استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بالعاصمة صنعاء، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير والوفد المرافق له الذي يزور بلادنا حاليا، للإطلاع على الوضع الإنساني والصحي المتردي جراء إستمرار العدوان السعودي وحصاره على الشعب اليمني. وفي اللقاء الذي حضره نائبي رئيس الوزراء للشؤون الداخلية أكرم عطية والإقتصادية الدكتور حسين مقبولي ووزراء الصحة العامة والسكان الدكتور محمد بن حفيظ، الإعلام احمد حامد، المياه والبيئة المهندس نبيل الوزير، النقل زكريا الشامي وحقوق الإنسان علياء الشعبي، جرى مناقشة التعاون القائم بين حكومة الإنقاذ الوطني واللجنة الدولية للصليب الأحمر في مختلف المجالات، وآفاق تعزيز وتطوير التعاون بما يرتقي إلى مستوى تنامي الإحتياجات العاجلة والملحة للشعب اليمني خاصة في الجوانب الصحية . وتطرق الجانبان، إلى الجهود القائمة لمحاصرة تفشي وباء الكوليرا، والدعم المقدم من اللجنة الدولية للصليب الاحمر في هذا الجانب، وأثر الحصار المفروض على اليمن في زيادة تفشي الأوبئة وتردي الأوضاع الإنسانية، والدور المعول على المنظمات والمجتمع الدولي للضغط على تحالف العدوان السعودي لرفع الحصار وإيقاف عدوانه العبثي . واستعرض اللقاء، ما يتصل بأوضاع السجناء وما يبذله الصليب الأحمر من مساعي للمساعدة في تبادل الأسرى، والترحيب الذي أبدته حكومة الإنقاذ الوطني واستعدادها للتعاطي الايجابي مع أي مبادرة في هذا الجانب، اضافة الى الجريمة المدانة التي إرتكبها مرتزقة العدوان في إعدام أسرى من الجيش واللجان الشعبية مؤخرا، وذبحهم بطريقة بشعة. وفي اللقاء رحب رئيس الوزراء بزيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى اليمن للإطلاع عن قرب على الوضع الإنساني وما يعانيه الشعب اليمني من عدوان جائر وحصار ظالم من قبل تحالف السعودية منذ أكثر من سنتين . ونوه بما تقدمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دعم ومساندة لتخفيف الأوضاع الإنسانية وتعزيز قدرات الحكومة الصحية لمواجهة وباء الكوليرا والأوبئة الأخرى، وتوفير بعض الأدوية وتقديم الدعم والرعاية للجرحى والمتضررين من الحرب .. معربا عن تطلعه في توسيع نوعية وحجم هذه المساعدات وتكثيف الجهود الايجابية التي يقوم بها الصليب الاحمر فيما يخص موضوع تبادل الأسرى. وجدد الدكتور بن حبتور بهذا الخصوص، استعداد حكومة الإنقاذ للتعاطي الإيجابي مع أي مبادرة ومساندة جهود الصليب الأحمر لتبادل الأسرى بشكل كامل .. لافتا إلى الجريمة البشعة التي أقدم عليها مرتزقة العدوان في إعدام أسرى من الجيش واللجان الشعبية والتي تكشف استهتارهم بكافة المواثيق والأعراف الأخلاقية والإنسانية والدينية. واستعرض رئيس الوزراء مجمل الأوضاع والتداعيات التي يعيشها الشعب اليمني منذ أكثر من عامين بما في ذلك الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء الدولي ومنع الملاحة البحرية في ميناء الحديدة، وتفشي وباء الكوليرا، وبروز بؤر مجاعة في عدد من المناطق اليمنية. وأكد أن حكومة الإنقاذ الوطني ملتزمة وستستمر في تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة لإنجاح عمل ونشاط كل المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في اليمن، وتعزيز أطر الشراكة معها، وحل كافة الاشكالات التي تعترض عملها .. لافتا إلى ضرورة تعزيز المنظمات الأممية والدولية من دورها للضغط على تحالف العدوان السعودي لوقف العدوان ورفع الحصار. بدوره، عبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن صدمته من الوضع الكارثي والإنساني الذي وصل إليه اليمن جراء إستمرار الحرب، والمستويات المقلقة لتفشي الكوليرا، والانهيار القائم في القطاع الصحي . وأكد أن اللجنة عازمة على زيادة حجم مساعداتها المقدمة لليمن خاصة في الجانب الصحي، مع إيلاء اهتماما أكبر في موازناتها القادمة لتكثيف المساعدة والإغاثة الإنسانية لإنقاذ اليمنيين .. مشيرا إلى الجهود التي يبذلها الصليب الأحمر لتسليط الضوء على المِحنة الإنسانية الكبيرة التي يمر بها الشعب اليمني وتوجيه أنظار المجتمع الدولي نحو اليمن الذي يمر بأكبر أزمة إنسانية عالمية. وأكد بيتر ماورير رفض الصليب الأحمر وإدانته لحادثة إعدام الأسرى بإعتبارها من الخروقات الكبيرة للقانون الإنساني الدولي .. موضحا أن لدى منظمته خارطة طريق لزيارة الأسرى من كافة الأطراف ومساعدة الجميع على عملية التبادل وبناء الثقة ازاء هذه العملية الإنسانية . وطالب المجتمع الدولي بإعادة حساباته تجاه اليمن وتدارك أوضاعه الإنسانية المرشحة نحو الأسوأ في حال إستمرت الحالة القائمة على ما هي عليه وعدم وجود حلول للمأساة الراهنة التي يعيشها الإنسان اليمني.. معربا عن تمنياته برؤية اليمن مستقرا وأمنا في القريب العاجل. حضر اللقاء رئيس دائرة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية يحيى السياغي ورئيس مكتب الصليب الأحمر في اليمن ألكسندر فايت.
