وفي المهرجان الذي حضره الأخوة أحمد الكحلاني وزير الدولة أمين العاصمة، وقيادات الجامعة، وممثلو منظمات المجتمع المدني، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بصنعاء، والمهتمون، وجمع غفير من طلاب الجامعة، تحدث الأخ يحيى محمد عبدالله صالح رئيس الجمعية، حول أهمية تدشين حملة مناهضة جدار الفصل العنصري في جامعة صنعاء، بالنظر إلى إدراك الجمعية لأهمية ونوعية قطاع رواد العلم وحماسة الشباب المعبر عن ضمير الأمة تجاه شعبنا الفلسطيني الذي يعاني اليوم من حصار مزدوج من القتل والتشريد ومصادرة الأراضي وسجن شعب بأسره في معازل بشرية وحصار الصمت المتواطئ عالمياً والمتخاذل عربياً. ورأى في ما تقترفه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من جرائم جماعية شاملة طالت كل أوجه الحياة بشراً وحجراً وشجراً، بأنه ضرب بعرض الحائط لكل قرارات الشرعية الدولية، ونسف لكل فرص الاستقرار التي تطمح إليها شعوب المنطقة على أساس من السلام العادل والمتكافئ القائم على الشرعية الدولية، مشدداً على أن ذلك يدفع الجميع إلى مناهضة هذا المخطط وهذه الممارسة العدوانية، وفضحها وإيقافها وإسقاطها، إذا ما حشدنا قدراتنا وتخلصنا من حالة اللامبالاة التي نعيشها. وقال، إننا في جمعية كنعان لفلسطين، نركز في حملتنا التضامنية هذه على جدار الضم والفصل العنصري بصفته الحلقة الأخطر في مخطط إسرائيل لتدمير القضية الفلسطينية وهو المخطط الأبشع والأكثر عدوانية وعنصرية والمناقض لكافة الشرائع السماوية والوضعية وهو جدار عار على جبين الإنسانية.. وإذا كان هناك من يعانون من مرض نقص المناعة في الأجساد، فإن حكام إسرائيل يعانون من نقص المناعة في الأخلاق لا شفاء منه. من جهته ذكر الملحق الإعلامي بسفارة دولة فلسطين فائز عبد الجواد، إن جدار الضم والتوسع والفصل العنصري ، يهدف إلى ابتلاع 58 بالمائة من أراضي الضفة الفلسطينية وتحويل الأرض والمدن إلى بانتوستانات وغيتوات معزولة، تسيطر عليها المستوطنات الاستعمارية التي أقامها الإحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية بالقوة والعدوان على المقدسات المسيحية والإسلامية، لحرمان الشعب الفلسطيني من أرضه ومنعه من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس طبقاً لقرارات الشرعية الدولية. وأضاف، إن ذروة المأساة تأتي بإقامة هذا الجدار التوسعي الإحتلالي الاستيطاني والعنصر، الذي يحول مدننا وقرانا ومخيماتنا إلى سجون ومعسكرات اعتقال جماعي، بحيث أصبح أكثر من /73/ بالمائة من المواطنين القاطنين غربي جدار الفصل العنصري يعانون من نقص وصعوبات في الحصول على الخدمات الطبية الأساسية التي يحتاجونها، لافتاً إلى أن إسرائيل تسعى من وراء الجدار إلى فرض واقع فصل عنصري على الأرض بين أبناء شعبنا الفلسطيني في مدنهم وقراهم ومزارعهم، ما يعطل جميع جوانب حياتهم اليومية، وتنتهج عملية تدمير مبرمجة وشاملة للبنية الاجتماعية والاقتصادية في مدينة القدس بهدف تفريغها. وذكر الملحق الإعلامي الفلسطيني، إن أكثر من مائة ألف مقدسي من داخل مدينة القدي سيصبحون خارجها بعد انتهاء سلطات الاحتلال من بناء الجدار العازل، إضافة إلى /120/ ألف من سكان قرى المدينة سيمنعون من دخولها والعمل فيها، ما يسبب لهم كارثة صحية واقتصادية واجتماعية، مؤكداًَ أن جميع الأراضي الفلسطينية ضمن حدود 1967 الضفة وغزة بما فيها القدس الشريف، تشكل وحدة جغرافية واحدة لايمكن القبول بتمزيقها أو تقسيمها تحت كل الظروف والاعتبارات. وشدد على أن أية ترتيبات خارج إطار عملية التفاوض حولها والمتفق عليها بين الطرفين الرئيسيين الفلسطيني والإسرائيلي، تحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية، وطبقا لمبادرة السلام السعودية التي تبنتها القمة العربية في بيروت، وطبقا لقرارات الشعرية الدولية، لايمكن القبول بها . الأخت رمزية الإرياني رئيس اتحاد نساء اليمن، أعربت عن شجب واستنكار نساء اليمن جنبا إلى جنب مع مختلف فئات الشعب اليمني، للممارسات العدوانية الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، والتي تتوج اليوم بسلب وتفتيت وشق أراضيه، ليسجن أبنائه وتبور تربته وتجوع نسائه وأطفاله، وتقطع أشجار زيتونه الوارفة، لتحقيق الحلم الصهيوني الأزلي في أن تسقط أعشاش عصافير فلسطين الابية الشامخة. وناشدت باسم المرأة اليمنية، الأمتين العربية والإسلامية إلى لملمة ما تبقى من الكرامة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة لغوث فلسطين الدامية، معربة عن الفخر والإعتزاز بمواقف فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وشجاعته في مناصرة الشعب الفلسطيني الأعزل. من جانبه، رحب نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية الدكتور أحمد الكبسي، بانعقاد المهرجان في رحاب الجامعة، التي قال بأنها دأبت على أن تكون رافدا حقيقياً للمجتمع اليمني بكل الكوادر المؤهلة التي تقود عملية التغيير والتنمية في الجمهورية اليمنية، لافتاً إلى أن جامعة صنعاء التي تهتم بالإعداد العلمي لطلابها، تحرص في الوقت نفسه على استمرار عملية التفاعل الخلاق مع كل قضايا المجتمع اليمني والأمتين العربية والإسلامية . وكان الدكتور محمد نعمان رئيس لجنة متابعة مناهضة جدار الضم والفصل العنصري، قد عرض في بداية المهرجان الفعاليات والأنشطة التي نظمتها جمعية كنعان لفلسطين في سبيل رفع الوعي واليقظة تجاه الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وزيادة حملات التضامن والدعم المستمر للصمود البطولي لابناء فلسطين. وخلص الدكتور نعمان إلى القول، قد لا يكون تحركنا هذا يحرر الأرض، لكنه بالتأكيد يحرر الإنسان الثائر داخلنا، ويحفزنا على ابتكار الطرق والوسائل التي بتراكمها لابد وأن تصل في نهاية المطاف إلى تحرير الأرض، مؤكداً إن وثيقة المليون توقيع، ستكون شهادة شرف وإقرار من كل من يوقعها بأنه موجود وحر وصاحب موقف، وأن الذين يرددون أناشيد الحرية على أنغام سلاسل العبودية والخنوع فهم ليسو أحراراً بل رجعيون متجددون وعبيد واهمون. يذكر، أن جدار الضم والفصل العنصري الذي تقيمه إسرائيل بطول /760/ كيلومتر طولاً، يمثل ضعف خط الهدنة الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية، وضعف حائط برلين وثلاثة أضعاف ارتفاعه، وهو مبني من الأسمنت المسلح والمقوى، والأسلاك الشائكة، والحواجز الكهربائية، والخنادق، والمجسات الأليكترونية، وأبراج المراقبة، وبحيث يمكن رؤيته من الفضاء تماماً كما يُرى سور الصين العظيم. ومن المقرر ان تستمر عملية بناء الجدار، المقدرة تكلفته بمليار ونصف المليار دولار، أربعة أعوام. وتكمن الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية من وراء هذا الجدار، في أنه يشكل امتداداً للمشروع الاستيطاني الصهيوني، ووجه لمصادرة الأراضي، سيعصم الأرض الفلسطينية، ويعزل أهلها ويحول حياتهم إلى جحيم داخل جبيونات وكانتونات مغلقة، وينتهك حقوق الفلسطينيين في الحياة والتنقل، فضلاً عن ما يمثلة من تدمير كامل لمسار المياه الفلسطينية، حيث ستسيطر أسرائيل على أكثر من 85 في المائة من المياه الفلسطينية وطبقات المياه الجوفية للضفة الغربية. كما ستطال أضراره، كافة مناحي الحياة الفلسطينية، وتحديداً مجالات التعليم، الصحة، والبيئة، وتدمير ومصادرة الأراضي الزراعية، وقلع الاشجار، وتدمير وعزل المواقع التاريخية والاثرية.