- سبأنت: كيف تنظرون إلى مستقبل الأمة العربية في ظل الأوضاع الراهنةخصوصابعداحتلال العراق؟ -المراغي :لا يوجدمستقبل واحدولكن هناك مستقبلات بديلة يعني هناك المستقبل الذي يريده الاستعمار الأجنبي وهناك المستقبل الذي يتصوره الحكام وهناك ،المستقبل الذي تريده الشعوب ومن ثم فأن نجاح أو فشل أي من المشروعات يتوقف على تفاعلات تجري في الساحة بمعنى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي تعلن أنها تخطط لخريطةجديدة للشرق الأوسط لديهاأجنده للتغيير لكن القوى الوطنية في البلادالعربية ليست لديهامثل هذه الاجنده، لدينا نقاط مضيئة نقاط مقاومة،مراكزخلاياحية مثل المقاومة الفلسطينية أوالمقاومةالعراقية أوالحركةالشعبيةلمقاطعة السلع الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ورفض الهيمنةإلى أخره.لكن لا يوجد كما قلت اجندة عربية كاملة للمقاومة. = سبأنت : لماذا باعتقادك ؟ - المراغي:هذا نتاج طبيعي للممارسات التي تمت في الحقب الماضية بمعنى أن هناك نظم تحجب الجماهيرعن المشاركة في القرار والحكم وتداول السلطة وإلى آخره .. والجماهير تفرض أحيانا في حقوقها هي أحيانا مضطرة خاضعة للقمع وهي أحياناً غير مضطرة ومقصرة.. غياب الديمقراطية لعب دوراً كبيراً للوصول إلى هذاالوضع . = سبأنت : لكن أين دور المثقفين هل تعتقد أن المثقف العربي أدى دوره في هذاالجانب بشكل أكمل؟ - المراغي : لا.. دورالمثقفين كدورالقاطرة في أي مجتمع هم الذين يستبقون الزمن ويبشرون بالأفكارهم يقودون التيار العام. المثقفون العرب تتراوح مواقفهم ما بين التصدي للغزو الأجنبي وظواهر التخلف والغياب الديمقراطي.. الخ، ومابين متواطئ مع هذاالطرف أوذاك وبينهماكتلة صامتة،أصابهااليأس تراجعت وأصابهاالإحباط. = سبأنت:هناك من يقول أن دورالمثقفين ظاهرة صوتية فقط؟ -المراغي : غيرصحيح أن المثقفين ظاهرة صوتية بمعنى عندما تبحث عن مخزون الخبرة العلمية في العالم العربي هناك مخزون لا بأس به وهو منسوب للمثقفين. = سبأنت:أناأقصد لماذا لم يتحولواإلى ظاهرة الفعل وإلى قيادة منظمات جماهيرية تعمل في الميدان أم أنه مجرد....؟ - المراغي:ليس بالقدرالكافي ولكن هناك قدر كبيرمن العطاء يعني عندمانقارن حركةالمثقفين وحركةالنقابات المهنيةفي العالم العربي بالقياس لحركةالنقابات العمالية، نجدأن الحركةالعماليةتراجعت وحركةالمثقفين قدتنامت.. ثم ان المظاهرات التي جرت في عواصم مختلفة احتجاجاًعلى القمع الإسرائيلي وحمله الإبادة أو احتجاجا على تدخل العدوان الأمريكي على العراق قادها مثقفون. = سبأنت:قضيةالديمقراطيةفي الوطن العربي هل تعتقدأن هناك مستقبل للديمقراطيةفي وطننا العربي؟ -المراغي : لا بديل للديمقراطية. من حيث الاحتياج فانه لا بديل حتى عندماتتحدث عن التخلف الاقتصادي وعن الخيارات الاقتصادية، فأننا نتحدث عن قرارسياسي صائب أوخاطئ يوزع الثروة ويوزع استخدامات هذه الثروة بشكل صائب أوبشكل خاطئ. = سبأنت :أتحدث عن المستقل في ظل الممارسات في الواقع الان ؟ -المراغي: في ظل الموجودتخضع أنظمةالحكم لعدد من الضغوط ، ضغط ذاتي يملى عليهارغبةالاستمرار في السلطةوالاحتفاظ بالمقاعدومن ثم تكريس الحكم المطلق- حكم الطبقة أو الفئة أوحكم الفرد إلى آخره. الضغط الثاني الذي تتعرض له الحكومات العربية هو الضغط الأجنبي . هناك ضغط ثورة معلومات تؤثر في الشارع العربي هناك طلبات من الإدارة الأمريكية في اتجاه مقرطة نظم الحكم. أماالضغط الثالث الذي تتعرض له الحكومات العربيةهوضغط الشارع والشارع كلما زادات الأزمات أصبح أكثرحدياًأوأكثر مطالبة بمسألة الديمقراطية بين . هذه الضغوط الثلاثة وبين دورالجماهير في انتزاع الحريةودورالحكومات في فتح الباب هناك صراع وهناك تفاعلات أظن أن هناك في الواقع العربي مايساعدعلى التقدم بمعنى أن الكلمةلم تعدخاضعةللرقيب الذي يراجع الصحيفة قبل صدورهامساء. ولكن هناك الآن الكلمةالتي تنطلق من فضائيات لاتستطيع أن تسيطر عليها - سبأنت : لكن نسبةالأميةكبيرة في الوطن العربي؟ - المراغي: هذه النقطةالثانيةلوتحدثناعن البنيةالأساسية للديمقراطيةفسوف نتحدث عن نسبة الأميةعن نسبة التعليم ومشاركة المرأة وهي نصف المجتمع والحالة الاقتصادية، وكل هذه العوامل تعتبر مدخلات في قضية الديمقراطية،ومن ثم رفع شعار إزالة عارالأمية مسألة أساسية ، تطوير التعليم ليكون عصرياليكون أكثر استجابة للتنمية والتكنولوجيا مسألة أساسية، وكذلك إخراج المرأة من العزلة النسبية إلى مشاركة حقيقية ، توزيع الثروة والدخل على المجتمع، ظاهرة انتشار الفقر وتركز الثروة مسألة مخلة بحركة الجماهير والتحرك الديمقراطي. = سبأنت: من هذا المنطلق كيف تقيمون وضع الاقتصاد العربي؟ - المراغي : يكمن الخلل أن لدينا موارد كثيرة وسؤ إدارة، موارد بشرية ومالية ومادية، لديك على سبيل المثال مورد النفط وعندما حدثت ثورة النفط 1973م،قلنا أننا سنصبح القوة الخامسة في العالم كنا نظن أن النفط سيكون ذراع قوة للأمة العربية.. إضافة إلى بناء الجيوش ، ولكن ما حدث أن النفط تحول إلى أداة تبعية وأداة لفقدان الاستقلال وتسربت عوائده إلى الخارج، وتبدد جزء كبير من عوائده في انفاق غير ضروري، أي لم يكن هناك حسن إدارة. = سبأنت : أليست هذه نظرة سوداوية إلى درجة كبيرة؟ - المراغي : لا يمكن أن نغفل أن هناك تقدم، الأمة العربية في الثلاثين عاماًالماضية، ونحن نتحدث عن نوعية الحياة، متوسط عمر الإنسان العربي قد تزايدكثيراً، ثروة النفط استغل جزء منهااستغلالاً حسناً حيث جرى بناء بنية أساسية. = سبأنت : إلى اي مدى تتفق مع الرؤية التي تقول أن احتلال العراق هدفه الأساسي الثروة النفطية؟ - المراغي : اتفق مع هذه الرؤية، باعتبار الأسباب الاقتصادية أحدالأسباب وليس السبب الوحيد.. أمريكا تهدف إلى انتزاع ما يسمى السيادة على النفط،والسيادة تأتي من خلال قرار الإنتاج وقرار السعر، الولاياتالمتحدة عندما تسيطر على نفط العراق الذي يمثل 11% من احتياطي نفط العالم، وعندما تمد ذراعها إلى بحر قزوين شمالاً وإلى بترول الخليج جنوباً، قوس النفط الممتد من قزوين إلى شرق السعودية والإمارات وقطر هو أهم منطقة في العالم، سوف ينتزع قرارالسعر الإنتاج من هذه الدول وسوف تمليه الإدارة الأمريكية وبالتالي ستؤثر على أوبك والمستهلكين، وبالتالي سيكون لها اليد العليا في الاتجاهين. سبأنت