وأكدوا في ختام أعمال الندوة - التي نظمها المركز الوطني للوثائق بالتعاون مع وزارات المالية والإدارة المحلية والخدمة المدنية والتأمينات- أهمية حسن اختيار العاملين في أقسام وإدارات التوثيق، وإلحاقهم بدورات تدريبية متخصصة في مجال إدارة الأرشيف واستخدام الطرق الحديثة في الحفظ والتوثيق.. وعبروا عن تقديرهم للخطوات المنجزة من قبل المركز الوطني للوثائق على صعيد عمليات المسح الميداني للوثائق في عدد من الجهات الحكومية وفي بعض المحافظات، لكنهم أوصوا بضرورة استمرار المركز في تنفيذ عمليات المسح في بقية الجهات والمحافظات بما يسمح بتقييم المخزون الوثائقي وتقدير الاحتياجات المطلوبة للتعامل معه، ويحثون كافة الجهات على المستويين المركزي والمحلي بتقديم كافة أشكال التعاون مع المركز بما في ذلك تشكيل فرق لمساعدة موظفي المركز في إنجاز هذه المهمة . كما شدد المشاركون على أهمية اعتماد خطة للتوعية الإعلامية للتوعية بأهمية الوثائق في أوساط المسئولين التنفيذيين في مختلف الجهات وفي أوساط المجتمع، وحثوا الجامعات وكليات المجتمع والمعاهد المتخصصة على اعتماد التوثيق مادة رئيسية في مقرراتها في سياق بناء كادر مؤهل في هذا المجال. وأوصوا بإدخال تقنيات المعلومات والتطبيقات التكنولوجية المتصلة بالتوثيق وحفظ واسترجاع الوثائق على المستوى المركزي والمحلي، والاسترشاد بتجربة المركز الوطني للوثائق في هذا المجال، و تفعيل الإدارات العامة للمعلومات والإحصاء والتوثيق في دواوين المحافظات والمديريات وإنشاء وحدات للتوثيق والمعلومات في كافة الجهات، ورصد مبالغ مالية مناسبة من ميزانية الجهات لتمكين هذه الإدارات من تنظيم الأرشيف بقسميه الجاري والوسيط وتحقيق السهولة المطلوبة في حفظ واسترجاع الوثائق. كماأوصوا بتشكيل لجنة من الجهات المنظمة للندوة للقيام بإعداد وتحديد جداول مدد الاستبقاء لحفظ الوثائق المشتركة في مراحلها المختلفة الجارية والوسيطة، وإعداد الأنظمة والفهارس اللازمة لتوحيد أنظمة الحفظ في كل جهة حسب طبيعة عملها . وأكدوا أهمية تضمين برامج المراجعة والفحص التي تقوم بها الجهات الرقابية، بيانات توضح مدى الالتزام بنماذج العمليات الإدارية وواقع الوثائق في الجهات على المستويين المركزي والمحلي، والحرص كذلك على أن يكون من بين معايير تقييم أداء هذه الجهات والعاملين بها معيار يتعلق بمستوى تعاملهم مع الوثائق . كما أكدوا على العمل بما يقضي به قانون الوثائق من عدم إتلاف لأية وثيقة من قبل أي جهة على المستوى المركزي والمحلي إلا بموافقة المركز الوطني للوثائق . وكان اليوم قد شهد انعقاد جلسة العمل الختامية للندوة برئاسة الأخ حمود خالد الصوفي وزير الخدمة المدنية.. وألقى الصوفي كلمة عبر فيها عن ارتياحه لانعقاد هذه الندوة .. وقال إنها تأتي في ظل توجه بلادنا نحو تحقيق الإصلاح الإداري المنشود وانتهاج اللامركزية ترجمة لتوجه القيادة السياسية والحكومة نحو الاهتمام بنظام التوثيق والمعلومات باعتبارها اللبنة الأساسية لعملية التحديث والتطوير الإداري وتعزيز دور السلطة المحلية. وأضاف الأخ وزير الخدمة المدنية"أن عملية التوثيق عملية مستمرة تتطلب خطط وبرامج وتحتاج إلى تظافر الجهود وتكاملها مع المركز الوطني للوثائق لتنفيذ المهام الكبيرة المناطة به . وعبر عن إعجابه بما حققه المركز الوطني للوثائق على صعيد جمع وتنظيم وترتيب وصيانة وحفظ الوثائق والأنشطة المختلفة التي يقدمها المركز في مجال التوعية وإعداد الكادر المؤهل والمتخصص . وقال إن اهتمام الحكومة بالتوثيق والمعلومات يأتي من إدراكها لدور التوثيق والمعلومات في عملية الإصلاح الإداري وبناء الدولة الحديثة القائمة على المعلوماتية، إذ لا يمكن تصور نجاح أي برنامج يهدف إلى الإصلاح والتطوير الإداري دون أن يبنى ذلك البرنامج على قاعدة توثيق ومعلومات سليمة ومنظمة تساعد في المقام الأول على تشخيص الأوضاع والقيام بالتخطيط السليم . من جانبه ألقى الأخ علي أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره للأخ وزير الخدمة المدنية والتأمينات، لرعايته حفل اختتام الندوة، وجدد من خلالهاالشكر والتقدير للمشاركين على تجشمهم عناء الرحلة للمشاركة في أعمال هذه الندوة وللاستماع إلى الهموم التي طرحها المركز بشأن ما يتصل بالوثائق والعناية بها، كما جدد الشكر لكل من ساهم في إنجاحها. كما ألقى الأخ عبد الله باكداده مدير عام مكتب الثقافة والسياحة بعدن القائم بأعمال مدير عام فرع المركز الوطني للوثائق، كلمة عن المشاركين، عبر فيها عن شكر زملائه المشاركين للإدارة المنظمة للندوة ، والتي قال إنها اتسمت بالرقي في التعامل والتنظيم ، لافتاً إلى المعاملة الطيبة التي لقيها المشاركون طيلة فترة انعقادها. وأشار إلى النتائج الرائعة التي خرجت بها الندوة ، وعبر عن ثقته في أن التوثيق سيشهد تطوراً ملموساً في المستقبل على ضوء هذه النتائج . هذا وقد رفع المشاركون في أعمال الندوة برقية إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح عبروا فيها عن أسمى معاني الوفاء والتقدير للعناية الفائقة التي يوليها فخامته لجهود التوثيق ، وحرصه الكبير على متابعة ما يتم عمله على هذا الصعيد . وقالوا في برقيتهم " لقد اختتمت فعاليات هذه الندوة بنجاح كبير ووسط توافق على التوصيات التي تصب باتجاه تطوير التوثيق والأرشفة في ظل نظام السلطة المحلية الذي كان لكم الفضل في إرسائه والدخول من خلاله بالبلاد إلى مرحلة جديدة من التطور على أساس من الديمقراطية والمشاركة الواسعة في صنع القرار .. والفضل في النجاح الذي تحقق للندوة يعود إلى رعايتكم الكريمة للندوة ، وهو ما ترك أثراَ إيجابياً بالغاً على المشاركين فيها.