولد الشيخ إلى إن اليمن يخوض حروب على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظ من أمنه واستقراره ودماء أبنائه والعمليات الإرهابية طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد. وقال" بيد أنه لا يسعنا في هذا الصدد إلا أن نشيد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية مؤخرا لمكافحة الإرهاب كما بدأ العمل بوقف الأعمال القتالية في منتصف ليل العاشر من إبريل وبالرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق تفيد التقارير أن ثمة تحسن ملحوظ على الصعيد الأمني". وأضاف" ولا بد هنا من الإشادة بالعمل المتواصل للجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية، من المستحيل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وتغيير الماضي لكن بالإمكان النظر إلى المستقبل وتحسين الواقع فالمناصب السياسية تضعكم في دائرة المسئولية وأنتم مسئولون عن واقع اليمنيين ومستقبل اليمن أنظار العالم عليكم وآمال اليمنيين بين أيديكم سوف تنطلق جولة المشاورات من النقاط الخمس النابعة من قرار مجلس الأمن 2216 ومن جدول الأعمال المتفق عليه والمعمول به في جولة مشاورات بيال في ديسمبر 2015م". ولفت المبعوث الأممي إلى أن رؤية الأممالمتحدة أن هذه النقاط غير متسلسلة في التنفيذ وقال" بل نرى أنه سيتم النقاش فيها بشكل متوازي بلجان عمل تدرس آليات تنفيذية بهدف التوصل إلى اتفاق واحد شامل يمهد لمسار سلمي ومنظم بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني". ودعا المبعوث الأممي إلى حضور الجلسات بحسن النية ومرونة من أجل التوصل إلى حل سياسي ومخرج نهائي من الأزمة الحالية.. وقال" إن طريق السلام قد يكون شائك ولكنه سالك وممكن والفشل خارج المعادلة، إن التباين في وجهات النظر جائز ولكن هناك حلول وسطى، الثغرات كثيرة ولكن بالأفكار البناءة ممكن معالجتها التحديات، قد تعرقل المسار إنما الحلول متوفرة والاختلافات موجودة ولكن ممكن التوفيق بينها". وأشار إلى أن معظم أنظمة العالم تبني على تنوع مكوناتها السياسية وتحولها إلى منحى إيجابي لسياساتها. ولفت ولد الشيخ إلى إن خطة العمل المطروحة تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام ولا شك أن التوصل إلى حل عملي وإيجابي يتطلب تنازلات من مختلف الأطراف وسوف يعكس مدى التزامكم وسعيكم للتوصل إلى اتفاق تفاهمي شامل ويبقى الواقع الجنوبي محط اهتمام رئيسي ولابد أن يكون هناك تصور شامل للمرحلة المقبلة يتم بحثه مع الأطراف المعنية وعلى رأسها القيادات الجنوبية. وقال" كما تعلمون حرصنا على أن تكون المرأة اليمنية حاضرة المباحثات ليكون صوتها مسموع ورؤيتها واضحة فالنساء اليمنيات لعبن دورا محوري قبل الحرب وخلالها ولا شك أنهن سيساهمن في مرحلة إعادة الإعمار ونأمل أن يفعل دورهن أكثر فأكثر على الصعيد الوطني". وأضاف" لا شك أن اليمن يستمد حويته من وجود هذه الأصوات القوية التواقة للتغيير وللمستقبل الأفضل وللقيم الإنسانية العليا التي يتبناها الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني". وشكر ولد الشيخ المشاركين على تلبيتهم الدعوة وثقتهم بدور الأممالمتحدة كما شكر المجتمع الدولي على دعمه لمسار السلام .. وحيا بشكل خاص دول الخليج ومجلس الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي . كما عبر عن الشكر والتقدير بأسم الجميع لأمير دولة الكويت صاحب السمو صباح الأحمد جابر الصباح ومعالي الشيخ صباح خالد حمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وحكومة وشعب دولة الكويت على الدعوة الكريمة لعقد هذه المشاورات وعلى جهودهم الجبارة وكل التسهيلات التي قدمت للاستضافة. وقال " ولابد أيضا من الشكر لسلطنة عمان على الدعم السياسي والتقني لمهام الأممالمتحدة وخاصة مشاورات السلام اليمنية في الكويت. وأضاف" إنها لمحادثات مفصلية في مرحلة حساسة من التاريخ اليمني ونحن اليوم أقرب من السلام من أي وقت مضى أنتم وحدكم بإمكانكم أن تعيدون لليمنيين الأمل والاستقرار وأن تجعلوا اليمن سعيدا كما كانت فهو يستحق منكم أن تتعالوا فوق الضغائن وتطووا صفحة الماضي من أجل وطن يحترم حقوق الإنسان وسلطة القانون". وأختتم المبعوث الأممي كلمته بالقول " إن السلام خيار فليكن السلام خياركم ". رئيس وفد المؤتمر الشعبي العام عضو الوفد الوطني عارف الزوكا قال" جئنا رغبة في السلام وسنتعامل بمرونة بما لا يمس ثوابتنا الوطنية".. لافتا إلى أن المؤتمر حريص على مسار السلام والحوار كما عمل في 2011م. وأضاف" جئنا نحمل الحزن والأسى لما تعرض له بلدنا من دمار ولكننا نصر على السلام كما نصر على وأصرينا على مواجهة العدوان الذي ليس له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وأكد أنه مهما طالت الحرب لن تهزم إرادتنا وهناك تقارير دولي تؤشر على الجرائم التي تعرض لها اليمن من العدوان. من جانبه قال رئيس وفد انصار الله عضو الوفد الوطني محمد عبد السلام " نثمن دور دولة الكويت وما تقدمه من تسهيلات واستضافة المشاورات.. واضاف" كلنا أمل في الخروج بنتائج ايجابية، لم نأت ترفا ولا نريد حوارا ناجحا، بل نريد ناجح. وقال" التأخير بسبب الحرب يسقط فيها ضحايا إلى الأن ومن أسباب التأخير استمرار الغارات وعدم وضوح اجندة الحوار سواء من خلال النقاط الخمس وغيرها". وأكد محمد عبد السلام" نحن لا نريد حل مجتزأ نريد حل شامل يشمل كل القضايا للذهاب إلى حلول سليمة".. معبرا عن تحفظه فيما استمرار الغارات الجوية وفيما يخص النقاط الخمس التي لم تكن واضحة سواء في تسلسلها أو مضمونها. وقال" حرصنا على فتح تفاهم مع السعودية لإنجاح هذا الحوار، وسنتعاطى بإيجابية وسنخرج بحل واضح يؤدي إلى شراكة " فيما أشار عضو وفد الرياض عبد الملك المخلافي إلى الاستعداد لتقديم التنازلات من أجل إيقاف الحرب . وتطرق إلى مرجعيات الحوار منها القرار الدولي والمبادرة الخليجية والحوار الوطني، كما تطرق إلى النقاط الخمس.
