أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أهمية صون الاستقلال المؤسسي للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة وإسناده للقيام بمهامه تجاه هاتين الشريحتين الأهم بالمجتمع والتعبير المستمر عن قضاياهما محليا ودوليا. جاء ذلك لدى زيارته اليوم مقر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالعاصمة صنعاء ولقائه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل عبيد بن ضبيع وأمين عام المجلس لمياء الإرياني ومسؤلي المجلس بحضور وزير الثقافة عبدالله الكبسي ومحافظ سقطرى هاشم السقطري. حيث جرى مناقشة أوضاع المجلس وسير نشاطه خلال الفترة الماضية والتحديات والصعوبات التي تواجهه حاليا في ظل الظرف الاستثنائي الراهن والتداعيات الاقتصادية التي تسبب بها العدوان والحصار الإعرابي وحربهما الاقتصادية على الشعب اليمني. وتم بحث المتطلبات اللازمة لانتظام نشاط المجلس واجتماعاته الدورية وتفعيل جهوده وإعانته على القيام بوظائفه بخلاف أهمية دوره الإشرافي تجاه قضايا الطفولة والأمومة بالتنسيق مع الوزارات والأجهزة الحكومية ذات الصِّلة، علاوة على ضرورة إعداد إستراتيجية وطنية للطفولة منفصلة عن إستراتيجية الشباب بما يكفل تقديم رعاية أفضل ومواكبة حقيقة ودائمة لمتطلبات هذه الشريحة على كافة المستويات ومن مختلف الجوانب. كما تم تناول الدور الذي ينبغي به تقوم المنظمات الدولية ذات الصِّلة وفي مقدمتها اليونيسيف لدعم أنشطة المجلس امتداد لأدوارها في فترات سابقة. وقدمت الإرياني، عرضا شاملا عن المجلس وطبيعة وظائفه ومهامه التي أنشأ من أجلها وهي مواكبة ورعاية قضايا الطفولة والأمومة من كافة الجوانب . وتحدثت عن أبرز إنجازات المجلس وكذا الصعوبات والإشكاليات التي تواجهه بفعل شحة الإمكانيات المادية خلال هذه الفترة وأثرها المباشر في تراجع مستوى نشاطه وانحسار دوره تجاه الأمومة والطفولة. وأشارت الإرياني إلى أهمية دعم الحكومة للمجلس ليتمكن من مواصلة مهامه والتعبير عن هموم هاتين الشريحتين وتنفيذ المسوحات الميدانية عنهما وما تواجهانه من تحديات في ظل الظرف الراهن باعتبارهما أكبر المتضررين منه. وقد نوه رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بأهمية الوظيفة المؤسسية والإنسانية والأخلاقية الواقعة على عاتق هذا المجلس الذي يعنى بأهم شريحتين في المجتمع. وأشار إلى ما تعرضت له الأمومة والطفولة من أضرار بالغة بفعل العدوان والحصار وآثارهما السلبية الكبيرة والدور الذي ينبغي أن يقوم به المجلس وغيره من الأطر المؤسسية الرسمية والمجتمعية ذات الصِّلة لتسليط الضوء على تلك الأضرار. وبين الدكتور بن حبتور أن النساء والأطفال من أشد الفئات الاجتماعية تضررا وتعرضا للبؤس وفق لما أظهرته المؤشرات والبيانات الرقمية المحلية والدولية سيما معاناتهما من سوء التغذية الحاد. وأشاد بالأدوار العظيمة التي تقوم بها الأم تجاه رعاية وتربية أبنائها في مختلف مراحل نموهم وما تحيطهم به من اهتمام ومتابعة عند بلوغهم سن الرشد .. لافتا إلى أن الكثير من الرجال ليس في بلادنا بل وفي دول كثيرة حول العالم يتجاهلون تلك الأدوار القيمة للمرأة وينظرون دوما إليها بدونية. وقال رئيس الوزراء " من المهم إسناد المجلس ببعده الوطني وإستقلاليته وعدم ضمه إلى أي مكون آخر باعتبار أن نطاق عمله والشرائح التي يعنى بها تتطلب رعاية كبيرة وعناية خاصة لشؤونها ومعالجة قضاياها ".. لافتا إلى أهمية حضور الإسناد الدولي الفاعل للمنظمات الأممية والدولية ذات الصِّلة للمجلس وأنشطته البحثية الميدانية. ووجه بتشكيل لجنة فنية برئاسة وزير الشؤون الاجتماعية وأمين عام المجلس والأمين العام المساعد للشئون المالية والإدارية والقانونية، لمناقشة مشاكل المجلس والعمل على معالجتها أولا بأول على أن تعقد اللجنة اجتماعاتها شهريا، وترفع بتقارير دوريه إلى رئيس المجلس. كما وجه رئيس الوزراء كافة الوزارات المعنية مراعاة حضور المجلس ومشاركته في مناقشة القضايا المتصلة بالأمومة والطفولة. وشدد على انتظام عمل المجلس واجتماعاته الدورية خلال السنة المقبلة والعمل على توفير المتطلبات اللازمة لاستقرار عمله ونشاطه على مدار السنة.