مما لاشك فيه أن الزيارة التي سيقوم بها فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية غدا الاحد لجمهورية اثيوبيا الديمقراطية الفدرالية ، تحتل أهمية كبرى ، ليس فقط لكونها الاولى لفخامة الاخ الرئيس منذ أعلان الجمهورية اليمنية في 1990م وقيام النظام الديمقراطي الجديد في اثيوبيا عام 1991م، وإنما لانها ستمثل نقطة أنطلاق لتوسيع مجالات التعاون المشترك بين البلدين وفى مقدمتها المجالات الاقتصادية والتجارية. كما تكتسب هذة الزيارة أهميتها لدى الشعبين الصديقين كونها تمثل دفعة قوية في إتجاة تعزيز وتطوير العلاقات التي تربط اليمن وأثيوبيا والضاربة جذورها في أعماق التاريخ . فلقد كانت الحبشة لفترات طويلة وحتى وقت قريب ، من ابرز البلدان التي هاجر اليها اليمنيون وارتبطوا بعلاقات قوية مع ابنائها ، ولاتزال تستقر هناك العديد من الاسر اليمنية. ويرى المراقبون أن فخامة الاخ الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي عرف بحرصه على تطوير علاقات اليمن مع البلدان الواقعة في محيطها الاقليمي سيركز خلال مباحثاته مع كبار المسؤولين في جمهورية اثيوبيا الديمقراطية الفدرالية على السبل الكفيلة بتطوير علاقات الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين ، والدور الذي يمكن ان يضطلع به القطاع الخاص في اليمن واثيوبيا في تطوير وتوسيع هذا التعاون من خلال الدخول في مشاريع استثمارية مشتركة. كما سيتم خلال الزيارة التشاور حول الاوضاع في المنطقة وبالذات القرن الافريقي والتعاون الثنائي وتفعيل التجمع الثلاثي الذي يضم صنعاء والخرطوم واديس أبابا بحيث يتحول إلى تجمع اقليمي مفتوح يسهم في التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة ومواجهة تحديات الارهاب والاسهام في حل القضايا العالقة مثل السلام في الصومال . وينظر إلى التجمع اليمني -السوداني -الاثيوبي على أنه يمثل محوراً للإستقرار في المنطقة يهدف الى إزالة كل بؤر الصراع والتأسيس لسوق تجارية حرة بين هذه الدول وتعزيز الشراكة التجارية والاقتصادية . ومما له دلالاته إن اثيوبيا تعد من اقدم الدول التي ترتبط باليمن بعلاقات تعاون تاريخية ، كان من أهم محطاتها العام 1935م حين تم التوقيع بين البلدين على معاهدة صنعاء اليمنية الاثيوبية. وقد نصت معاهدة صنعاء اليمنية الاثيوبية على سيادة علاقات الصدقة والسلام ، وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين بما يسهل عملية دخول واقامة ابناء البلدين في كل منهما . ويجمع المراقبون على إن العلاقات اليمنية الاثيوبية سوف تشهد تطورا في المستقبل في المجال الاقتصادي ، سواء من خلال الاتفاقيات والبرتوكولات التي سيتم التوقيع عليها خلال زيارة فخامة الأخ الرئيس لإثيوبيا او من خلال تفعيل الاتفاقيات وبرامج التعاون الموقعة بين البلدين من قبل اللجنة الوزارية اليمنية الأثيوبية العليا المشتركة . وكالة الانباء اليمنية (سبأ)