شكك الكثير من المحللين في كلمة الرئيس الأميركي جورج بوش التي ألقاها يوم الخميس الماضي أمام المجلس الوطني الوقفي لتنمية الديمقراطية والتي دعا فيها إلى تحقيق إصلاحات سياسية ديمقراطية في الشرق الأوسط. وقالوا أن حديث بوش عن الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية إنما كان للاستهلاك المحلي لكسب تعاطف داخلي ظل يفتقده تدريجيا خصوصا منذ إعلانه الحرب على العراق بحجة نزع أسلحة الدمار الشامل ثم فشل قواته في العثور على هذه الأسلحة المزعومة. وأكد هؤلاء المحللون إن الرئيس الأميركي سعى من خلال خطابه هذا إلى إرسال رسالة إلى الشعب الأميركي الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه بدأ يتشكك في الحكمة وراء قرار غزو العراق في مارس الماضي خاصة بعد أن تبين للجميع أن كلفة احتلال العراق البشرية والمادية أكبر مما توقع البيت الأبيض. ولم يكن خافيا على العيان الفتور الذي قوبل به خطابه على الساحة العربية، بل إن البعض حمل بشدة على الخطاب لأن الرئيس الأميركي لم يشأ أن يشير إلى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وما تفعله الآلة الإسرائيلية بأبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم. ورأى آخرون أن خطاب بوش عن الديمقراطية ودعمها في منطقة الشرق الأوسط يهدف في الأساس إلى صرف أنظار الشعب الأميركي عن مشاكل أخرى تواجهها الولاياتالمتحدة اقتصاديا وسياسيا. وتتسق الآراء على إن دعوة الرئيس الأميركي للبلدان العربية والإسلامية ليست إلا تمهيدا لما ستقدم عليه الولاياتالمتحدة في المستقبل من تدخلات قد تكون في بعضها سياسية وفي البعض الآخر عسكرية وفقا لأجندة موضوعة سلفا، وأعلن عنها وزير خارجيتها كولن باول في وقت سابق هذا العام عندما قال إن واشنطن ستعمل على تغيير خارطة الشرق الأوسط. وليس بخاف -في رأي المحللين- أن تغيير هذه الخارطة سيستلزم احتلال بعض الدول وتقسيم بعضها وتغيير أنظمة والإتيان بحكام موالين لواشنطن وبالتالي فتح الطريق أمام إسرائيل لتجد لها موطئ قدم في كل بلدان الشرق الأوسط بعد أن كانت لا تجرؤ أن تحلم بأن يكون لها بها علاقات على أي مستوى. وكالةا لأنباء اليمنية (سب)