عقد مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، حيث جرى مناقشة واستعراض عدد من القضايا المدرجة في جدول أعماله. واستمع المجلس إلى تقرير رئيس المجلس حول نتائج لقائه مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي وسفيري الجمهورية الفرنسية ومملكة هولندا الذين زاروا اليمن الأسبوع المنصرم . وأشار الدكتور بن حبتور إلى أن اللقاء ركز على معاناة الشعب اليمني جراء العدوان السعودي وحصاره المستمرين منذ ثلاث سنوات، بخلاف دوره المباشر في تعقيد المشهد اليمني وتأخير وصول اليمنيين إلى حل مبكّر . وأوضح أنه تم التأكيد على أن وقف العدوان ورفع الحصار هو المدخل السليم لصنع السلام الذي ينهي معاناة الشعب اليمني علاوة على طرح موضوع تأخر صرف المرتبات واستمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي والتضييق المستمر على ميناء الحديدة الذي يخدم أكثر من 80 بالمائة من سكان اليمن. ولفت رئيس الوزراء إلى ما عبر عنه السفراء من حرص على إسناد كافة الجهود في اتجاه السلام بما في ذلك وقوفهم مع المبعوث الأممي الجديد وإسناد مهمته للوصل إلى هذه الغاية بخلاف قلقهم البالغ عما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في اليمن والمأساة الكبيرة التي يتجرعها كافة اليمنيين. كما استمع المجلس إلى عرض وزير الخارجية عن لقائه اليوم بالمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن جريفيت .. موضحا أنه طرح خلال اللقاء وجهة نظر القيادة السياسية المعبرة عن تطلعات وآمال الشعب اليمني في اتجاه السلام الذي يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار، مع التأكيد على أن السعودية جزء رئيسي من المشكلة. وبين وزير الخارجية أنه تم مناقشة الآثار التي خلفها قرار نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن وما نجم عنه من توقف صرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة وما يستدعيه ذلك من العمل على تحييد هذا الملف عن الملفين العسكري والسياسي .. مشيرا إلى ما عبر عنه المسئول الأممي من التزامه بالحياد الكامل في أداء وظيفته كمبعوث للأمم المتحدة ومن حرص على إتباع وسائل جديدة في عمله نحو السلام. وجدد المجلس ترحيبه بزيارة كافة الوفود الدولية والقارية إلى العاصمة صنعاء وكذا الزيارة الراهنة للمبعوث الأممي، وتقديره الكبير لكافة جهودهم في المجال الإنساني والسياسي .. مؤكداً ترحيبه بكل جهد دولي صادق في اتجاه إنهاء المأساة الإنسانية الطاحنة التي يعاني منها الشعب اليمني منذ ثلاث سنوات بفعل العدوان والحصار وصولا إلى السلام المنشود. واطلع المجلس على تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع رئيس اللجنة العليا للإعداد والتحضير لإحياء الذكرى الثالثة للعدوان، حول الخطط والبرامج التي أنجزتها اللجنة بشأن المهرجان الجماهيري المركزي الكبير الذي سيقام صباح غد الاثنين بالعاصمة صنعاء والمهرجان المحلي الذي سيقام في محافظة الحديدة بعد ظهر ذات اليوم. وأكد أن اللجنة أقرت كافة الخطط الأمنية والثقافية والفنية والإعلامية والصحية والخدمية المصاحبة ومختلف الجوانب الإجرائية التنظيمية والبرتوكولية، فضلا عن المواضيع المتصلة بالمؤتمر الوطني الواسع الذي سيناقش مختلف الآثار والتداعيات التي صنعها وخلفها العدوان والحصار والاحتلال على كافة مقومات ومناحي الحياة اليومية للشعب اليمني. وأثنى المجلس على مختلف الجهود والمهام التي أنجزتها اللجنة في سبيل الإعداد والتحضير لإحياء هذه الذكرى من كافة الجوانب لإبراز معاناة الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار وصموده الأسطوري في وجه المعتدين. وأهاب المجلس بكافة جماهير الشعب اليمني التفاعل المعهود والمشاركة الكبيرة في إحياء هذه الذكرى وتأكيد التلاحم الشعبي المناهض للعدوان والرافض للاحتلال .. مؤكداً أنه وفي ظل تكشف حقيقة أطماع المعتدين فإن الصورة تكون قد تجلت أمام الجميع عن طبيعة الأهداف الحقيقة التي سعى العدوان ومن يقفون ورائه لتحقيقها منذ اليوم الأول لتسهيل بلوغ غاياته، واعتماده على سياسة التفرقة وإذكاء الصراع بين أبناء الوطن الواحد وزرعه المتواصل لبذور الشقاق والاختلاف بين اليمنيين تحت مسميات ونزعات شطرية ومذهبية وجهوية . وأكد المجلس أنه آن الأوان للالتفاف الشعبي بمختلف أطيافه ومكوناته السياسية والاجتماعية حول الوطن في مقاومة العدوان ودفع شروره عن الوطن وأبنائه . ووافق المجلس على نتائج عمل اللجنة الوزارية المكلفة بدراسة الجاهزية لمشروع الريال موبايل برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير المالية. وأقر المجلس اعتماد نظام الريال موبايل الموجود في شركة يمن موبايل، وعلى أن تلتزم الشركة باستيعاب كافة الملاحظات المطروحة واستكمال الجوانب المالية وفقا للسياسيات المالية ومنشور البنك المركزي اليمني. وأكد المجلس على البدء بالتشغيل التجريبي للنظام من يوم غد الاثنين الموافق 26 مارس ولمدة شهر ومن ثم يتم إطلاق الخدمة للجمهور بعد التأكد من فعالية النظام وتحديدا موظفي الدولة في السلكين المدني والعسكري. واستمع الاجتماع إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع حول الأوضاع في جبهات المواجهة والصمود الداخلية وفيما وراء الحدود. واطلع المجلس على تقرير نائب وزير الداخلية، عن الأوضاع الأمنية ومستجداتها وما تقوم به الأجهزة الأمنية من جهود متواصلة في سبيل تجذير أجواء الأمن والاستقرار ومكافحة الأنشطة الإرهابية والتصدي المبكر للجريمة بمختلف أنواعها ومستوياتها، علاوة على الجهود القائمة لتأمين الفعاليتين الجماهيريتين اللتين ستشهدهما العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة بمرور ثلاث سنوات من الصمود في وجه العدوان.
